ربما تكون زيارتي لأسوان هذه المرة مشاركا ومتابعا لمنتدي الشباب العربي والأفريقي في أسوان من أمتع المرات التي زرت فيها أسوان، وقد زرتها بالفعل كثيرا، ومن المرات القليلة التي كان فيها العمل متعة للروح وللنفس ودعوة عملية للتفاؤل بغد أفضل تستحقه مصر. رأيت أسوان مثل عروس يوم زفافها، جميلة، رقيقة، رأيتها وقد نفضت عنها تراب سنوات هجر السياح لها في أعقاب أحداث الإرهاب قبل دحره، شاهدت الوجوه التي تتطلع لبكره، متعلقة بشخص الرئيس عبد الفتاح السيسي، تطمئن إليه، وإلي خياراته، لفتة ذكية منه أن يجعل أسوان عاصمة لأفريقيا، عينه علي أقصي نقطة في جنوب مصر، ليكون لها نصيب، من التنمية، والاستثمار. استقبله أهل أسوان بالزغاريد حبا ومعزة، من القلب للقلب قالوا له » بنحبك يا ريس » وكيف لا يحبونه وهو المهموم بلقمة عيشهم، وبمستقبل أولادهم، مهموم بأن ينال الأسواني نصيبه من الإهتمام مثله مثل أبناء القاهرةوالإسكندرية. المؤتمر كله فوائد، وكله رسائل لو تعلمون عظيمة، صورة الرئيس محاطا بشباب العرب وأفريقيا في معابد فيله، وفوق المركب الذي يتهادي علي صفحة النيل الخالد، تختزل كل الكلام، وتتصدر الصفحات الأولي في كثير من أهم وسائل الإعلام العالمية لتقول للدنيا مصر عادت شمسك الذهب، ليس في شرم الشيخ أو الغردقة فقط أو حتي في القاهرةالإسكندرية بل عادت في أسوان والأقصر وفي كل بقعة من بقاع مصر. علي استحياء كان رجال السياحة يتحدثون في العامين الماضيين عن عودة للسياحة علي استحياء، الآن الوضع اختلف، بسم الله ما شاء الله، عادت محلات الأنتيكات للعمل، وافتتحت البازارات أبوابها من جديد، وامتلأت صفحة النيل برحلات الفنادق العائمة » الكروز »، وأسعدني صديقي هشام فتحي المدير الإقليمي لإحدي شركات السياحة التي تمتلك 7 مراكب » كروز » بأنها كلها لأول مرة تعمل بلا انقطاع، وأن مصر استطاعت تعويض السائح الروسي، ولدينا الآن سياح من أمريكا اللاتينية، وكل ذلك نتيجة مجهودات فردية من الشركة وغيرها من الشركات، كما عاد السائح الأوروبي والياباني، وقال إن نسبة الإشغال أصبحت الآن تقترب من 70 % وهو انجاز رائع وعظيم ويبشر بعودة كاملة قريبة لمستوي السياحة السابق، وتخطيه بإذن الله، متذكرا الأيام الصعبة التي كان يرضي فيها بعض مشغلي الأنشطة السياحية بحد أدني يستطيعون فيه علي الأقل تغطية جزء من تكاليف التشغيل الثابتة. صور الرئيس، وصور د.مصطفي مدبولي، ومعه وزيرة السياحة ووزير الآثار يشربون عصير القصب ويتجولون » كاجول » في شوارع أسوان رسالة طمأنة لكل الدنيا بأن مصر هي بجد بلد الأمن والأمان.