هل خرج مارد الهولوكوست اليميني من القمقم ليقتل المسلمين في الغرب؟ فقد دب رعب »اليمينو فوبيا» بين المسلمين المقيمين هناك إلي درجة أن شوارع نيوزيلاندا شهدت اصطحاب الكثير من المواطنين غير المسلمين لأقرانهم المسلمين بعد أن بات الأخيرون في خوف من المشي بمفردهم بعد مذبحة مسجدي »كرايست تشيرش». تعمل ابنتي المحجبة في لندن، ولشدة قلقي عليها، توقفت عن مهاتفتها إلا بعد التأكد من وصولها للمنزل خوفا من أن يتعرض لها أحد المهووسين اليمينيين في الشارع أو المترو حين يعرف من لغتها وحجابها أنها عربية مسلمة. كل ذلك نتاج التركيز اليومي للإعلام الغربي علي شيطنة المسلمين، فما أن يقع أي حادث إرهابي إلا ويتم فورا نسبه إلي الإرهاب »الإسلامي» ففي حاث تفجير مبني فيدرالي بأوكلاهوما عام 1995، سارع الإعلام الأمريكي لنسبة الحادث للمسلمين، لنكتشف بعدها أن الجاني هو اليميني المتطرف تيموثي ماكفاي. بالطبع لم يعتذر أحد عن خطأ نسب جريمة لاتباع ديانة هي منه براء. والعكس حدث من الإعلام العربي بعد مجزرة مسجدي نيوزيلاندا، فلم يخرج أحد منا لينسب الأمر للإرهاب المسيحي ويدعي أن الإنجيل يدعو اتباع السيد المسيح لقتل الآخر، كما ادعت فرنسا ذلك مؤخرا علي القرآن الكريم حين ذهبت لأبعد من ذلك فطالبت بحذف 27 آية من المصحف! وبالتالي نقول »يمينو فوبيا» لا »مسيحو فوبيا». ومع ذلك فإن هناك أصواتا عاقلة في الغرب مثل صوفي برنتين بوكالة الأنباء الإنجيلية التي طالبت بإظهار الصورة المشرقة للإسلام لدي الغرب، فكتبت أن الكل يعرف تماما أسامة بن لادن، لكن لم يسمع أحد عن خان عبد الغفار خان رفيق غاندي المسلم في سعيه السلمي لاستقلال الهند الذي جاهد مثل غاندي مع الآلاف من أنصاره. وعلي الرغم من كل ذلك فإنَّ خان مجهول في الغرب مثل العديد من نشطاء السلام المسلمين الآخرين. قولوا »إرهابو فوبيا» لا »إسلامو فوبيا».