عملية الدرب الأحمر التي وقعت الأسبوع الماضي بقدر ما أوجعت قلوبنا علي الشهداء الثلاثة الذين راحوا ضحيتها بقدر ما تعطينا من أجراس انتباه لضرورة التحرك سريعا لوقف هذه العمليات من منبعها.. فكما أن هناك دولا وأجهزة استخبارات تنفق علي تنفيذ الجرائم الإرهابية في مصر، فكذلك هناك أدواتهم التنفيذية من الشباب الذين تم تضليلهم واللعب بعقولهم وحشو رؤوسهم بأن أفراد الجيش والشرطة كفار ومرتدون ويجب قتلهم ولا مانع أيضا من الانتحار وتفجير النفس وسط أناس أبرياء لا ذنب لهم لضمان سقوط أكبر عدد من القتلي.. وقد صار يقينا أن المواجهة الأمنية وحدها لن تجدي للقضاء علي الإرهاب قضاء نهائيا ولابد من المواجهة الفكرية جنبا إلي جنب وهذا ما طالب به الرئيس السيسي منذ عدة سنوات ولايزال.. أين هو تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة الذي تتشدق به المؤسسات الدينية ووعدت به مرارا وتكرارا؟.. ماذا فعل المسئولون بها سوي عقد المؤتمرات السنوية لزوم التلميع؟.. المؤسف أنه حتي الآن يقولون سنفعل وسنفعل وسنفعل وفي الحقيقة هم لا يفعلون شيئا إطلاقا.. لابد من إعادة النظر فيمن يشغلون هذه المناصب الدينية الحساسة وانتقاء الأصلح حيث بات الأمر يتعلق بالحياة والموت.. الحلول غير التقليدية في رسالة علي بريدي الإلكتروني من الأستاذ محمد فهمي محمد عبد العاطي »للرسول صلي الله عليه وسلم حديث يقول فيه إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه، وليت كل قيادة في أي موقع من المواقع أن تعمل بهذا الحديث وتسعي جاهدة إلي حل أية مشكلة تواجهها بحلول غير تقليدية وخاصة إذا ما فكرت خارج الصندوق.. فمثلاً عندما تسلمت عملي مديراً لإدارة المدرسة الخديوية الثانوية بنين وكان ذلك في أوائل التسعينيات واجهتني مشكلتان كبيرتان أولاهما تهالك مواتير المياه التي ترفع المياه لدورات المياه المخصصة لفصول الأدوار العليا وبالتالي اضطررنا لغلقها مؤقتا لحين حل المشكلة ولما كانت الإدارة التعليمية المختصة لا تملك رفاهية شراء مواتير مياه جديدة لجأت إلي أحد رجال الأعمال بالحي السكني الذي يحيط بالمدرسة وطلبت منه تولي هذه المهمة مقابل خطاب شكر ننشره له في إحدي الجرائد اليومية، رحب الرجل بتلبية الطلب ولكنه رفض الشكر »واتحلت المشكلة» وتدفقت المياه للأدوار العليا دون تكليف الدولة مليماً واحداً.. أما المشكلة الأخري فقد كانت تتعلق بالنظافة حيث كانت المدرسة كبيرة وعدد العمال بها لا يتجاوز عدة أفراد وكانت الإدارة التعليمية التي تتبعها المدرسة بها عجز أيضا في عمال النظافة فرأيت أن الحل الأمثل لتلك المشكلة هو »القدوة الحسنة»، فقمت بزيارات سريعة لكل فصول المدرسة مذكراً الطلاب بأن لدينا عجزاً في عدد العمال ولابد لنا جميعاً طلاباً وأساتذة أن نحافظ علي مدرستنا فهي بيتنا الثاني ثم أبادر بنفسي بالتقاط بعض المخلفات وأضعها في سلة المهملات الموجودة بالفصل، وعندما وجد الطلاب تلك المبادرة من جانبي كانوا يسارعون جميعاً لاستكمال نظافة الفصول وفناء المدرسة وظلت هذه الصحوة علي الدوام.. وفي رأيي المتواضع أنه لو أن راعي كل قائد موقع ذلك جيداً وبإخلاص وتفان لا شك أننا سوف نصل إلي المستوي اللائق الذي نتمناه لوطننا الحبيب».. رااااائع يا أستاذ فهمي.. ما قل ودل: سأل شاب الشيخ محمد الغزالي: ما حكم تارك الصلاة، فقال له الشيخ حكمه أن تأخذه معك إلي المسجد.