1 طويلا حكي المَوْلَوِي هذه الليلة : قص لي عن شكَايَةِ اليمامة التي سكنت جامعَ عمرو بن العاص إلي سيدي(ياقوت العرش) كيف ذبح الخادمُ فراخَها، قص لي عن الجميلة التي بِغَرْفَةِ ماء استترتْ، حينما باغتَ الرعاةُ عريَها المُتَمَدِّن ، قص لي عن ميدوزا ، وعن الشحاذ الأصم، ... ...عن الأرغول الذي صافح النبي ، وعن زيارة الله لابن حنبل في المنام ، قص لي طويلا ، وطويلا كنت مشغولا بانتظار رسالة : أنتظرها؟ / أخافها؟ / لا أريدها؟ أواصل بكاءً مرًّا لو لم تصلني ؟ لا أعرف ، لا أعرف 2 لك أبهةُ الملوك ، وجلال الملوك ، و لديك ما ليس لهم ؛ لِمَ لمْ تصر ملكا إذن يا حبيب؟ أجابني مترفقا : الملوكُ غياهبُ الممالك وأقدارها الواجفة ، والدراويشُ: مواهبُها ،وعطاياها المُنصِفَة ... إذا كان بوسع عشرة من الدراويش النومُ مطمئنين علي حصير من الليف، فإنَّ مملكة عامرة ممتدّة ، لا تتسعُ لملكين اثنين ! داعيا ل"موتسارت" هَمَسَ حبيبُ ؛ موتسارت الذي يُمَكِّنُه آخرَ كل ليل من أن يكون ملكًا علي مملكة له وحده : فقط يدندنُ ما تيسَّر من"الناي السحري" سماءً خضراءَ يغدو بنجوم مُسالِمَة و مُطمئنًّا ينامُ