إيناس عبد الدايم »ربحت الثقافة وخسرت هيئة الكتاب»، النتيجة التي ننتهي إليها بعد ختام فعاليات مؤتمر قصيدة النثر المصرية، علي مدار 3 أيام بالأسبوع الماضي، حركت مياه الثقافة والنقد الأدبي، في 10 فعاليات دون أيّ تمويل وبالجهود الذاتية والتطوع البدني والمادي من قبل ثلة آمنت بالشعر ودوره فحاولت، ومهما أخفقت في نقاط فيكفيها المحاولة التطوعية، فيما تنصلت الهيئة من بروتوكولاتها وتهربت قياداتها من تقديم الدعم اليسير المتفق عليه مسبقًا. لم تتوقف مخرجات المؤتمر علي الفعاليات فحسب، وإنّما أصرّت لجنة إعداد المؤتمر علي العادة السنوية في إصدار كتاب يضم أنطولوجيا من قصيدة النثر للدولة المضيفة »ليبيا في الدورة الأخيرة»، رغم ما واجهت اللجنة من تعنت رسمي من رئيس هيئة الكتاب هيثم الحاج علي، لتخسر الهيئة إصدارًا يقدم معرفة نعتقد أنها ليست متوفرة لمتابعي حركة الشعر في دولة شقيقة، بعد أن تكلف الزملاء القائمون علي المؤتمر بطبع عدد محدود »150 نسخة» علي نفقتهم الشخصية، ومن ثمّ نقدم شهادتنا الدالة علي خيبة هيئة الكتاب وتنصلها من تقديم أيّ دعم يعمل علي تحريك الثقافة فعليًا! في نهاية أغسطس، تواصل معي الزملاء بلجنة إعداد المؤتمر يبلغوني أن رئيس الهيئة يطالب موافقة وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم لاستكمال تنفيذ بروتوكول سابق بين الهيئة وأتيليه القاهرة يقضي بطبع كتاب المؤتمر علي نفقة الهيئة »300 نسخة»، وحُجة »الحاج علي» قرار رئيس الوزراء لتنظيم المهرجانات والمؤتمرات، من جهتي تواصلتُ مع وزيرة الثقافة لتؤكد عدم خضوع المؤتمر لقرار الحكومة، ما يعني أنه لا مانع من استكمال تنفيذ البروتوكول علي غرار الدورتين السابقتين، معلنة أنها ستخبر رئيس الهيئة بذلك أو أن »توقع» له طلبًا إن أراد. أبلغت لجنة إعداد المؤتمر بالموافقة الشفاهية للوزيرة، فطلبوا من رئيس الهيئة الاتصال بالوزيرة فرفض متعللًا أنه سيجتمع معها في اليوم التالي، وسيعرض عليها مذكرة لتوقعها، كنوع من خطوات تأمينية لموظف روتيني، ليتفاجأ الزملاء بإعداد المؤتمر بتهرب »الحاج علي» من اتصالاتهم أيام عدّة، ثم يبلغهم عن طريق المدرس بأكاديمية الفنون شوكت المصري أنه نَسي عَرض الطلب!! وطلب »المصري» من لجنة المؤتمر الحصول علي مذكرة من رئيس الهيئة وتوقيعها من الوزيرة بمعرفتهم!!، لكنه تنصل أيضًا من منحهم المذكرة أو صيغة لها، وظل يرسل الحاج علي ردوده عن طريق شوكت الذي بلا صفة رسمية في هيئة الكتاب، لكن يعلم القاصي والداني مدي النفوذ الذي يتمتع به علي موظفي المؤسسة الحكومية، وليتهم فلحوا، فالتهرب من دعم الثقافة الحقيقية تصفية لحسابات شخصية ليست المشكلة الوحيدة، وإنما باتت الهيئة صندوقًا من الكوارث الإدارية لعل أبرزها سوء توزيع المنتج الثقافي الذي تصدره الهيئة نفسها، وهو موضوع آخر لنا معه وقفة في مقام مغاير، وليكن سؤالنا لوزيرة الثقافة: هل تعلم بما يجري في هيئة الكتاب؟