انطلقت مساء الأحد الماضي فعاليات مؤتمر قصيدة النثر المصرية في دورته الثالثة وذلك بمقر اتيليه القاهرة بوسط البلد. استمرت الفعاليات حتي يوم الأربعاء، وشهدت عدد من الجلسات البحثية والأمسيات الشعرية. أدار الإعلامي خالد منصور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وقال في بداية حديثه إن الثقافة المصرية تواجه تحديات مختلفة وسط من لا يؤمنون بدور الثقافة وفعاليتها ومدي تأثيرها غير المحدود، كما تواجه الفعاليات المختلفة تحديات كثيرة حتي تستمر، ومن هنا جاء الحرص علي إقامة مؤتمر قصيدة النثر المصرية في دورته الثالثة. الشاعر والناقد عادل جلال، المنسق العام للمؤتمر، قام بتوجيه الشكر للهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، لما بذلته من مجهود وما قدمته من مساعدة لإنجاح المؤتمر وإقامته بالشكل اللائق، فقد تولت الهيئة طبع كتب الأنطولوجيا الخاصة بالمؤتمر، وتابع:" نعاني من قلة الموارد، فالمساعدات المادية التي تأتينا من المؤسسات الرسمية لا زالت قليلة ولا تكفي، كما أنها تفتقر إلي الترابط مع المؤتمر فلا صلة بينهما تذكر، وعلي الرغم من أننا الآن في الدورة الثالثة لمؤتمر قصيدة النثر ألا أننا لا زلنا نبحث عن موضع قدم تسمح بالرسوخ، للانتقال من طور الحالة التجريبية". كما تحدث جلال عن الدور الذي لعبته مؤسسة المحكي الثقافية لإنجاح المؤتمر، كما أثني علي دور الشعراء والمثقفين في المملكة المغربية الذي كان بمثابة دفعة قوية للاستمرار ومواصلة العمل حتي النهاية. لم يفُت المنسق العام لمؤتمر قصيدة النثر، أن يتحدث عن الصراعات الداخلية والمحاولات الحثيثة التي يمارسها البعض بغرض إفشال المؤتمر، بحسب كلامه، وهو الأمر الذي كان معداً له سلفاً، وتم تداركه بسهولة فخرج المؤتمر بشكل أثني عليه الكثيرون، وعن تأثير المؤتمر في الهيئات المختلفة قال جلال في تصريحات ل "أخبار الأدب": "تلقينا بالفعل دعوات من جامعات ومؤسسات للمشاركة وتفعيل دور المؤتمر بشكل أكبر وعلي نطاق أوسع، وبالفعل تحدثت معنا أكاديمية الفنون، وسيعقد هناك لقاء خلال الأسابيع القادمة، كما أن الهيئة العامة لقصور الثقافة سيصبح لها دور معنا". الشاعر هشام محمود أدار الأمسية الشعرية الأولي والتي ضمت الشعراء: أحمد سوراكة، إيمان السباعي، جيلان زيدان، ديمة محمود، سامي الغباشي، سيد محمود، عبد الرحمن تمام، فارس خضر، محمد خير، محمد سالم، محمود سباق، مريم سليمان. ثم بدأت الجلسة البحثية الأولي للمؤتمر والتي أدارها الدكتور شوكت المصري، وتقدم فيها عدد من الباحثين بأوراق بحثية خاصة بقصيدة النثر ومراحل تطورها والتحديات التي تواجهها، تحدثت الدكتورة مي إسماعيل عن "أشكال الغزل والمقارنة بين القصيدة في العصر العباسي وقصيدة النثر في العصر الحديث."، كما تقدم الدكتور عبد القادر الغزالي ببحث تحت عنوان " أشكال السرد في قصيدة النثر العربية "، فيما تطرق الدكتور صلاح السروي إلي موضوع " تحول النوع الشعري من الصياغة إلي الدلالة ". الأمسية الشعرية الثانية أدارتها الشاعرة المغربية مني وفيق وشهدت إلقاء عدد من القصائد للشعراء: إبراهيم البجلاتي، إدريس علوش من المغرب، أسامة بدر، أسماء ياسين، أشرف عويس، المغربي رجاء الطالبي، رغدة مصطفي، سارة علام، شريف رزق، عبد الله سمير، علي منصور، غادة خليفة، محمد القليني. ثاني أيام المؤتمر بدأ مع الأمسية الشعرية الثالثة التي أدارها الشاعر فارس خضر بحضور الشعراء:أحمد فرحات، أحمد الحلواني، أماني خليل، جمال فتحي، حسن أبو بكر، حنان شافعي، سامح قاسم، شيماء إبراهيم، علي عفيفي، عمر شهريار، محمد أبو زيد. جاءت بعد ذلك ثاني الجلسات البحثية للمؤتمر والتي أدارها الدكتور عبد القادر الغزالي، وتحدث فيها الدكتور حسن محمد سنوسي عن "البنية التصويرية في قصيدة النثر"، الدكتور علي الأصمعي تحدث عن "التشكيلات الإيقاعية لقصيدة النثر المصرية"، فيما ناقش الدكتور عبد اللطيف الورواي "قصيدة النثر المغربية ما بين الوعي الكتابي والجماليات المغايرة" وقال في بحثه: "لقد اختلف الأمر عن السابق، فقد انتقلنا اليوم من حالة النقاش بخصوص قصيدة النثر إلي عمق القضية، فأنا أظن، وهذا رأيي الشخصي، أن كل ما كتب عن قصيدة النثر لا يعدو فكرة السجالات الشخصية، ويأتي هذا المؤتمر كي يعطي فرصة أكثر للاقتراب من قصيدة النثر، وهو مكسب عظيم وفرصة حقيقية يجب علينا اغتنامها، لأن القضية ليست خاصة بمصر ولكننا نناقشها وننشغل بأمرها في العالم العربي كله. لقد تغير موقف قصيدة النثر عبر الأيام وأصبحت تحتل مكانة كبيرة في نفوس شعراء هذا الجيل، وصارت تمثل وعياً كبيراً وحساسية شديدة، لدي الشعراء العرب باختلاف أجناسهم وميولهم، علينا أن نعمق البحث ونهتم أكثر بقصيدة النثر، لأنها لم تحظي بالاهتمام اللائق حتي الآن وهذا هو دور الباحثين الذي ينصب عليهم أمل كبير للاضطلاع بالمهمة، وسط رقابة أكاديمية لا زالت تُمارس علي قصيدة النثر". الشاعر إدريس علوش أدار الأمسية الشعرية الرابعة والتي شهدت حضور الشعراء: أحمد صابر، أشرف البولاقي، السيد العديسي، الضوي محمد الضوي، أمل جاد الرب، حامد صبري، المغربي رشيد منسوم، شعبان البوقي، شيماء سمير، صلاح فاروق، المغربي طه عدنان، عربي كمال. في اليوم الثالث أدار الشاعر إبراهيم جمال الأمسية الشعرية الخامسة بمشاركة الشعراء: أحمد سليمان، أحمد عايد، أميمة إسماعيل، أمينة عبدالله، باسم كمال حسن، ثروت عكاشة السنوسي، خالد حسان، سمية الألفي، عادل العدوي، شعبان ناجي، عواطف يونس. أما الشاعر أسامة جاد فقد تولي إدارة ثالث الجلسات البحثية للمؤتمر، حيث تحدث الباحث أحمد حسن محمد عن " إشكالية التلقي في قصيدة النثر المصرية " فتعرض في بحثه للمتلقي العادي لقصيدة النثر المصرية التي تساءل الباحث عن مدي ما وصلت إليه تلك القصيدة من حيث التأثير في التلقي وجدوي العملية من الأساس وتابع : " لقد واجهت قصيدة النثر المصرية صعوبات بالغة وإشكاليات متعددة من ناحية تلقيها، وذلك منذ نشأتها وحتي الآن، فهي تواجه معارك نقدية حول الاعتراف بها كلون أدبي برغم من كثرة ما كتب عنها، الذي لم يكن موضوعياً في غالبية الأحيان، فإما تكون الكتابة حماسية تنتصر لقصيدة النثر وحسب، وإما أن تكون عدائية لا تري فيها مواطن للجمال. إن عملية التلقي هامة جداً، ومسألة إبلاغ المعني مرتبطة بشكل وثيق بنقطة التفاعل بين النص وبين القاريء فلا يجب أن يكون دوره دور استهلاكي للنص، ولكن يجب أن تأتي الاستجابة عصبية ترضي تعطشه الجمالي. " كما تناول الباحث أسامة حداد فكرة البوح والاعتراف في قصيدة النثر المصرية، وأهميتها وخصوصيتها كزاوية يطل منها الشاعر علي العالم ومن ثم القاريء الذي ينتظره، حيث أن حالة البوح والاعتراف من الحالات الملهمة في القصيدة بشكل عام وفي القلب منها قصيدة النثر التي تناسب هذا اللون الإبداعي، فيما جاء بحث الدكتور السيد العيسوي تحت عنوان " تجربتي مع قصيدة النثر". الأمسية الشعرية السادسة أدارها الشاعر محمد القلليني بحضور الشعراء: ابتسام حسني، إبراهيم الجهيني، رانيا منصور، بهاء الدين رمضان، عبد اللطيف الورواي، عز الدين بوريكة، علاء عبد الرحمن، نصر الكاشف.