تستعد الإدارة الأمريكية لإعلان حل أحادي يتم فرضه علي كل الأطراف ويتطابق مع وجهة نظر إسرائيل تمهيداً لمخطط اسرائيل الكبري علي كامل الاراضي الفلسطينية بعيداً عن حل الدولتين. وقيام دولة واحدة يشترط أن تكون هذه الدولة غرب الحدود الأردنية وتشمل الضفة الغربيةوغزة بحيث يضم هذا الكيان الشعبين الفلسطيني واليهودي. لن يكون ذلك مريحاً مطلقاً لدولة اسرائيل.. فمستقبلاً سيذوب الشعب اليهودي وسط الشعب الفلسطيني المتزايد وهو يمثل 40٪ من تعداد اسرائيل الان.. لتنتهي بذلك يهودية الدولة وهي الآن قائمة فعلاً، ولقبت اسرائيل نفسها بأنها دولة يهودية ديموقراطية ويعتبر كل مواطنيها يهوداً بديانتهم أو قوميتهم، بجوار اقلية عرب اسرائيل. أما وصفها بالديموقراطية فلتوهم العالم بأنها دولة علمانية وليست عنصرية، كما أن صياغة صفة اليهودية فهي رد علي بعض الدول التي توصف بأنها إسلامية. وبهذه الصفات لا تستطيع اسرائيل ان تفرط في يهوديتها إذا قامت دولة واحدة. والاسئلة التي تطرح نفسها..... ماذا ستفعل بالشعب الفلسطيني.. هل سيحصل مثلاً علي جواز سفراسرائيلي؟.. هل سيجند في جيش اسرائيل؟ وهل الدولة التي تمنع حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلي ديارهم سترحب بوجود (عرب اسرائيل وأهالي غزة بين صفوفها)؟ وتصرح إدارة (ترامب) أنها تضع الشكل النهائي لحل الصراع في الشرق الأوسط بأفكار جديدة من خارج الصندوق ولا يحتاج إلي موافقة اطراف النزاع.. كما تضيف التقارير الدبلوماسية أن مسألة موافقة اطراف الصراع ليست مهمة وأن بنودها لا تحتاج إلي توقيع او توثيق.. يعني فرض الإرادة الأمريكية الاسرائيلية علي العرب. وتتجه الإدارة الأمريكية لاعلان الغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين حيث تعتبر ان عددهم نصف مليون لاجيء فقط وليس 5 ملايين كما تقول منظمة اونروا والاكتفاء فقط بمن تم تهجيرهم عام 1948.. وعدم نقل صفة اللاجيء بالوراثة وعلي السلطة الفلسطينية حل مشكلة اللاجئين بصفة عامة وهي مسئوليتها. وتبدأ خطة الرئيس ترامب بفرض عقوبات اقتصادية ضد السلطة الفلسطينية لاجبارها علي القبول بالخطط الامريكية التي تهدف لاستمرار الوضع الراهن الذي يدعم أمن اسرائيل... وبالفعل تم تجميد المساعدات البالغة 215 مليون دولار وكانت موجهة للمساعدات الانسانية والتنمية في غزة والصفة الغربية. ثم يأتي الدور علي منظمة الأممالمتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تجرأت وأعلنت ان عدد اللاجئين خمسة ملايين) بوقف التمويل الكامل لها بعدد من المناطق مما اضطرها لتسريح اكثر من 250 من موظفيها؟ انتقام غير إنساني إما عن الحل الثاني والذي كان مطروحاً قبل قدوم الرئيس ترامب وهو حل الدولتين فهو حل كارثي إذا طبق حسب ما يدور في فكرهم.. فإذا كان التصور للدولة الفلسطينية قد ارتبط بالضفة والقطاع فالوضع قد تغير الآن فعمليات تهويد الضفة الغربية تتمدد وعدد اليهود في المستوطنات يصل إلي أربعمائة ألف يهودي والاستراتيجية الأمنية لإسرائيل تقوم علي أساس عدم تواجد دولة عربي نهر الاردن غير اسرائيل، اما الدولة الفلسطينية فتقوم في غزة التي تعتبر من أكبر المناطق ازدحاماً في العالم.. فهم مليونا نسمة يعيشون علي 360 كيلو متراً مربعاً. والحل كما يتوهمون هو أن الأمور ستسير بهدوء وستمدد بقعة غزة رويداً رويداً حتي بغير اتفاقات. وهو ما لن سيحدث أبداً • عضو اتحاد الكتاب ونادي القصة