حسين محمود- نجىب محفوظ فاز د.حسين محمود أستاذ الأدب الإيطالي بجائزة فلايانو الإيطالية لهذا العام عن كتابه »نجيب محفوظ في إيطاليا«، ومن المقرر أن يتسلم الجائزة في حفل يقام بشهر يوليو المقبل علي مسرح دانونزيو بمدينة بيسكارا الإيطالية. الكتاب صدر العام الماضي عن المركز الثقافي الإيطالي بمناسبة مئوية نجيب محفوظ وطبعت منه نسخ محدودة، ثم أعادت هيئة الكتاب طباعته في يونيو الماضي. الكتاب يتحدث عن استقبال نجيب محفوظ في الأدب الإيطالي، الذي تنقل بين الاستغراب في البداية، فالإنكار، ثم تحول في النهاية إلي القبول حسبما يوضح محمود، حيث يقول: "ان نجيب محفوظ صاحب فضل علي الأدباء العرب بفوزه بجائزة نوبل ففتح لهم امكانية أن يقرؤوا في العالم وأن تترجم أعمالهم للغات مختلفة، مثل جمال الغيطاني،عبد الرحمن منيف، أدونيس، الطيب صالح.." خاصة أن الانطباعات الاولي عن محفوظ وأدبه كانت "غريبة" حيث أعلن أحد المستشرقيّن الإيطاليين أن الأدب العربي يحتاج "لظهور كاتب في قامة تولستوي حتي يصبح أدباً عالمياً".. وهو الأمر الذي بدا مهينا، كما يقول محمود "كانت آراء النقاد في إيطاليا أقرب للإنكار حيث تساءل البعض كيف يفوز أديب عربي بجائزة نوبل فهل عند العرب أدب؟ كل هذه كانت تساؤلات النقاد، ولكن بعد فوز محفوظ قام المستشرق الذي أنكره في البداية بتقديم أدب نجيب، بل كتب "جابرييل" معترفا بفضل محفوظ". بدأ التواجد المحفوظي في الأدب الإيطالي في السبعينات، حيث بدأت ترجمة أعماله، لكنها لم تحقق انتشارا كبيراً، كان تواجده محدودا في الأوساط الاكاديمية، ولكن بعد فوزه بالجائزة ترجمت معظم أعماله وأصبح له مكان دائم في المكتبة الإيطالية..هكذا تتبع حسين محمود أثر محفوظ الإيطالي، مشيراً، لأن سر عظمته يكمّن في تحويل الآراء السلبية للمجتمع الإيطالي إلي أخري إيجابية بعد القراءة ، ويوضح "باعتباري من دارسي الأدب المقارن بشكل أساسي فان الرواية العربية وصلت لمستويات عالمية حقيقة، بل يمكننا القول أن أفضل منتج يقدمه العرب في ال 20 سنة الأخيرة هو الرواية.. حيث اكتشفت أوروبا،بعد نجيب محفوظ، أن العرب يمتلكون "رواية".. هكذا يمكننا القول أن نجيب محفوظ كان بطاقة تعريف للعالم بحضارتنا وتذكرة للغرب أن العرب حضارة قديمة تستحق التقدير." تمني حسين محمود أن تكون هناك جوائز محلية إقليمية في مصر تتخذ صفة العالمية، حيث أشار إلي أن الجائزة التي نالها ليست من المركز في إيطاليا، بل هي جائزة إقليمية لكنها عالمية، حيث يقول:"علينا أن نخصص لكل إقليم جائزة عالمية كبيرة ويكون هناك جوائز أدبية كبري من المحافظات المختلفة حتي يكون هناك توزيع جغرافي أكثر عدالة". الجدير بالذكر أن الجائزة سبق أن فاز بها من مصر الفنان عادل السيوي، والكاتب علاء الأسواني.