ماركيز في مفاجأة لم يتوقعها خوان كارلوس، ملك إسبانيا، وراخوي، رئيس الحكومة الجديد، رفض الكاتب البيروفي الأصل الإسباني الجنسية والحائز علي جائزة نوبل عام 2010 ماريو بارجس يوسا، رئاسة معاهد ثربانتس في العالم، مبرراً ذلك بأنه "متفرغ تماماً للأدب ولا يريد أن يشغل أي منصب". جدير بالذكر أن المنصب الجديد يساوي منصب وزير الثقافة، حيث يقوم ثربانتس (المركز الثقافي الإسباني) في معظم دول العالم، بنشر اللغة والثقافة الإسبانية خارجياً. جاء رد يوسا من خلال رسالة بعث بها إلي راخوي شرح فيها سببه للرفض، ورفض في المقابل أن يدلي بأي تصريحات صحفية تفسّر أكثر مما جاء في رسالته. خطاب الكاتب البيروفي أكّدت عباراته أنه مستعد تماماً للتعاون مع ثربانتس "لكن، يبدو لي مستحيلاً التوفيق بين تولي المنصب، الذي يشرفني بالطبع، وتكريسي للأدب". ورغم العلاقات الجيدة بين الكاتب والملك، إلا أنه لم يتخل عن موقفه. في الثمانينيات من القرن الماضي، خسر يوسا في انتخابات الرئاسة التي تقدم لها في بيرو، وفاز فوجيموري، وخلال هذه الفترة (التي سجلها في روايته "السمكة في الماء") كان ينهي قراءة أشعار جونجورا، وبانتهاء هذه المرحلة التي أنهكته تماماً، قرر أنه لا يريد أن يفعل شيئاً في الحياة غير الكتابة. لذلك، يعرف المقربون منه أنه ليس في حاجة إلي صداع المنصب الكبير الذي يمنحه شرفاً وتعباً في الوقت نفسه. قال لا، لأنه كاتب متفرّغ منذ سنوات طويلة، بالتحديد منذ أنقذته وكيلته الأدبية من لندن وخصصت له راتباً شهرياً وساعدته علي تخطي أزماته الاقتصادية. يقول يوسا " أعمل كثيراً جداً، لأنني بلا خيال"، حيث يقضي أياماً دون أن يخرج من مكتبه، وفي أيام الضغط يضعون له الطعام علي باب غرفته. يكتب بانتظام: يتنزه قليلاً في الصباح مع زوجته، يقرأ جريدتين أو ثلاث وبعدها يدخل إلي مكتبه ويختفي منذ العاشرة صباحاً، ليكتب باجتهاد، نادراً ما يرد علي الهاتف في ساعات التجلي. يتوقف عن الكتابة في آخر النهار، ويخرج ليلاً لمشاهدة السينما أو المسرح، وأحياناً يتعشي مع أصدقائه، لكن عند منتصف الليل يكون في سريره، مثل أي بطل أوليمبي. يوسا لا يستخدم التليفون المحمول، ولا يعرف شيئاً عن الإميل، بالتالي ليس علي استعداد لتحمل أي مسؤولية. يقول رئيس ثربانتس السابق ثيسر انطونيو مولينا:"كانت فكرة جيدة أن يترأس يوسا، لكنني اتفهم أسبابه" ويضيف:" لكن يجب أن نستغل هذه الفرصة ليتولي كُتّاب أمريكا اللاتينية هذه المؤسسة الكبيرة". ردود الأفعال جاءت غاضبة بعض الشيء، كانوا يتوقعون قبول يوسا لأنهم يعلمون أنه سيمنح كثيراً لهذا المنصب، لكنهم في الوقت نفسه يحترمون رغبته ويقدّرون كتاباته. في هذا المنصب، كان يوسا سيصبح سفير اللغة الإسبانية في العالم، لكنه فضّل أن تكون رواياته هي السفير وليس هو نفسه.