أكدت د. ليلي خلف السبعان، أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الكويت، أن الثورة المصرية التي ابهرت العالم كله ستغير مسارات السياسة والثقافة والإعلام، بل وحتي الاقتصاد، في السنوات المقبلة، واصفة الحركات التحررية التي انتشرت في عدد من الدول العربية مؤخرا بأنها "فجر جديد يشرق علي أمتنا العربية"، وأضافت: لن نقول للضوء لا. جاء ذلك خلال مشاركتها في مؤتمر مجمع اللغة العربية بمصر، والذي دار حول "اللغة العربية ومنظمات المجتمع المدني". وعن مشاركتها في المؤتمر، قالت السبعان: مجمع اللغة العربية بالقاهرة هو أفضل مكان نستطيع توثيق مادتنا العلمية من خلاله، مشيرة إلي أن المكتبة العربية في حاجة ماسة لدراسة قضايا اللغة العربية؛ لأن اللغة في واقعها نشاط اجتماعي ونطقي، استمر طوال عمر الإنسان عبر القرون؛ فاللغة تجسد قيمة عالية، حيث دونت لنا مستويات الأجناس الأدبية التي يتنوع فيها الاستعمال بألفاظه وتراكيبه، وبمرور الوقت، وبعد شيوع الانحراف اللغوي، أصبح لزاما علينا أن ننهج نهج الصواب حفاظا علي معايير اللغة وبنيتها الأساسية. وأضافت السبعان: من هذا المنطلق، فقد قدمت بحثين لغويين، أحدهما يتناول "جناية السجع علي عاشقيه"، والآخر درست فيه شاعرين كبيرين هما الشاعر الكويتي فهد العسكر، والشاعر الأردني عرار مصطفي لما بينهما من تشابه في الطرح والموضوع، وجمعتهما في كتاب واحد للبحث والاطلاع أسميته "دراسات لغوية". وعن علاقتها بمصر، قالت: أنا تخرجت في كلية الآداب بجامعة عين شمس، ولدي شعور جارف بالانتماء إلي مصر، وقد شاركت عام 2006 ببحث عن لغة الإعلام ومتطلبات العولمة، في المؤتمر الدولي الثالث لكلية الألسن بجامعة المنيا. وحول مشاركتها في مؤتمر مجمع اللغة العربية، قالت د. السبعان: شاركت ببحث عنوانه: "دور المؤسسات المدنية في تفعيل قرارات مجامع اللغة العربية: مؤسسة عبد العزيز البابطين نموذجا"، ودار البحث حول الدور المهم الذي تلعبه المؤسسات المدنية في تبني أهداف مجامع اللغة العربية وتفعيلها وتنفيذها علي أرض الواقع، حيث إن تاريخ الأمم توجد به سير وحكايات ومواقف مثيرة ورجال عظام، وتتعدد المؤسسات المدنية في الدول العربية عامة، ودول مجلس التعاون الخليجي علي وجه الخصوص، ومن المؤسسات التي برزت في تفعيل قرارات مجامع اللغة العربية: مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وأخيرا مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة. وأضافت: لكن مؤسسة البابطين للإبداع الشعري تعتبر نموذجا لتفعيل قرارات مجامع اللغة العربية، وهي: عمل المعاجم، والأبحاث، ومناقشة القضايا التي تهم اللغة، ووضع المصطلحات، وتحقيق التراث العربي، والنشاط الثقافي. وقد أنشئت هذه المؤسسة عام 1989م في القاهرة عاصمة الثقافة والفن والإبداع العربي، ثم افتتحت لها مكاتب إقليمية في تونس، والكويت، وذلك بهدف خلق التواصل العربي وإثراء حركة الشعر العربي ونقده، وتشجيع التواصل بين الشعراء والمهتمين بالشعر العربي، وتوثيق الروابط بينهم من خلال إقامة مسابقة عامة في الشعر العربي ونقده، وإصدار سلسلة معاجم البابطين لشعراء العربية المعاصرين والراحلين، فضلا عن إصدار مطبوعات عن شعراء المؤسسة، وملتقيات شعرية نوعية، وفقا لما يقرره مجلس الأمناء.. وغير ذلك من الأنشطة التي تؤكد دور المؤسسة في كل ما يتصل بالشعر والشعراء، وهو ما يسهم في تفعيل قرارات وأهداف مجمع اللغة العربية.