أخبار الأدب مع كتاب مصر فى انتخاباتهم الأخيرة كانت أمام أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب فرصة ذهبية لتأليف مجلس إدارة جديد تماما بعد أن بادر محمد سلماوي، الرئيس السابق للاتحاد بطرح صيغة لتحويل انتخابات التجديد النصفي لمجلس الإدارة إلي انتخابات تشمل أعضاء المجلس الثلاثين بأكملهم. وتعلقت آمال الكثيرين بانتخابات الجمعة 29 إبريل الماضي لكي تؤلف مجلسا جديدا تماما، وكانت البوادر مطمئنة، فبكر عدد كبير جدا من أعضاء الجمعية العمومية بالحضور إلي مسرح السلام- الذي شهد هذا الحدث- لكي يكتمل النصاب وتبدأ عملية الانتخاب لاختيار الثلاثين مرشحا من بين 96 تقدموا لشغل هذه المقاعد. وقد سبق الشيوخ الشباب وكان بعضهم يتوكأ علي عصا أو يتحرك بصحبة أحد أحفاده مثل كريمة ابنة الدكاترة زكي مبارك، علي العكس من يوسف الشاروني الذي كان يتحرك في عز الزحام كشاب في الثلاثين. وكانت النتيجة مفاجئة، بل مخيبة لتوقعات الكثيرين حيث احتفظ 16 من أعضاء المجلس السابق بمقاعدهم في هذا المجلس الجديد: محمد سلماوي، الحائز أعلي الأصوات (383)، د. جمال التلاوي (363)، مصطفي القاضي (345)، عزة رشاد "316"، د. علاء عبد الهادي (313)،)، المنجي سرحان (299)، د. يسري العزب (294)، جابر بسيوني "285"، هالة فهمي (277)، د. أحمد مرسي (269)، محمد عبد الحافظ ناصف (268)، حسن الجوخ (266)، أحمد سويلم (263)، نوال مهنا "256"، أحمد عبد الرازق أبو العلا (256)، د. مدحت الجيار (256). إلا أن هذه الانتخابات أسهمت في تجديد الدورة الدموية للاتحاد من خلال نجاح هذه الأسماء: زينب العسَّال "374"، محمود بطوش "347"، د. صابر عبد الدايم (314)، هالة البدري "302"، عبده الزراع (302)، د. محمد أبو دومة (267)، د.شريف الجيَّار "267"، فارس خضر "264"، جميل عبد الرحمن "261"، حسين القباحي "258"، د.صلاح الراوي "256"، ربيع مفتاح "253"، أحمد عنتر مصطفي "251". بدأت الجمعية العمومية بحضور المجلس السابق وأغلبية الأعضاء، وقرأ المراقب المالي تقرير الميزانية مشيرا إلي أن هناك عبئا علي الصندوق لأن الموارد من العملات البنكية، فأوضح رفقي بدوي، أمين الصندوق في الدورة الأخيرة، بأن الخيارات التي عرضت علي مجلس الإدارة وموضوع العملات البنكية مقصور علي بنك القاهرة وهو البنك الذي يتعامل معه الاتحاد، مشيرا إلي أنه لن يسمح بمنح أي عضو في الاتحاد سلفة دون أن تكون هناك فاتورة معتمدة، ثم تحدث المراقب المالي عن مقر الاتحاد بمحكي القلعة وعدم توافر الأمن الصناعي به فحذر من كارثة قادمة، فضلاً عن إمكانية تعرض المقتنيات الأثرية واللوحات الفنية للسرقة وطالب بحمايتها، ورد سلماوي بأن تلك الملاحظات تم تداركها حيث وضعت تلك المقتنيات في خزانة الاتحاد وأوصي بأن يقدم المراقب تقريراً نصف سنوي حتي يتم التعامل مع المستجدات. وقاطع الشاعر سمير عبد الباقي المراقب المالي وشدد علي ضرورة محاسبة مجلس الإدارة وقال إنه من الوارد أن يقدم بلاغا للنائب العام، فهناك شبهة تبديد لأموال الاتحاد، وألح علي مسئولية أعضاء المجلس عن المصروفات وضرورة إعادة النظر في تلك الكارثة حسب تعبيره، ورد مندوب الجهاز بأن الأموال لم تهدر، بل أنفقت بقرار من مجلس الإدارة. وطالب عضو آخر بالشفافية وخص بالذكر أمين الصندوق، وقال ممثل الجهاز المركزي للمحاسبات إن قرارات الجمعية العمومية ملزمة، وأضاف بأن قرار علاج الأعضاء لا يزيد علي عشرين ألف جنيه, وهنا تدخل رفقي بدوي وأنكر صرف أي مبالغ بشكل غير قانوني فزادت المداخلات سخونة، وغضب سلماوي من تلك المقاطعات وقال: هناك وقت مخصص للمناقشة, فتدخل المراقب وأبدي استعداده للرد علي أي سؤال مضيفا أن الجمعية العمومية هي المنوط بها مراقبة عمل الاتحاد. أما حزين عمر السكرتير العام السابق فبدأ كلامه بالحديث عن سقوط الطاغية بعد 25 يناير مشيرا إلي أن الجمعية عقدت في جو من الحرية، وأشاد بدور الاتحاد الذي أصدر أول بيان لنقابة مهنية في بداية الثورة أيد فيه مطالب الشعب, وظل بابه مفتوحاً للأعضاء أثناء حظر التجوال, وعرّج علي الأنشطة الخدمية التي نفذت أثناء الثورة, وأن هناك 15 عضوا عولجوا في بعض المراكز الطبية علي نفقة الاتحاد, الذي تحمل أيضًا تكاليف جنازات بعض الأعضاء، كما تحدث عن أنشطة الفروع في بعض المحافظات والموقع الإلكتروني للاتحاد الذي يتحتم تطويره بحيث يشمل كل السير الذاتية للأعضاء الجدد، ثم استعرض الكتب التي تم نشرها. وتابع أمين الصندوق استعراض ميزانية اتحاد الكتاب لعام 2010 التي بلغت 22 مليون جنيه بزيادة 210 آلاف جنيه في العام الماضي حيث زادت الإيرادات علي المصروفات. وقبل نهاية الاجتماع فتح باب المناقشة فأعرب جميع الأعضاء عن استيائهم من قيمة المعاش وقدره 100 جنيه واعتبروا أن هذا المبلغ سبة في جبين كتاب مصر ومفكريها, وذكرت الكاتبة مني عوض أن المعاش يجب ألا يقل عن 500 جنيه، بينما تحدث شباب الكتاب عن ضرورة تطوير موقع الإنترنت الخاص بالاتحاد فهو لا يليق بمكانته، وتساءلوا عن تجاهل نشر أي شيء لأعضاء الاتحاد في الأقاليم. وفي النهاية أوضح محمد سلماوي أن المجلس الجديد سيهتم بهذه الملاحظات، ثم قام المستشار لطفي منصور، المشرف علي لجان الانتخابات، بتقديم توجيهات إرشادية للأعضاء، وبدأ فتح باب الانتخاب اعتبارًا من الواحدة ظهراً عقب نهاية الاجتماع، من خلال أربع لجان. بقي أن نذكر أن هذه ثاني انتخابات يحضرها أعضاء المجلس. من جهة أخري كان اجتماع الجمعية وانتخاب مجلس الإدارة الجديد فرصة لتبادل مؤلفات الأعضاء ومنها: ديوان "امرأة غاضبة" للشاعر محمد ثابت، ورواية "أبرياء ولكن" لمديحة أبو زيد، وكتاب "الحوار لغة العصر" لعبد القوي السيسي، والمجموعة القصصية "محجوب بالمقلوب" لصلاح معاطي، و"الأسئلة ديوان الواصلين" لمحمود عبد الحليم، و"ميت جديد" لصبحي سعيد، و"استأذنك يا ريس" لمحجوب الجارحي، و"بين شهيق وزفير" ليسري الخطيب, كما برزت الثقافة السيناوية بكتاب "سيناء والبحث عن هوية" لمحمد أحمد الدسوقي.