فكرة الوحدة الوطنية لم تكن هي الغرض الأساسي من معرض "كشف الستار عن الفن القبطي" الذي أقيم الأسبوع الماضي في إطار الاحتفال بمرور مائة عام علي تأسيس المتحف القبطي إلا إنها طرحت نفسها وبقوة طوال الاحتفال، وزير الثقافة فاروق حسني اعتبر أن مجرد إقامة احتفالية للمتحف القبطي في أثر إسلامي _قصر الأمير طاز- أكبر دليل علي أن الحضارة لا تعترف بالتقسيمات، وعلي أن الفنون وحدها تقدر علي تجميع الحضارات. حسني أكد علي أن المعرض سيتنقل بين محافظات مصر قبل أن ينتقل إلي ألمانيا، ليدلل علي عمق الحضارة المصرية، وتواصلها عبر الزمن. الاحتفالية التي غاب عنها البابا شنودة وحضرها مفتي الجمهورية د.علي جمعة لم تخرج عن هذه الفكرة، ففي كلمته أكد حواس أن توقيت الاحتفالية جاء مناسبا تماما، مشيرا إلي الأحداث التي وقعت مؤخرا والخلاف حول بناء كنيسة في العمرانية، وقال حواس إنّ المصريين تغيروا تماما ولم يعودوا يقبلون الخلاف كما كانوا من قبل الحضارة المصرية الممتدة في عمق الزمن أكبر دليل علي وحدة المصريين مسلمين ومسيحيين ولم تظهر مقولات الخلاف إلا مؤخرا، وهي أكبر دليل علي حدوث تغيير كبير في شخصية المصري المتسامحة، والمتقبلة للآخر أيا كان. في حين اعتبر القس تداوس افامينا كاهن دير ماري مينا بالإسكندرية، المعرض دليلا علي اهتمام الحكومة المصرية بالأقباط وحضاراتهم، وعلي تعايش الشعب المصري، مؤكدا علي أن كل من سيزور المعرض سيكتشف أن كل ما يقال حول الفتنة الطائفية مجرد كلام، كما أن إقامة هذا المعرض خارج مصر سيزيد من معرفة الأجيال الجديدة لأطفال أقباط المهجر بحضاراتهم. المعرض يضم أكثر من 200 قطعة أثرية تم اختيارها من مجموعات متحفية عديدة في مصر، وتعرض معا لأول مرة. وتمثل تلك القطع الأثرية كنوزا تم إزاحة الستار عنها واكتشافها من جديد بإخراجها من مواقع تخزينها في المتحف القبطي، إلي جانب قطع أثرية من كل من: المتحف القومي، والمتحف اليوناني الروماني، ومتحف مكتبة الإسكندرية، ومتحف بني سويف، ومتحف العريش، وبعض منها يُعرض في متحف الفن الإسلامي وسيعرض بمتحف الحضارة المصرية بالفسطاط.