حذر الدكتور عبدالستار الحلوجي من ندرة المفهرسين الأكفاء، وقلة المحققين المتخصصين في المخطوطات، وطالب بإعداد جيل لهذه المهنة قبل أن تنقرض سواء بإعداد دراسات أو برامج تدريبية للعاملين والمهتمين بالتراث حيث إننا لدينا تراث مخطوط يمتد لأكثر من 21 قرنا، وهذا لا يمثله أي تراث في العالم، معللا بأنه لم تعش لغة من لغات العالم القديم أو الحديث هذه الفترة والسبب في ذلك ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم.. وقد اتفق معه في ذلك د . عبدالنصر حسن رئيسي دلر الكتب الذي طالب باشناء مركز لأعداد جيل جديد من المحقيقين . جاء ذلك في المشاركة العلمية التي قدمها د. الحلوجي ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمته دار الكتب المصرية بمناسبة مرور مائة واربعين عاما علي انشائها (041 عاما من التنوير)، وفيها تعرض د.الحلوجي للحجرة المغلقة علي أندر المخطوطات بالمكتبة المركزية القديمة بجامعة القاهرة قرابة أربع سنوات بحجة الحفاظ عليها بقوله: وكأن بهذه الحجرة مواد محظورة لا يصح الاقتراب منها أو التعامل معها، فلا هي فُهرست، ولا هي رٌممت ولا هي صُورت، وإنما تركت للقوارض والحشرات تنحل ورقها، وطالب د. الحلوجي جامعة القاهرة بالاحتفاظ بنسخة مرقمنة لمخطوطاتها وان تسلم الأصول لدار الكتب تجري عليها ما تحتاجه من صيانة وترميم وفهرسة وتصوير، وتساءل: لمصحلة من تظل هذه المخطوطات حبيسة ومجهولة للباحثين بحجة الخوف عليها من السرقة والضياع وما قيمة الحفاظ عليها اذا لم يستخدمها احد؟ وأكد د. محمد صابر عرب ان الكتبخانة الخديوية (دار الكتب) منذ انشائها عام 0781 كأول مكتبة وطنية في العالم العربي وهي منارة لمصر والمنطقة العربية تؤدي دورها بما تقتنيه من كنوز ثقاية نادرة كما تناول د. حسين نصار، دور دار الكتب في تحقيق التراث، مشيرا الي ان السبب المباشر في انشاء دار الكتب المصرية هو جمع المخطوطات الموزعة في الجوامع وحفظها في موضع واحد وصيانتها، ثم بدأت الوظيفة الثانية .تحقيق ولانه يجيد اكثر من لغة فقد خصص د. مصطفي بيب بحثه عن المستشرقين في دار الكتب المصرية، وفيه اكد علي تأثير دار الكتب في توجيه جهود المستشرقين حيث مثلت ذخيرتها من المخطوطات العربية والفارسية والتركية، فضلا عن اوائل المطبوعات معينا نهل منه المستشرقون او أثناء زيارتهم السريعة أو بتصوير بعض مقتنيات الدار، وتوقف د. بيب -بالتفصيل- عند بعض اعلام المستشرقين وارتبط انتاجهم العلمي المتميز بما فيها ومنهم الايطالي الشهير (كارلو ألفونسو نللينو) رائد دراسات تاريخ علم الفلك عند العرب وكان استاذا لطه حسين، والروسي (اجناتي يوليا نوفتش كراتشكوفسكي)، والألماني (ماكس مايرهوني). وأعلن د. محمود الشيخ، استاذ التاريخ بجامعة فلورنسا بايطاليا، عن وجود مخطوط مجهول بخط ياقوت المستعصحي، وهو محفوظ في المكتبة الوطنية المركزية بجامعة فلورنسا تحت رقم 14 BR، و، وترجع اهمية المخطوط الي انه مجهول حتي الآن ولم يذكره أي من المهتمين بالخط العربي وهو فكرة اضعها امام د. محمد صابر عرب، ليكون اضافة ضمن مقتنيات دار الكتب. وعلي هامش المؤتمر، نظمت دار الكتب معرضا لاصدارات الدار المختلفة، حيث اعادت طبع الشهنامة، عيون الأخبار، اصول نقد النصوص، تاريخ المساجد الأثرية، ومحاضرات في أوراق البردي العربية، الرحلة لامريكا لمحمد لبيب البتانوني، وكتاب توثيقي عن الدار بعنوان (دار الكتب المصرية سيرة ومسيرة) من اعداد مشيرة اليوسفي، يحكي تاريخ دار الكتب منذ نشأتها عام 0781 وحتي الوقت الحاضر،