جانب من أحد الاجتماعات في إطار سعيه لتوسيع أداء اتحاد الكتاب والأدباء العرب في الشأن الثقافي، طرح محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد فكرة جديدة في بداية أعمال اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب، خاصة بتكوين اتحاد عام يجمع بين الكتاب والأدباء العرب واتحاد كتاب عموم أفريقيا، وقد تبلورت هذه الفكرة في الجلسة الختامية بتوقيع بروتوكول التعاون بين الجهتين ممثلتين في محمد سلماوي وأتوكواي سكرتير عام اتحاد عموم أفريقيا وجاء في نص البروتوكول: "إيمانًا من الأدباء والكتاب العرب والأفارقة بعمق الصلات بينهم، وبأن التاريخ العربي والأفريقي متداخل ومتواصل بشكل عضوي، وضمانًا لاستمرار هذه العلاقات الحميمة التي تجمع بينهم، وتناميها، وسعيًا لتحقيق الطموحات المشتركة للشعوب العربية والأفريقية بالحرية، والتقدم، وتطلعًا نحو غدٍ أفضل لهذه الشعوب، فقد قرر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، واتحاد كتاب عموم أفريقيا، تأسيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والأفارقة، وفي هذا الإطار فقد اتفق الجانبان علي تشكيل لجنة مشتركة منهما لوضع أهداف هذا الاتحاد، وصياغة النظام الأساسي له، وتحديد آليات العمل به، علي أن تنهي اللجنة أعمالها، ويتم إعلان بدء نشاط الاتحاد في ليبيا في 9 سبتمبر2010". كما كان الاجتماع فرصة لتوضيح الخطوات التي تم اتخاذها لتحويل الفكرة السابقة التي تم طرحها بطرابلس خلال أكتوبر الماضي -في اطار اجتماع المكتب الدائم- إلي واقع ملموس، أقصد الدعوة لعقد القمة الثقافية.. واستعرض الأمين العام الخطوات التي سبقت هذا الاجتماع ، والقضايا الملحة المطروحة علي القمة منها: ضرورة صيانة حرية التعبير والفكر والإبداع، وعدم المساس بأمن الأديب والكاتب العربي، حيث إن الأقلام المرتعشة لا تنتج أدبًا ولا فكرًا يعتد بهما في بناء الأمم ورفعتها. ضرورة الإسراع في إنشاء السوق العربية المشتركة حيث يعيش العالم المتقدم كله عصر التوحد وإنشاء الكيانات الاقتصادية الكبري. رفع الرقابة عن الكتاب العربي في الأقطار العربية كافة، وإزالة المعوقات التي تحول دون انتقال الكتب والدوريات العربية بين أرجاء الوطن العربي، ورفع الضرائب عن مستلزمات الطباعة، وخفض أسعار نقل الكتاب بين الدول العربية، ضرورة الاهتمام باللغة العربية، في التعليم والإعلام والإعلان، حتي لا تندثر اللغة، ولا تهتز الأرض تحتها بفعل الإهمال وتقديم اللغات الأخري عليها. عقد نشر موحد في الدول العربية وشهد الاجتماع _أيضا- اتخاذ العديد من القرارات المهمة منها العمل علي ايجاد صيغة عقد نشر موحد، إذ قرر المكتب الدائم إعطاء أعضاء الاتحاد فرصة للاطلاع علي صيغة عقد نشر موحد، توصلت إليه الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، علي أن يقوم الأعضاء جميعا بإرسال ملاحظاتهم علي حد أقصي نهاية نوفمبر القادم، وتكليف الأمانة العامة بإعادة صياغته وتعميمه، علي أن تقوم الاتحادات بنشر العقد بين الأدباء والكتاب ودور النشر والمطابع، وإبلاغ الأمانة العامة بكل ما يخالف هذا العقد من الكتاب والناشرين، حتي تتخذ الإجراءات التي من شأنها الحفاظ علي حقوق الأدباء والكتاب في كل مكان من الوطن العربي. ومن القرارات _كذلك- التي صدرت عن الاجتماع استمرار اللجنة الخماسية المشكلة بقرار من المكتب الدائم في عملها، فيما يخص عودة العراق إلي عضوية الاتحاد، حيث أنها لم تنجز عملها، إذ لم يتيسر لها زيارة العراق، وتقرر أن تعرض تقريرها في الاجتماع القادم، وهو تقرير ملزم، وأنه في حالة عدم تمكنها من السفر، من حقها أن تلتقي بالأدباء والكتاب العراقيين، لمعرفة كل الملابسات، وبذلك سيتم اتخاذ القرار الخاص بمقعد العراق في الاتحاد في الاجتماع القادم، واللجنة الخماسية مشكلة برئاسة الأمين العام. وتم _أيضا- تطوير آليات منح جائزة القدس، بحيث يجب أن ترد الترشيحات للأمانة العامة في موعد أقصاه إبريل، مشفوعة بأسباب الترشيح والسيرة الذاتية للمرشح، والجهة التي رشحته. تقرير الحريات وبوضوح شديد حدد التقرير الخاص بوضع الحريات في العالم العربي، 12 سلبية تعوق حرية المثقف والمبدع في الوطن العربي: القبض علي بعض الناشرين واعتقالهم، والتحفظ علي بعض الكتب المنشورة، منع بعض الندوات الثقافية، بما يعد اعتداء علي حرية إقامة الندوات، الرقابة المشددة علي قوائم الكتب المقدمة في بعض معارض الكتاب بالبلدان العربية، ومنع بعض العناوين من العرض والبيع، حجب وإلغاء أكثر من صحيفة، ووسيلة إعلام، وقنوات فضائية، في العديد من الدول العربية، مراقبة شبكة الإنترنت، وملاحقة حبس بعض المدونين، حظر ومصادرة عدد من الكتب، والمؤلفات لكتابنا العرب، وممارسة الرقابة علي وسائل التعبير المختلفة علي الرغم من رفع الرقابة القبلية علي بعض الصحف، إلا أن بعضها تعرّض للإيقاف بقرارات من السلطة التنفيذية، مصادرة حرية التظاهر والاجتماع، وجميع الأشكال السلمية للتعبير عن الرأي في كثير من الدول العربية، منع بعض الكتاب والصحفيين من الكتابة في الصحف والدوريات، وأيضاً الرقابة الدينية التي لا تزال تمثل عائقًا لحرية التعبير في الفكر والإبداع، افتقار بعض الدول العربية إلي الجمعيات والهيئات التنظيمية، الممثلة للكتاب، بما يستوجب قيام التنظيمات الشرعية للدفاع عن حقوقهم، منع بعض الكتاب من ممارسة حقهم الطبيعي في السفر تحت دعاوي مختلفة، واقع الكتاب والأدباء في العراق ما يزال مضطربًا، ويشوبه العنف وعدم الاستقرار. وإن كان رصد السلبيات السابقة لم يمنع التقرير من حصر _ أيضا- الإيجابيات التي تمت في الفترة الماضية في عدد من الأقطار العربية مثل: صدور بعض الأحكام القضائية المتعلقة بوقف تنفيذ قرارات منع وتوزيع الصحف في بعض البلدان العربية، ورفع الرقابة القبلية علي الصحف والاحتكام علي قانون الصحافة والمطبوعات، وأحكام القانون العام، وصدور بعض الأحكام المساندة لمن يتعرضون لرقابة السلطة الدينية، وإلغاء قرارات رفض نشر بعض الكتب وتوزيعها، وصدور فتوي مفتي الديار المصرية بإباحة التماثيل.