إلينثان جون ولد الكاتب النيجيري "إلينثان جون" عام 1982 في مدينة كادونا شمال غرب نيجيريا لأسرة مسيحية، وهي منطقة عانت من العنف الطائفي الذي وصل إلي حد التطهير العرقي في بداية التسعينيات. درس "إلينثان" المُحاماة وعمل بها لعدة سنوات، إلا أنه تفرغ للكتابة الصحفية والأدبية منذ أعوام. يكتب مقالاً أسبوعياً بإحدي الصحف الشهيرة في نيجيريا، يتناول فيه الأوضاع السياسية والاجتماعية بطريقة ساخرة، ويحظي بقبول كبير. نشر مجموعته القصصية الأولي عام 2013، ووصلت إلي القائمة القصيرة لجائزة "كين" للأعمال الأدبية الأفريقية، ووصل إلي القائمة القصيرة لنفس الجائزة عام 2015 بمجموعته القصصية "الطيران". ونشر مجموعته القصصية الثانية "الجري وقصص أخري" عام 2014. نُشرت قصصه القصيرة في عدد من المجلات والمواقع الإلكترونية الأدبية المرموقة. وفي مطلع عام 2016، نشر روايته الأولي "ولد في يوم ثلاثاء"، والتي نالت شهرة واسعة، ربما بسبب موضوعها، حيث تتناول شخصية أحد المُنتمين إلي جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المُتطرفة، وهذا جزء من حوار معه حول روايته الجديدة. ما هي ديانتك وخلفيتك القبلية؟ أنا لستُ مسلمًا. ولدت لأبوين مسيحيين، ولكنني أعيش فيه حي غالبيته من المسلمين، وأغلب أصدقائي وجيراني من المسلمين. المجتمع يتسم بالاختلاط والتنوع في نيجيريا. ينتمي أبي إلي قبيلة تختلف عن قبيلة أمي، لدينا في نيجيريا أكثر من خمسمائة مجموعة عرقية. لماذا قررت الكتابة رغم أنك درست المُحاماة؟ لقد درست المُحاماة ومارستها، ولكني أصبت بصدمة مُبكرة من نظام العدالة. أنا شخص قلِق بطبعي، ولا أطيق انتظار حكم محكمة لمدة تصل لخمس سنوات.، كما يشوب النظام الكثير من الفساد، وتنتشر فيه الرشاوي. شعرت بالضجر وقررتُ الاتجاه إلي الكتابة. أين نشرت الرواية"مولود في يوم ثلاثاء"؟ نشرتها في دار نشر جديدة، مقرها لندن ولكنها تنشر أعمال الكتاب النيجيريين. إنها تلعب دورًا كبيرًا في سد احتياجات السوق النيجيري من الكتب. وما هي دوافعك لكتابتها؟ تعتمد الرواية في جزء منها علي فترة طفولتي التي قضيتها في شمال نيجيريا، ولكن الاعتماد المُحرك الأكبر في كتابتها كان أحد "المهاجرين"؛ وهو الاسم الذي يطلقونه علي الطلاب الذين يسافرون لدراسة الدين الإسلامي منذ طفولتهم، وكنت قد التقيتُ به في الجامعة. شغلتني طريقة حياتهم وأفكارهم. أثارني أن أغلب المهاجرين ليس لهم أسماء، وانشغلت بسؤال: ما هو الاسم، وما هي أهميته، وما هو شعورك حين تضيع منك مُفردة أساسية من مُفردات الهوية؟ كانت هذه هي نقطة الانطلاق التي حفزتني لكتابة هذه الرواية، واخترت للبطل اسم "مولود في يوم ثلاثاء". كما حاولت رصد ظاهرة التعصب التي تؤدي إلي التطرف وسفك الدماء، من خلال شخصية البطل الذي انضم إلي جماعة مُتطرفة. تتسم شخصية روايتك الرئيسية بالسلبية وقلة الحيلة، لماذا؟ يعيش البطل في عالم يستسلم كل من يعيشون فيه للقدر، وهو ينساق مع مجتمعه، لكنه يتطور مع سياق الأحداث، ويتخذ قرارات استراتيجية. الكثير من الأعمال التي تتم باسم الدين هي لخدمة مجموعة من البشر في الحقيقة. لقد أشرت إلي العلاقة بين الشيوخ وبين رجال السياسة، وما يدور بينهم من صفقات وغسيل أموال. أقول في روايتي إن الأشياء ليست بالبساطة التي تبدو عليها، إن ما يبدو من أجل الدين أو الأخلاق ليس كذلك في الحقيقة. هل كتبت النهاية الصادمة للرواية اعتمادًا علي البحث أم هي مجرد خيال؟ الاثنان معاً. أنا لم أتقبل المُسلمات من البداية أثناء العمل علي هذه الرواية، وكانت عملية البحث في المراجع المُختلفة أكبر مما ظننت. وبعيداً عن كوني نشأت في شمال نيجيريا وأعرف الكثير من الأشياء التي تدور حولها الرواية، قرأت الكثير من الكتب عن الإسلام السياسي في شمال نيجيريا، وكتباً أخري عن التطرف، كما استمعت إلي خُطب الشيوخ. كانت مشاهدة خطيب مسلم في التليفزيون من المحرمات في منزل مسيحي، ولكني كنت أحرص علي الاستماع إلي خطب شيخ شهير. حاولت جمع كل المعلومات التي تمكنني من إنجاز هذه الرواية. هل تمنيت الحياة في مكان آخر غير نيجيريا؟ هذا سؤال صعب. أنا أعشق نيجيريا، ولكن هناك نقاشا حول رغبتي في الحياة في بلد آخر. لقد وصلت إلي المطار في الرابعة صباحاً؛ كنت أحضر مؤتمراً في زامبي. عدتُ إلي منزلي لأجد الكهرباء مقطوعة، وهناك طابور طويل علي محطات الوقود. لحس الحظ لدي بعض الوقود في مولد الكهرباء. هذه الأشياء الصغيرة تبدو مهمة وضرورية أحياناً. هناك شيء آخر، ليس لدي مكتب، وأعمل من المنزل. الأوضاع السياسية سيئة كذلك. ولكن تواجد الكُتاب هنا ضروري، أو علي الأقل أن يظلوا علي اتصال مع وطنهم، ويكتبوا عما يجب الكتابة عنه. لن يكتب عن مشاكلنا وآلامنا سوي نحن.