وقد لعبت الروائيات دورا محوريا في إنتاج روايات الخيال العلمي والروايات الخيالية، وقدمن موضوعات تتعلق بالنوع (الذكورة والأنوثة) ، وكانت ماري شبلي واحدة من الرائدات في هذا النوع من الكتابة، فقد قدمت روايتها (فرانكنشتاين) عام 1818م والتي كان موضوعها عن خلق جنس بشري جديد، مع إعادة حكاية قصة آدم وحواء. وحينما بدأت الموجة الأولي من الكتابات النسائية في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كانت هذه الكتابات مهتمة بالدرجة الأولي بالجنس (الذكورة - الأنوثة)، فقد كتبت الكاتبة البنغالية المسلمة رقية شكاوات حسين رواية (حلم السلطانة) عام 1905م تناولت فيها إشكالية الحجاب في هذا العالم التكنولوجي سريع التغير، وكذلك فعلت الكاتبة شارلوت بيركينز جيلمان في روايتها (هارولد) الصادرة عام 1915م والتي تناولت فيها إشكالية العالم أحادي الجنس. وفي خلال العشرينيات من القرن الماضي نشرت بعض الكاتبات، مثل كليرونجار هاريس، وجيروترود باروز بينيت أعمالا روائية مكتوبة من وجهات نظر نسائية تناولت موضوعات النوع والجنس. وعلي العموم كتبت روايات نسائية خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات تناولت موضوعات مبالغا فيها عن الذكورة والأنوثة. ونشرت بعض الأعمال الهجائية الماكرة للكاتبة ستيلا جيبسون في روايتها (المزرعة الناردة المريحة) عام 1932م. وفي الستينيات من القرن الماضي توجه أدب الخيال العلمي إلي نقد المجتمع سياسيا ونقده من وجهة نظر الحركات النسائية وذلك في نواحي أثر تلك السياسات علي الأفراد وعلي المجتمع، ومع حلول الموجة الثانية من أعمال الحركات النسائية تركزت الحركة في مساءلة (الجنس الذكوري وقدرته علي التخريب) وكانت الأعمال الثلاثة التي عبرت عن هذا الاتجاه هي : رواية (اليد اليسري للظلام) عام 1969م للكاتبة أورسولا .ك. جينزن ورواية (امرأة علي حافة الزمن) عام 1976م للكاتبة مارج بايرسي، ورواية الكاتبة جوانا روس(الرجل الأنثي) عام 1970م . وكل رواية من تلك الروايات ألقت الضوء علي أركان الدمار التي تسبب فيها هذا المجتمع الذكوري. وكل واحدة من تلك الكاتبات كانت رائدة في النقد الأدبي النسائي لروايات الخيال العلمي النسائية خلال الستينيات والسبعينيات من خلال مجموعة مقالات تم تجميعها في كتاب بعنوان (لغة الليل) وكتاب (كيف تطمس الكتابات النسائية) عام 1983م. ويدلنا كتاب (رواية مصنوعة يدويا) الصادر عام 1985م للكاتبة مارجريت آتوود كيف جردت المرأة - تدريجيا ومنهجيا - من حريتها، وكيف تراجع دورها الاجتماعي نتيجة خوفها من الأفعال المضادة للمرأة التي تقوم بها الجمعيات المضادة لحقوق المرأة، والتي تسعي إلي القضاء علي الحركات النسائيةخلال الثمانينيات، وقد أثارت الكاتبة اوكتافيا بتلر أسئلة معمقة عن طبيعة الشعوبية والجنس في روايتها( الأقارب) الصادرة عام 1979م، وفي السبعينيات واجهت الحركة النسائية وحركة الخيال العلمي الأسئلة عن النسائية وعن العلاقات الجنسية داخل كتابات الخيال العلمي نفسها، وقد فاز الكاتب الأمريكي هوجو - في تلك الفترة - بتعاطف عدد كبير من القراء المعجبين به، وكذلك الأستاذة سوزان وود أستاذ الأدب بالجامعة وآخرون حينما قاموا بعقد مؤتمر (فريق الأنوثة) عام 1976م بعد مواجهة بعض العقبات ، كرد فعل لظهور تلك الحركات النسائية . وحينما أحست المرأة بضرورة أن تتعلم حتي تصل إلي المستوي الجامعي فإنها لم تتوان عن الالتحاق بالجامعات المختلفة لسبر غور البني الاجتماعية لفهم موضوع الجنس (الذكر في مقابل الأنثي) ويبدأ انتشار روايات الخيال العلمي علي مستوي عالمي واسع من التوزيع الكبير للروايات الفكاهية والروايات المصورة بطريقة الجرافيك. وبدأت في الستينيات أصدر مارف كوميك عددا من الروايات لعدد من أقوي الشخصيات النسائية، علي الرغم من معاناتهن وضعفهن النمطي حينما يصبن بالإغماء علي أثر الإجهاد الشديد. وهكذا، انتشرت روايات الخيال العلمي النسائية علي مستوي عالمي وزاد طلب الجماهير عليها، وضم مارفيل كوميكس، في بداية السبعينيات عددا من بعض الشخصيات النسائية القوية، علي الرغم من أنهن دائما يصبن بحالات الإغماء بعد التعرض للإجهاد الشديد، وفي التسعينيات ظهرت البطلات النسويات الحقيقيات علي صفحات الروايات المصورة، وساعد علي ذلك ظهور عدد من الكاتبات النسائيات اللائي اعتمدن علي أنفسهن مثل : آن نوسيتي، وليندا فايت، وباربارة كاسل. وبزيادة تواجد الشخصيات النسائية في روايات الخيال العلمي، بدأ نموذج شخصية (البطلة المغشي عليها) في الانقراض تدريجيا حتي أصبح شيئا من الماضي. ومع ذلك، فإن عددا من الشخصيات النسائية في روايات الخيال العلمي، مثل : جيل سايمون، يعتقدن أن الشخصيات النسائية مازلن يتم نفيهن خارج النص القصصي(انظر رواية " نساء في الثلاجة"). ويعتبر وليم مارتون ماريسون وزوجته اليزابيث هولواي ماريسون هما من اوجد النموذج الأولي لشخصية المرأة القوية في النص الروائي. وفي ديسمبر 1941م ظهرت المرأة العجيبة في الحياة الأدبية علي صفحات مجلة (كل النجوم) في روايات الخيال العلمي - المجلد الثامن. وتم إنتاج هذه الرواية كمسلسل تليفزيوني تمثيل ليندا كارتر، كما أنه تم إنتاجه للسينما. وتعتبر روايات الخيال العلمي- النسائية هي الانتاج الأساسي بالنسبة لشوج مانجا بحسب ماقاله موتو هاجيو عن كتابات أورسولا جوين. وأعطت الحركات النسائية القوة الدافعة للمجموع الأكبر من هذه الروايات وزادت من تأثيرها، مثلما حدث مع الروايات الآتية : رواية (جبل العجائب) " التي تم تأليفها عام 1941م ، ورواية (المرأة الإلكترونية) والتي شاعت في شرقنا العربي باسم (بايونيك ومان) وقد تم نشرها من خلال (المنظمة النسائية) في السبعينيات، ورواية (TERMINATOR 2 )، ورواية (الغريب) في الثمانينيات، ومسلسل البطلة الأميرة المحاربة (زينا) ، والرواية المصورة (ريد سونجا وبافي مصاصة الدماء) ، وكان للمسلسل التليفزيوني (الملاك الغامض) تأثير قوي علي الحركات النسوية، والذي أكد علي تبادل الأدوار بين المرأة والرجل. وعلي أية حال، فإن الحركات النسائية قد خلقت روايات الخيال العلمي التي ارتبطت بشكل مباشر بقضايا المرأة، كما خلقت بطلات الأحداث النسائية. وقد ساعد كل من السينما والتليفزيون علي التعبير عن أفكار جديدة عن التغير الاجتماعي، وقدرة المرأة علي التأثير في الأدب كما هي في الحياة، وفي المشكلات الاجتماعية. وأوجدت الحركات النسائية وسائل جديدة لتحدي المعايير الاجتماعية البالية، وتقديم حلول جديدة لمشاكلها، ورؤية المجتمع لقضايا الجنس (ذكر أنثي) واستطاع هذا النوع الأدبي - رواية الخيال العلمي النسائية - التعامل الجيد مع هذه القضايا والتعبير عنها، ومن هنا فقد أثرت الحركة النسائية علي صناعة السينما بإيجاد موضوعات جديدة تتعلق بموضوع الأنوثة - الذكورة.