رحل عن عالمنا يوم الاثنين الماضي، قامتان أثروا الحياة الأدبية بكثير من الإبداعات والكتابات، وهما الشاعر حسن فتح الباب، عن عمر 92 عاما، وأحد رواد أدب الطفل عبد التواب يوسف عن عمر 87 عاما، وقد شهدت حياة كل منهما كثيراً من المراحل والمحطات التي ساهمت في تكوينهما. ولد الشاعر د.حسن فتح الباب عام 1923 في حارة المجدلي بشبرا، ومن سن الثامنة عاش يتيما، وفي المرحلة الجامعية التحق بكليتي الآداب والحقوق، بعد مرور عام صدر قرار بعدم جواز الالتحاق بأكثر من كلية في وقت واحد، فترك دراسة الآداب وحصل علي ليسانس الحقوق عام 1947، وماجستير في العلوم السياسية عام 1960، ودرجة الدكتوراة في القانون الدولي عام 1976، وهو العام ذاته الذي أحيل فيه إلي المعاش من عمله في الشرطة برتبة لواء، فقضي بعدها 10 سنوات في الجزائر كأستاذ بكلية الحقوق في جامعة وهران. جاءت بداية فتح الباب الشعرية في الأربعينيات من عمره من خلال كتابة الشعر العمودي، والذي تحول فيما بعد إلي شعر التفعيلة، وله عدد من الدواوين الشعرية، منها "من وحي بورسعيد"، "فارس الأمل"، "مدينة الدخان والدمي"، "عيون منار"، "حبنا أقوي من الموت"، "أمواجا ينتشرون"، "معزوفات الحارس السجين"، "رؤيا إلي فلسطين"، و"وردة كنت في النيل خبأتها"، "مواويل النيل المهاجر"، "أحداق الجياد"، "الخروج من الجنوب"، وأصدرت له الهيئة العامة للكتاب أعماله الشعرية الكاملة في مجلدين عام 1998. إلي جانب الشعر، كان لفتح الباب إسهامات نقدية وتاريخية أخري مثل كتب "شعر الجزيرة العربية"، "حسان بن ثابت شاعر الرسول"، "رؤية جديدة في شعرنا القديم"، "شعر الشباب في الجزائر بين الواقع والآفاق"، "شاعر وثورة" وغيرها، كما يمتلك أكثر من عضوية أدبية وقانونية، من بينها لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة، اتحاد الكتاب، جمعية الأدباء، وجمعية القانون الدولي. أما عبد التواب يوسف، فقد ولد عام 1928 في قرية شنرا ببني سويف، وحصل علي بكالوريوس علوم سياسية من جامعة القاهرة وعمل مشرفًا علي برامج الإذاعة المدرسية بوزارة التربية بعد تخرجه، وبداية من عام 1975 تفرغ للكتابة للأطفال، ويعد واحدا من أبرز رواد أدب الطفل المعاصرين ، وقد أسس ورأس جمعية ثقافة الأطفال عام 1968. كما يمتلك عبد التواب يوسف أيضا عضوية أكثر من اتحاد، من بينها مجلس إدارة جمعية حماة اللغة العربية منذ إنشائها، لجنة ثقافة الأطفال بالمجلس الأعلي للثقافة، لجنة الأسرة والطفل بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية، واتحاد كتاب مصر، وله إنتاج غزير من الكتب خارج وداخل مصر، الذي يضم 595 كتابا للأطفال طبعت في مصر، و125 كتابا للأطفال طبعت في البلاد العربية، و40 كتابا للكبار، ومن أشهر كتبه "خيال الحقل" الذي طبعت منه 3 ملايين نسخة. حصل يوسف علي عدد من الجوائز من بينها جائزة الدولة في أدب الأطفال 1975، جائزة الدولة في ثقافة الطفل 1981، جائزة القوات المسلحة عن أدب أكتوبر 1992، وأحسن كاتب للأطفال 1998، وجائزة سوزان مبارك عامي 1999 و2000، إلي جانب وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، جائزة اليونسكو العالمية في محو الأمية عام 1975، والميدالية الذهبية من اتحاد الإذاعات العربية، وجائزة معرض بولينيا الدولي عن كتاب "حياة محمد صلي الله عليه وسلم" الذي طبع منه 7 ملايين نسخة.