تفجر أخبار الأدب فضيحة جديدة نتمني ألا تمر مرور الكرام كما مر غيرها وسط الحالة التاريخية للامبالاة بتراث هذا البلد. حيث أعلنت صالة "سوذبي" للمزادات عن بيع 12 قطعة أثار إسلامية مصرية تنفرد أخبار الأدب بنشر صورها وتفاصيلها هنا. الصالة تعرض هذه المقتنيات النادرة للبيع دون تحديد هوية المالك الأصلي، وهو ما يسهل معه وقف بيعها غير المشروع بشرط إثبات مصر لملكية تلك القطع من خلال السجلات والصور، وهو ما يعيدنا إلي الأزمة الكبري التي نعانيها بسبب الإهمال الجسيم في تسجيل القطع الإسلامية ومقتنيات المتاحف. حيث تعتمد المتاحف علي أعمال فردية ورسائل ماجستير توثق بالصور بعض القطع، وهو ما يجعل استرداد القطع التي يتم تهريبها مرهونا بمصادفة أن تكون تلك القطع قد تم توثيقها بطريقة ما خارج أنظمة الوزارة التي فشلت تماما في الحفاظ علي ثروات مصر المهربة ، كما فشلت في التغطية علي جرائم ترميم بحق الآثار الموجودة بالفعل داخل مصر. ولعلنا لم ننس مصيبة قناع الملك توت عنخ آمون الذي أنكر الدماطي الوزير الجديد/القديم- في البداية إصابته بسوء بسبب الترميم الخاطيء، وهو ما يمثل كارثة جديدة لا تقل في حجمها عن كارثة المصير المجهول الذي يواجهه تمثال كاتب مصر "سخم كا" بعد بيعه وعجز الوزارة عن اتخاذ التدابير التي تكفل وقف تلك المهزلة، ويبدو أن الفضيحة الجديدة قد ترتبط ارتباطا وثيقا بفقد العديد من القطع من مخازن متحف الحضارة وهو ما تشير إليه نتائج الجرد الأولية التي تكشف عن كم من المفقودات يثير الدهشة بعد أن أهملت الوزارة جرد المخازن لسنوات وأهملت إجراءات الأمن والسلامة نتيجة لفساد المقاولين وفساد قطاع المشروعات الذي كان يتسلم في كثير من الأحوال منظومة أمنية في حالة رديئة أو مخالفة للمواصفات أو لا تعمل وربما كانت معدات التأمين تنتهي فترة ضمانها وهي في المخازن لم تركب بعد في أماكنها. المزاد الذي أعلن عن بيع القطع المعروضة في يوم 7 أكتوبر 2015 يضم قطعا نادرة ربما يكون من أهمها مخطوطات نادرة منها مخطوطة تخص قنصوة الغوري آخر سلاطين المماليك البرجية الذي حكم مصر سنة 906 ه- 1501 م حتي قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516م والمخطوطة تمثل وقفية قانصوة للحرم المكي، كما يعرض أيضا مخطوطة نادرة لشرح العالم الإسلامي ابن النفيس لكتاب القانون في الطب لابن سينا، ويعرض بنفس المزاد كنز روحي نادر لمخطط للتوسعة الأولي للمسجد النبوي من ممتلكات المعماري المصري فهمي مؤمن بك الذي وضع التصميمات لتلك التوسعة، وتضم المقتنيات المعروضة للبيع مصحفين من العصر المملوكي إضافة إلي شمعدانين من النحاس المحفور وخوذة من العصر المملوكي ومقبض باب ومشكاة معلقة وسلطانية ومرآة من الذهب والبرونز ، جميعهم من العصر المملوكي، المقتنيات التي تشير معلومات كتالوج المزاد إلي مصريتها تضاف إليها بعض القطع المشكوك إن كانت سورية أم مصرية ، ومنها قطعتان من العصر المملوكي إحداهما شمعدان من النحاس المحفور المطلي بالفضة وطبق من النحاس والفضة مزين بزخارف بديعة ملونة بالأزرق.