أختلف مع عبارة أن "أصبح النشر المصري صناعة محلية"، لأنه كان دائماً صناعة محلية ... ولكن الآن أصبح من الممكن الاكتفاء ذاتياً بالجمهور المحلي وهذا ما رأيناه مع بعض الكتب حديثاً. أقصد أن هناك كتباً يمكنها الوصول إلي 30 طبعة ويتم تسويقها كلها في مصر دون الاعتماد علي الأسواق العربية أو الحكومية سواء مصرية أو عربية. فمن خلال المكتبات المصرية يمكن أن تغطي التكلفة والمكسب بشكل جيد جداً. هذا طبعاً بعدما ظهرت فئة من القراء الشباب الذين دخلوا السوق لأول مرة ولهم متطلبات معينة. ورغم أن القاهرة هي حلم من يعمل بالثقافة أو الفن لينطلق لقلوب العرب جميعا، إلا أن الوضع مختلف في ما يخص الكتب. فالكتاب العرب يتمنون التواجد في مصر وزيارتها ومقابلة القراء المصريين، ولكنهم لا يرغبون بالضرورة النشر في مصر، والسبب قد يكون في الناشر المصري، فهو لا يسعي للكتاب العرب وينتظر من يطرق بابه، وفي مجال الأدب (حيث يدفع الكاتب لنشر أعماله) يتعرض بعض الكتاب العرب لما يعرف بنصب من الناشر، من حيث ارتفاع المبلغ المدفوع والوقت الذي سيظهر فيه الكتاب وفي نوعية الورق والطباعة، هذا بخلاف ضعف التسويق خارج مصر بشكل كبير وخصوصاً في دولة الكاتب نفسه، التي في بعض الأحيان لا يتوفر بها كتابه. في المقابل، في لبنان تحديداً قد يدفع الكاتب العربي أضعاف المبلغ بالدولار ولكنه يحصل علي نتيجة مرضية تماماً. مدير دار العربي للنشر والتوزيع