دار التنوير لم تستفد إلا قليلًا من الوجود في القاهرة، معظم الكتب الصادرة عن الدار خلال الأعوام الثلاثة السابقة كتبها عرب غير مصريين، هناك إطار يحدِّد تصنيف الكتب الصادرة في التنوير بفروعها الثلاثة، ويبدو أن ما يُكتب في مصر يقع خارج هذا الإطار. يصلنا بالطبع عدد من أعمال الكتاب المصريين سنويًا، لكن ما يصل لا يجد قبولًا لدي لجنة القراءة، بينما يصل عدد أكبر بكثير من كتاب غير مصريين، والنتيجة الإجمالية أن ما يأتي من العراق وسوريا ودول المغرب العربي أفضل - من وجهة نظر لجنة القراءة - مما يأتي من مصر. ومع ذلك فالأعمال الجيدة، والقابلة للنشر، قليلة أيضًا، ولهذا السبب سيجد القارئ أن معظم ما تنتجه دار التنوير مترجم من لغات أخري، كتب مشهورة ومتميزة في موضوعها، ولم يكن أمامنا خيار آخر، وإلا توقفت الدار عن العمل. رأيي الشخصي أن عدد الأعمال الجيدة الصادر في مصر قليل جدًا، وسط عدد كبير من الكتب المنشورة، ويبدو أن دور النشر الكبري في مصر تتسابق للاستحواذ علي الكتاب الجيدين، ولا تضيف لقائمتها كتابًا جدداً إلا بعد تردد، لدرجة أن بعض دور النشر التي أُسِست حديثًا أصبحت مشهورة بالأعمال الرديئة. الأمر محبط كثيرًا بالطبع، فقد كان من المتوقع أن تظهر أعمال جيدة عديدة بعد يناير 2011، لكن هذا لم يحدث ولا أعلم الأسباب بالطبع، وربما ظهرت أعمال ممتازة بعد سنوات من الآن. روائي ومحرر بدار التنوير