في عام 2012 صدر كتاب مهم عن الهيئة اليمنية العامة للكتاب، لكن الاضطرابات السياسية في اليمن حالت دون انتشار ذلك الإصدار، وأعاقت وصوله للقراء. كتاب "الرحلة الداخلية" ليس كتاباً بالمعني المألوف، إنه أحاديث شفوية للمعلم الروحي الهندي (أوشو) قالها في ثلاثة أيام بأحد مراكز التأمل بالهند. نقل الكتاب إلي العربية الشاعر اليمني عبدالوهاب المقالح. يتكلم (أوشو) عن النفس البشرية، خباياها وأعماقها، ويُشخّص الأمراض التي تعتريها، وكيف يمكن للإنسان أن يتخلص من عبودية الأفكار المتزاحمة في رأسه ويحصل علي حريته الروحية. بحسب (أوشو) فإن مشكلة الإنسان المعاصر هي اعتقاده أن أهم جزء فيه هو "العقل". ولذلك يركز كثيراً علي هذا "العقل" وتغذيته بملايين الأفكار المستعارة والمجلوبة من هنا وهناك: كتب تعليمية، كتب مقدسة، كتب فلسفية.. الخ. هذا العقل المكتظ بالأفكار يحول دون أن يتعرف الإنسان علي نفسه، فيصبح عاجزاً عن الوصول إلي ذاته الحقيقية بسبب الحواجز المتراكمة علي مدار السنين التي بناها في عقله. يعتقد (أوشو) بأن أهم جزء في الإنسان هي "السرة". وأن فيها الجذور الخفية للشخصية الأصلية للفرد. ويقول إن الإنسان ليس محتاجاً لتحصيل المعرفة من مصدر خارجي، لأن المعرفة التي يحتاجها موجودة في داخله سلفاً. وهذه فلذة مقتطعة من حديث أوشو: "الزعماء الدينيون يفعلون الشيء نفسه الذي تفعله الدعاية اليوم وإن تكن الدعاية أقل شجاعة وإقداماً. الناس الذين يبيعون صابون (لوكس) للحمامات يعلنون أن ملكة جمال ما تقول: "أنا أصبحت جميلة لأنني استخدمت صابون الحمام (لوكس) فمن استخدمه يصبح جميلاً ومن لم يستخدمه لن يكون جميلاً. عندئذ تخشي أن تصبح قبيحاً، فتخرج وتشتري الصابون، كما لو أن الناس لم يكونوا جميلين من قبل أن يوجد صابون (لوكس), كما لو أن (كليوباترا) و(ممتاج) و(نور جيهان) لم يكن جميلات لأنه لم يكن يوجد صابون (لوكس). لكن أصحاب الدعاية ليسوا شجعاناً حقاً، لعلهم في المستقبل سيقولون: "تيرثانكرا قال، النبي فلان قال، المعلم الفلاني قال إن من لم يستخدم صابون (لوكس) سيدخل النار، ولن يدخل الجنة. وحدهم أولئك الذين يستخدمون صابون الحمام (لوكس) سيدخلون الجنة". كاتب يمني