اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعى خلال الساعات الأخيرة، بعد انتشار فيديو للرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، وهو يتمايل بحماس على أنغام ريمكس موسيقى مقتبس من خطابه الشهير، سلام إلى الأبد، PAZ PARA SIEMPRE، فى مشهد غير معتاد لرجل يعيش وسط واحدة من أعقد الأزمات السياسية فى أمريكا اللاتينية.
View this post on Instagram
A post shared by Periódico Hoy (@periodicohoyrd) الحرب فى الكاريبى وتحول هذا الفيديو إلى موجة ساخرة وعاصفة تعليقات، جاء فى توقيت شديد الحساسية، إذ يتزامن مع تصعيد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عملية عسكرية فى منطقة الكاريبى ضد شبكات المخدرات، ضمن حملة يعتبرها مراقبون الأكبر منذ سنوات ، هذا التناقص بين رقصة السلام فى كراكاس وطبول الحرب فى الكاريبى دفع الكثيرين لوصف المشهد بأنه ملخص فوضى العالم فى فيديو واحد. الريمكس الذي حمل عنوان Not War Yes Peace هو من إنتاج الدومينيكاني Hey Santana، أحد صناع المحتوى المعروفين بإعادة تدوير الخطابات السياسية في شكل مقاطع موسيقية راقصة، وبمجرد نشر المقطع، اجتاح المنصات بسرعة، محققاً انتشاراً واسعاً بين مؤيدين وجدوه خفيف الظل، ومعارضين اعتبروه تزييفاً للواقع في بلد يعاني اقتصادياً وسياسياً. ورغم انقسام التعليقات، إلا أن فيديو مادورو أثبت مرة أخرى أن السياسة في عصر السوشيال ميديا لم تعد تُصنع فقط في المكاتب المغلقة، بل قد تشتعل شرارتها برقصة.. أو ريمكس. وكان الرئيس الفنزويلى، رقص فى وقت سابق، وسط حشود غفيرة من أنصاره، في لحظة تحدى واضحة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتجمعت فيها الطاقة الاحتفالية مع رسائل سياسية قوية، ليبعث برسالة واضحة لكل من يشكك في استمرار قيادته: أنه لا ينوي التنازل عن السلطة، وأن حزبه باقٍ على الطريق الثورى. وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية، إلى أن مادورو ظهر فى تجمع جماهيري حاشد دعا إليه لإظهار قوة حزبه الاشتراكي، وللتأكيد على التزامه بالبقاء خادمًا للشعب، في مواجهة الضغوط الدولية، لا سيما من الولاياتالمتحدةالأمريكية.
تصاعد بين كاركاس وواشنطن يأتى هذا الظهور في ظل توترات متصاعدة بين كاراكاس وواشنطن، بعدما زادت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حالة الغموض حول مستقبل مادورو السياسي، وتحدث عن فرض ضغوط وتقديم إنذارات للحكومة الفنزويلية. وأكد مادورو، مخاطبًا أنصاره، سأظل دائمًا في خدمة الشعب، ولن يستطيع أى طرف إسقاط ثورتنا، في رسالة مزدوجة: الداخلية لتثبيت ولاء المواطنين، والخارجية للتأكيد على قوة حكومته واستقلالها السياسي.