أعلم بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أراد السلام فى الوقت الذى يرفضه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، لذلك ضغط ترامب على نتنياهو للقبول باتفاق غزة، نتنياهو يُناور ويُحاول عرقلة بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، بوادر الدخول فى المرحلة الثانية من الاتفاق بدأت بتشكيل مركز تنسيق عسكرى أمنى يضم (200) جندى أمريكى لمراقبة تنفيذ الاتفاق، جاء اقتراح بتحويل المركز لقاعدة عسكرية أمريكية لكن كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض نفت ذلك، وسارعت الإدارة الأمريكية بتشكيل قوة الاستقرار الدولية لتثبيت الاتفاق التى تُعرَف باسم ( ISF ) طبقاً للاتفاق، هُنا أثير جدل جديد حول هذه القوة، منذ أسبوعين كاملين وهناك شد وجذب حولها، وكان الاقتراح الصائب بضرورة حصول هذه القوة على شرعية دولية بموافقة مجلس الأمن، لجأت الولاياتالمتحدةالأمريكية لمجلس الأمن، وبناء عليه سيتم إنشاء مجلس السلام كإدارة حكم انتقالى يتمتع بشخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة إعمار غزة وتشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة قطاع غزة. أهم بند توقفت أمامه فى مشروع القرار الأمريكى بشأن غزة هو البند الذى يقول صراحةً (بعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية وبعد أن تتقدم عملية إعادة إعمار غزة، قد تكون الظروف قد تهيأت أخيراً لمسار موثوق لتقرير المصير الفلسطينى وإقامة الدولة)، وللحقيقة فإن الجهود المصرية فى هذا الشأن واضحة وضوح الشمس، فقد صممت مصر على ضرورة إضافة الدولة الفلسطينية لمشروع القانون فى سابقة هى الأولى من نوعها، وافقت الولاياتالمتحدةالأمريكية على وضع جُملة الدولة الفلسطينية فى مشروع القانون، تعاون مع مصر عدد من الدول ومنها (تركيا وإندونيسيا وباكستان والسعودية والإمارات وقطر والأردن)، تم تشكيل لوبى عربى إسلامى ودخلوا فى مناقشات حامية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وتم إصدار بيان رسمى بذلك، أما موقف (الصين وروسيا) فإنهما أكدا معاً نصاً (سنوافق على ما سيوافق عليه الفلسطينيون)، وصدر القرار من مجلس الأمن بالموافقة، ووافقت عليه السلطة الفلسطينية لكن نتنياهو استشاط غضباً. أعرِف بأن هذا القرار مُجحف، صعب، عَقَد الوضع الداخلى فى قطاع غزة، رسم صورة جديدة لقطاع غزة، ولو سألنى أحد عن تقييمى لهذا البيان بالكامل سأُمزقه وأرميه على الأرض وأدوس عليه بأقدامى، لكنى أنظر إليه نظرة واقعية مُجردة من أى عواطف وأرى نقطة ضوء فى آخر الطريق المُظلِم، وأقول (مُجرد ذكر البيان للدولة الفلسطينية فهذا انتصار كبير، إن حلم الدولة الفلسطينية هو الحلم الرئيسى لنا، الضفة الغربية موجودة وتوقف الضم، قطاع غزة موجود، وهُما اللذين يمثلان عمود الخيمة للدولة الفلسطينية، التهجير انتهى، القصف توقف، القضية الفلسطينية لم تُصفى، إذا كان نتنياهو _ وحكومته المتطرفة _ موجود الآن فإنه فى المستقبل لن يكون موجوداً)، هذه أهدافنا وسنعمل على تثبيتها، فالقضية الفلسطينية لن تكون قضية الفُرص الضائعة هذه المرة، علينا انتهاز الفرصة هذه المرة وألا نُضيعها ، ولن نكتفى بقول ( لا ) ، فمن يقول ( لا ) على الدوام لا يحصل على شيء ، وسيأتى اليوم الذى يندم فيه على ما لم يوافق عليه فى الماضي. لم أشعر _ أبداً _ بالإحباط تجاه المسار الذى نسير فيه لمساندة القضية الفلسطينية ، لم يتملكنى اليأس ولو يوماً واحداً، لم أفقد الأمل من أنه سيأتى اليوم الذى سيحصل فيه الشعب الفلسطينى على حقه كاملاً لأننى أُدَقِق كثيراً فى قول الله سبحانه وتعالى فى "سورة هود" _ الآية 109 _ (وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمۡ نَصِيبَهُمۡ غَيۡرَ مَنقُوصٖ).