أكد الخبير الحقوقي أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، والمتحدث باسم "ائتلاف نزاهة" لمتابعة الانتخابات، أن العملية الانتخابية لمجلس النواب 2025 شهدت كثافة عددية وإقبالاً فاق كل التوقعات، لدرجة أن بعض اللجان الفرعية طلبت إمدادها ببطاقات اقتراع إضافية بعد نفاد الحصة الأولى المقدرة ب 70% من عدد الناخبين، وهو مؤشر قوي على ارتفاع نسب المشاركة. وخلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة"، أوضح عقيل أن "ائتلاف نزاهة" يضم 4 منظمات دولية (من اليونان، غانا، أوغندا، ومالطا) بالإضافة لمؤسسة ماعت، ويتابع الانتخابات في 6 محافظات هي (الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، البحيرة، والإسكندرية) عبر 34 متابعاً دولياً، مشيراً إلى أن الملاحظات الأولية إيجابية للغاية.
التنظيم والأمن بانتخابات مجلس النواب وأشاد عقيل بالتنظيم الجيد داخل اللجان رغم الزحام الشديد، مؤكداً على التزام القائمين على العملية الانتخابية بالسرية خلف السواتر. وفيما يخص الدور الأمني، صرح عقيل قائلاً: "لم نتلق أي شكوى بخصوص التعامل الأمني، ولم نرصد أي تدخلات من وزارة الداخلية للتأثير على الناخبين، بل اقتصر دورهم على التأمين الخارجي والتنظيم، واختفت تماماً مشاهد العنف والمشاجرات التي كنا نراها في سنوات سابقة". تعاون القضاء: ونوه عقيل إلى التعاون الكبير من جانب الهيئة القضائية، مشيراً إلى واقعة إيجابية في الإسكندرية حيث تحدثت إحدى القاضيات باللغة الفرنسية مع الوفد الدولي، مما سهل مهمتهم وترك انطباعاً ممتازاً عن كفاءة وتعاون القضاة المصريين.
الملاحظات السلبية بانتخابات مجلس النواب وعن السلبيات، أشار عقيل إلى أن أبرز ما تم رصده هو استمرار الدعاية الانتخابية ومظاهر الحشد لأنصار المرشحين خارج أسوار اللجان، واصفاً إياها ب "الظاهرة العالمية" التي تتكرر في معظم الانتخابات ولا تؤثر على سلامة التصويت داخل اللجان، وحول "شراء الأصوات"، أكد عقيل أنها ممارسة تقع مسؤوليتها على وعي الناخب في المقام الأول، مشدداً على ضرورة التوعية المستمرة بخطورة بيع الصوت الانتخابي.
الرقابة الشعبية ومشاركة الأسرة واختتم عقيل تصريحاته برصد ظواهر مجتمعية مبشرة، أبرزها "مشاركة الأسر الكاملة" واصطحاب الأطفال لغرس قيم المشاركة السياسية، بالإضافة إلى ما أسماه ب "الرقابة الشعبية"، حيث أصبح الشباب والمواطنون يوثقون الأحداث بكاميرات هواتفهم، مما خلق حالة من الشفافية والوعي المجتمعي غير المسبوق.