لاشك أن مصر فى عهد الجمهورية الجديدة خلال هذا العام 2025 قد حصلت على بطاقات التأهل الثلاث الى العالمية. أولا العالمية الرياضية بحصول منتخب مصر على بطاقة التأهل إلى كأس العالم لينافس بجدارة وشرف على أرقى بطولة رياضية فى العالم وهى كأس العالم. ثانيا بطاقة التأهل إلى العالمية السياسية والتى حصلت عليها مصر بعد مؤتمر شرم الشيخ، حيث استطاعت مصر بقوتها الرشيدة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى الزعيم المصرى المحبوب أن تحشد معظم قيادات العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى ترامب من أجل إقرار الاستقرار ونبذ الحروب فى الشرق الأوسط ووضع حد لها، فى مشهد مهيب يعبر عن احترام العالم لمصر ويعطى مصر بطاقة التأهل الى قيادة الشرق الأوسط والى المنافسة بقوة فى قيادة السياسة العالمية.
ثالثا بطاقة التأهل الى العالمية الثقافية الواسعة.. لاشك أن الحضارة المصرية القديمة هى حضارة عالمية محببة إلى نفوس الناس جميعا وقوة مصر الثقافية معروفة لدى الجميع وعشق الحضارة المصرية القديمة فطرة يولد جميع الناس بها، وقوة مصر الناعمة لا يستهان بها، ولكن مصر تشهد خلال 2025، حدثين ثقافيين عالميين وضعت مصر على مدار العالمية الثقافية الواسعة فأصبح يعرفها ويتحدث عنها القاصى والدانى، وجعل مصر ملأ السمع والبصر والفؤاد.
الحدث الأول وهو انتخاب أ.د خالد العنانى مديرا لليونسكو بما فيه من اعتزاز بمكانة مصر وريادتها الثقافية والتراثية وعمق حضارتها وعظم تأثيرها واحقيتها فى قيادة العالم ثقافيا وحضاريا.
الحدث الثانى وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر 2025 وحشد مصر لزعماء العالم الذين يزورون مصر مرتين فى شهر واحد ليشهدوا على افتتاح هذا الصرح الكبير المميز معماريا وفنيا عجيبة العصر الحديث والجمهورية الجديدة هدية مصر إلى العالم القابع بجوار أحد عجائب الدنيا السبع وهو أهرامات الجيزة الثلاث.
بمحتوياته الفريدة التى منها 15 ألف قطعة لم تعرض ولم تنشر من قبل وبه آلاف القطع الأخرى على رأسها مجموعة توت عنخ آمون، والتى تعرض لأول مرة كاملة غير منقوصة، ثم الدرج العظيم وعليه سبعون تمثالا ضخما تعبر بصدق عن عصور مصر القديمة ثم اثنى عشر قاعة تاريخية بدون فواصل تنقل الزائر من عصر الى عصر ومن الف عام الى الف عام مجسدة فكرتين أساسيتن الملكية فى مصر القديمة. والأبدية فى مصر القديمة الملكية لأن مصر القديمة أول من عرف الممالك والملكية والتاج والعرش والأبدية لأن المصرى القديم قد آمن بالبعث بعد الموت، وأن هناك خلود وحياة أبدية تالية لهذه الحياة عمل لها وأخلص وإنتاج فأبدع فكان هذا المتحف ومحتوياته من إبداع القدماء معروض داخل جدران وبقاعات وسيناريو عرض متحفى من إبداع الأحفاد، وكان هذه إشارة إلى أن مصر منذ فجر التاريخ وحتى عصر الجمهورية الجديد فيها جينات العظمة التى تتوارثها الأجيال لتقدم لنا أبدا تلو إبداع ولا زالت أسرار مصر والمصريين وهدايا مصر للعالم تتوالى جيل بعد جيل. الدكتور أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة وعميد كلية الآثار سابقاً