في يوليو 2013 كانت مصر على موعد مع واحدة من أهم اللحظات الفارقة في تاريخها الحديث؛ دولة مهددة بانهيار مؤسساتها واضطراب سياسي واجتماعي يفتح الباب أمام الفوضى والانقسام واقتصاد يترنح وسط غياب كامل للرؤية المستقبلية. في تلك اللحظة الحرجة برزت الحاجة إلى قيادة تمتلك النظرة الثاقبة والفكر الواعي القادر على إنقاذ الوطن وصياغة مشروع نهضته. ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية القيادة في يوليو 2014 بدأ التخطيط الفعلي لإعادة بناء الدولة المصرية على أسس جديدة قائمة على الشمولية والعمق والاستدامة. لم تكن الخطوات عشوائية بل جاءت وفق رؤية استراتيجية واضحة تجسدت في عدة محاور رئيسية: 1. تثبيت أركان الدولة: إعادة الاستقرار الداخلي استعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة وتحصين الجبهة الداخلية ضد محاولات العبث والاختراق. 2. الإصلاح الاقتصادي: اتخاذ قرارات جريئة كتحرير سعر الصرف وتنفيذ مشروعات قومية ضخمة عززت البنية التحتية ووفرت فرص عمل ووضعت الاقتصاد المصري على مسار أكثر استقرارًا. 3. المشروعات القومية العملاقة: لم تكن مجرد بنية أساسية بل كانت عنوانًا لنهضة شاملة؛ قناة السويس الجديدة، شبكة الطرق العاصمة الإدارية الجديدة محطات الطاقة العملاقة وتطوير الموانئ. 4. العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية: إطلاق برامج ومبادرات غير مسبوقة مثل "تكافل وكرامة" و"حياة كريمة" بالإضافة إلى تطوير منظومتي التعليم والصحة كركيزتين أساسيتين لبناء الإنسان المصري. 5. السياسة الخارجية المتوازنة: استعادة الدور الإقليمي لمصر وتأكيد حضورها في ملفات محورية مثل ليبيا فلسطين السودان واليمن مع بناء شراكات دولية تعزز من مكانتها الاستراتيجية. لقد أدرك الرئيس السيسي منذ البداية أن التحدي الأكبر لم يكن فقط إنقاذ الحاضر بل أيضًا صياغة المستقبل. لذلك جاءت خطواته مدروسة، بعيدة المدى تتعامل مع مصر باعتبارها دولة ذات تاريخ وحضارة تستحق أن تنهض إلى المكانة التي تليق بها. واليوم وبعد أكثر من عقد على تلك اللحظة المصيرية، يمكن القول إن مصر عبرت من مرحلة "إنقاذ الدولة" إلى مرحلة "بناء الجمهورية الجديدة" جمهورية حديثة تقوم على قوة الدولة ومؤسساتها ورؤية تنموية شاملة ومواطن يُنظر إليه باعتباره الثروة الحقيقية. خاتمة: إن ما جرى منذ 2013 لم يكن مجرد تصحيح لمسار بل كان بداية لمشروع وطني متكامل يقوده الرئيس السيسي يهدف إلى إعادة صياغة الحاضر وصناعة المستقبل لتظل مصر دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات وصناعة الإنجازات.