من حُسن حظي ، أننى _ دائماً _ خلال متابعتي لعملي الإعلامي أكون فى قلب الحدث ، شعور لا يوصف وأنا في وسط الأحداث ، قمت بتغطية الأحداث الساخنة التي مرت علي مصر منذ ما يقرب من ( 20 ) عاماً ، .. و قد كُنت من أوائل الإعلاميين الذين حملوا ادواتهم المهنية وذهبوا لمحافظة الشرقية فى إنتخابات البرلمان والتي أُقيمت فى عام ( 2005 ) ، وقتها كُنت توقعت صدام الجماعة الإرهابية مع الدولة بعد أن عقدت الجماعة العزم علي الترشح علي كل المقاعد .. خلال أحداث ( 25 يناير 2011 ) كانت التغطية لا تنتهي من داخل ميدان التحرير .. وخلال عامى ( 2012 ) و ( 2013 ) وصلت إلى خط النار فى شمال سيناء ، تابعت كل تفاصيل ما جري فى شمال سيناء لحظة بلحظة وأنا أحمل في يدى ميكروفون وأقف أمام الكاميرا فى كل اللحظات العصيبة التي مرت خلال عام حُكم الجماعة الإرهابية لم أستطع منع دموعي أثناء خطف الجنود السبعة فى ( الربع الثالث من شهر مايو 2013 ) فى شمال سيناء .. وقتها ، ذهبت إلي شمال سيناء وأجريت حوارات كثيرة أعتز بها وأعتبرها إضافة إلي خبراتي ولا يمكن أن أتجاهلها أثناء سرد سيرتي الذاتية خاصة بعد أن جاءت تقاريري _ صوت وصورة _ ثلاث مرات فى مسلسل ( الإختيار ) الذي وَثَق بإحترافية لهذه المرحلة فى تاريخ مصر .. ظَني أن ذلك يُعد نجاحاً كبيراً ، بل هو النجاح بعينه .. كُنت وسط مظاهرات الإتحادية منذ ( 28 يونيو حتى بيان 3 يوليو 2013 ) ، وقتها _ والله علي ما أقول شهيد _ قُلت لنفسي : مصر عادت لنا مرة أخري لكنها تحتاج الآن لزعيم يلتف حوله الشعب ويلم شمل الشعب ويُبحِر بسفينة الوطن ( قائداً ) لها ليعبر بها لبر الأمان .. وقتها ، شعرتُ بِغُصة فى قلبي حينما سَمعت وشاهدت تهديدات الجماعة الإرهابية للشعب المصري ، لكني كُنت واثقة _ كل الثقة _ فى الشعب المصري الآبي الذي أنقذ وطنه من الضياع وواثقة _ كل الثقة _ فى الجيش المصري العظيم الذي وقف بجانب الشعب المصري ونَفَذ إرادته ولم يتخل عنه .. ياااااه ، كانت أيام عصيبة وِعَدِت ، كابوس وإستيقظنا منه ، طبعاً ( كان هَم وإنزاح ) كما يقال .. ثورة 30 يونيو 2013 بالنسبة لي هي عملية إنقاذ كاملة للوطن الحبيب ، هي بالفعل عملية جراحية ناجحة تم فيها بتر جماعة إرهابية وخلعها وطردها شر طردة لأنها خانت الوعد ولم تصُن العهد .. كان الأمل غائباً ، الظلام أحاط بنا من كل جانب .. تخيلوا : إرهابيون مدرجون علي قوائم الإرهاب الدولي تم الإفراج عنهم وتم دعوتهم لتناول الطعام مع مندوب مكتب الإرشاد فى الرئاسة .. تخيلوا : المتطرفون الإرهابيون اطلقوا النار علي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية للمرة الأولي فى تاريخ مصر .. تخيلوا : مصر كان يحكمها مكتب إرشاد وتنظيم دولي وقرارهم يأتي من الخارج .. تخيلوا : أرادت الجماعة الإرهابية تأسيس شرطة موازية وجيش موازٍ وأجهزة أمنية موازية .. تخيلوا : أنهم حرصوا علي حياة الإرهابيين الذين خطفوا الجنود السبعة .. تخيلوا : أنهم اعتصموا أمام المحكمة الدستورية العليا وأمام مكتب النائب العام وأهانوا القضاة .. تخيلوا : كُنا نجلس فى بيوتنا ونشاهد تسريبات الوثائق السرية للأجهزة الأمنية وهي تُعرَض علناً علي شاشات القنوات الخارجية وبها خطط ومعلومات تتعلق بصميم الأمن القومي المصري .. تخيلوا وتخيلوا وتخيلوا وتخيلوا !!! .. كان ( أملنا ) الحفاظ علي مصر من الضياع وها هو تحقق بعد نجاح ثورة 30 يونيو 2013 ، بعدها تَحَوَل ( الأمل ) إلي ( حِلِم ) مشروع للحفاظ علي بقاء مصر وها هو تحقق بعد أن تم التخلص من التنظيمات الإرهابية ، بعدها تَحَوَل ( الحِلِم ) إلي ( طموح ) ببناء مصر من جديد وها هو تحقق بعد أن تم تشييد مشروعات قومية فى كل القطاعات _ الإسكان والنقل والكهرباء _ ، بعدها تَحَوَل ( الطموح ) إلي ( تحدي ) وها نحن الأن ندخل تحديا لنجد أنفسنا أمام تحد جديد ، لا يهمنا ، لا نرتعد ، لا نخشي شيئاً طالما نحن مُتحدون معاً ، مُتماسكون ، واثقون بأن الله معنا وسيحفظ مصرنا من أهل الشر ومن كل شر