الصين: عامل استقرار مُتردد في ظل ضعف في قطاع الطاقة 1. الموقف الاستراتيجي: تُعدّ الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني، ومستثمرًا رئيسيًا في البنية التحتية عبر مبادرة الحزام والطريق…مع حيادها الرسمي، تسعى بكين إلى استقرار إقليمي لحماية مسارات الطاقة (مضيق هرمز، وخط البحر الأحمر). 2. الاستجابة المحتملة: تواصل دبلوماسي هادئ عبر عُمان أو باكستان لتشجيع إيران على ضبط النفس.. مع تجنب الانحياز المباشر لأيٍّ من الجانبين - فصورتها كوسيط محايد مهمة لمصداقيتها الإقليمية، وزيادة التعاون الأمني مع دول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية، للتحوط من عدم الاستقرار. 3. المخاطر على الصين: قد يؤدي انقطاع سلاسل توريد النفط إلى ارتفاع الأسعار وإضعاف الانتعاش الصناعي. (روسيا: استغلال الأزمة بهدوء) 1. الموقف الاستراتيجي: روسيا متحالفة استرتيجيا مع إيران (سوريا، مبيعات الأسلحة، الطائرات المسيرة)، ولكن لديها أيضًا علاقات معقدة مع إسرائيل (في مجال خفض التوتر في سوريا)، في حين يستفيد بوتين من الفوضى التي تشتت انتباه الولاياتالمتحدة وتُفرّق بين شركاء الناتو/ والشرق الأوسط. 2. الرد المحتمل: يُقدّم دعمًا لفظيًا لإيران ولكنه يتجنب التورط العسكري، يستخدم ماتبقي له في سوريا لمراقبة النشاط الإسرائيلي، وربما انتزاع تنازلات من كلا الجانبين، وربما ينشر معلومات مضللة لتفاقم الارتباك وتقويض تماسك السياسة الغربية. 3. فوائد لروسيا: ارتفاع أسعار النفط العالمية سيعزز بشكل مباشر الاقتصاد الروسي الخاضع للعقوبات، انشغال الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط يُقلل من الاهتمام بأوكرانيا، وفرصة لبيع المزيد من الأسلحة لدول الشرق الأوسط التي تشعر بالقلق من المواجهة. كيف تؤثر الأزمة الإيرانية الإسرائيلية على الصراعات الأخرى - التركيز على أوكرانيا؟؟ أولاً: تشتيت الولاياتالمتحدة الاستراتيجي: نافذة لموسكو روسيا هي المستفيد الأكبر من استمرار الأزمة الإيرانية الإسرائيلية، لأنها تُحوّل انتباه الولاياتالمتحدة ومواردها بعيدًا عن أوكرانيا، وقد تقوم الولاياتالمتحدة بإعادة تخصيص الأصول العسكرية للقيادة المركزية الأمريكية (الشرق الأوسط)، مما يُخفف الضغط على روسيا في أوروبا، ومواجهة ضغوط سياسية في الداخل لتجنب "حربين" - خاصة في ظل إدارة ترامب. تأجيل صفقات الأسلحة لأوكرانيا لإعطاء الأولوية للاحتياجات الإسرائيلية (مثل إعادة إمداد القبة الحديدية والذخائر). النتيجة: قد تُصعّد موسكو في شرق أوكرانيا أو تفتح جبهات جديدة، اعتقادًا منها بأن الغرب مُشتت ومنقسم. (ثانيًا: نفوذ سرديّ للدعاية الروسية) 1- تُسوّق وسائل إعلام الكرملين بالفعل للصراع الإسرائيلي الإيراني لتدّعي أن: الغرب منافق - فهو يدافع عن حق إسرائيل في توجيه ضربات استباقية، بينما يُدين الإجراءات الروسية في أوكرانيا. 2- الهيمنة الأمريكية لا تؤدي إلا إلى حرب لا نهاية لها في كل منطقة. 3- تُصوّر روسيا نفسها كقوة "مُثبّتة للاستقرار"، لا سيما في دول الجنوب العالمي، مُستغلةً المشاعر المُعادية لأمريكا. النتيجة: تعزّز روسيا مكانتها الدبلوماسية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأجزاء من آسيا من خلال استغلال الأزمة. (ثالثًا: التنافس على الموارد: الأسلحة والأصول الاستخباراتية) 1- تجذب إسرائيل المزيد من الاستخبارات الأمريكية، وعمليات المراقبة، والنطاق الاستراتيجي. 2- قد تضطر القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية - المُنهكة أصلًا - إلى الاختيار بين تسليح إسرائيل وأوكرانيا. 3- هناك نقص في قذائف المدفعية، والذخائر المُتسكعة، ومكونات الصواريخ. النتيجة: تأخير في تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، لا سيما إذا طال أمد حرب إسرائيل. (رابعًا: الارتباك الاستراتيجي الأوروبي) 1- يتعيّن على أوروبا الآن التعامل مع تهديدات متعددة ومتزامنة.. العدوان الروسي، وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتدفقات المهاجرين. 2- قد تُعطي بعض دول الاتحاد الأوروبي الأولوية لأمن الطاقة على حساب أوكرانيا. 3- تُحوّل التركيز الدبلوماسي إلى منع الحرب في الشرق الأوسط، مما يُخفّف الضغط على موسكو. النتيجة: ضعف الوحدة الأوروبية بشأن أوكرانيا - وخاصةً من دول البحر الأبيض المتوسط والدول الحساسة للطاقة مثل إيطاليا واليونان والمجر. (خامسًا: تمدد الناتو الاستراتيجي) قد يُجبر الناتو على: 1- نشر المزيد من القوة البحرية في شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر. 2- زيادة قوة الردع في دول البلطيق، والحفاظ على الجاهزية في البحر الأسود وشرق أوروبا. التداعيات: خطر الاستنزاف المفرط إذا ما اختبرت روسيا أوقات استجابة الناتو خلال التوتر في الشرق الأوسط. التوقعات الاستراتيجية: يصب التصعيد بين إيران وإسرائيل بشكل مباشر في مصلحة روسيا الاستراتيجية : من خلال انتباه الولاياتالمتحدة وحلف الناتو، وتوفير غطاءً دبلوماسيًا ، وقد يُعطل الجداول الزمنية لإعادة الإمداد الأوكرانية. وإذا تفاقمت الأزمة، تُخاطر أوكرانيا بأن تصبح مسرحًا ثانويًا في السياسة الأمريكية العالمية - وهو سيناريو طالما سعى إليه بوتين. ولا يزال خطر استخدام الأسلحة النووية في المواجهة بين إيران وإسرائيل منخفضًا، ولكنه ليس معدومًا، ويعمل كلا البلدين في مناخ من الغموض الاستراتيجي وسياسة حافة الهاوية، تُقيّدهما عوامل متعددة.