سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر غزة للسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط يستهل نقاشاته باستعراض تجارب دولية لعملية إعادة الإعمار.. خبراء المركز المصري للفكر يؤكدون: العملية ليست مجانية.. ومخططات التهجير فشلت في إحلال السلام بمناطق الصراع
استهلّ مؤتمر غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط جلساته النقاشية، بمناقشة التجارب السابقة، في العديد من مناطق العالم فيما يتعلق بعمليات إعادة الإعمار وما آلت إليه الأمور في العديد من مناطق الصراع. أدار الجلسه الدكتور جمال عبد الجواد عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتجية، وشارك فيها كل من الدكتور جلال نصار، رئيس وحدة الدراسات العربية بالمركز والدكتور توفيق اكلميندس، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية، بالإضافة إلى الدكتور أحمد أمل، رئيس وحدةً الدراسات الأفريقية، من جانبه، جمال عبد الجواد عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتجية، إن الولاياتالمتحدة ربما كانت منحازة للموقف الإسرائيلي طيلة تاريخها، إلا انها كانت تحتفظ ببعض المساحات التي سمحت لها بمساحة للقيام بدور في القضية. وأضاف في كلمته أمام مؤتمر غزة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، أن الموقف الأمريكي في اطار المقترح الأخير يمثل تغييرا جذريا في الموقف الأمريكي، تحت مظلة اعادة الإعمار، وهو ما يتعارض مفهوم السلام، والذي يخص البشر بالاساس، موضحا أن الإعمار يصب في الأساس على مصلحة السكان، وبالتالي يبقى تهجيرهم متعارضا مع الهدف الرئيسي من العملية. وتناول الدكتور أحمد أمل التجارب الافريقية فيما يتعلق باعادة الإعمار، حيث أكد على أن التجارب في القارة السمراء التي شهدت تهجيرا للسكان استمر فيها الصراع لفترات طويلة. وأشار في كلمته أمام مؤتمر غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، إلى نموذج ليبيريا والتي شهدت استعادة عددا كبيرا من اللاجئين والنازحين الى أراضيهم، وما ساهموا فيه من إطلاق عملية وطنية شاملة ساهمت في بناء الاستقرار في بلادهم. وأوضح أن التهجير عندما يتم تترتب عليه تداعيات كبيرة، موضحا أن الابادة الجماعية في رواندا تمثل نموذجا، فاللاجئين الذين خرجوا من بلادهم إلى دول الجوار شكلوا تهديدا كبيرا للعديد من دول تلك المنطقة، وهو الأمر الذي مازالت تداعياته قائمة سواء في الكونغو الديمقراطية أو غيرها. وعن أوروبا، قال الدكتور توفيق اكليمندس رئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن خطة مارشال لإعادة بناء أوروبا، رغم ما يثار عنها أنها الأكثر سخاء لعقود، إلا أنها حققت مصالح امريكية بامتياز، موضحا أن خطط إعادة الإعمار ليست مجانية. وأضاف أن خطة مارشال أعادت تشكيل الأنظمة الاقتصادية الأوروبية بما يخدم واشنطن وربطه بها، موضحا: أنه أطلق عليها الأنانية الذكية. وفي البوسنة، قال اكليمندس، ظهرت معضلة تعدد الجهات وتضارب المصالح بين القوى المانحة، موضحا أن لأهم متطلبات اعادة الإعمار تتمثل في تحديد حجم الدمار، وهو ما تسعى الدول المانحة إلى التقليل منه من اجل تخفيض حجم الدعم. بينما قال رئيس وحدة الدراسات العربية بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتجية الدكتور جلال نصار إن التجارب العربية في مسالة اعادة الأعمار لم تحقق نجاح، وذلك بسبب عودة الاقتتال. واعتبر في كلمته أمام مؤتمر غزة للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط، ان نجاح العملية يرتبط بأبعاد عدة منها تفكيك الجماعات المسلحة ونزع السلاح، مع تعزيز مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تحقيق حالة من الحوار المجتمعي مع العمل على تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية. وأضاف نصار، أن الولاياتالمتحدة هي أول من وضع مفهوم إعادة الإعمار، وكانت شريك أساسي في العديد من المؤتمرات التي ارتبطت بهذا المفهوم، منها ما يرتبط بسوريا والعراق ولبنان وليبيا وغزة وغيرها. وأضاف أن النماذج سالفة الذكر حملت مشتركات عدة منها حالة الدمار الشامل التي طالت البلاد والأوضاع الاقتصادية الصعبة، بالاضافة إلى وجود معضلة النازحين واللاجئين ووجود ميليشيات مسلحة وجماعات أرهابية. وهنا كانت هناك ضرورة ملحة لتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية، بحسب نصار، لتكون خطوة اولى فيما يتعلق باعادة الإعمار، مع العمل على تعزيز المجتمع المدني. وأشار الى العديد من المعوقات التي واجهت عملية اعادة الاعمار، منها العقوبات المفروضة على الدول محل الصراع، وهو ما يتجلى في النموذجين السوري والعراقي.