تحت عنوان "ترامب وفانس يغازلان أقصى اليمين في أوروبا لنشر نهجهما السياسي"، ألقت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على خطاب نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس فى مؤتمر ميونخ واجتماعه مع رئيس حزب البديل لألمانيا، وقالت إن موقفه يعكس خطط الإدارة الأوسع للقارة إذ يبدو أنها تراهن بشكل كبير على أقصى اليمين في أوروبا. وفي حديثه في مؤتمر لزعماء أوروبا في ميونيخ الجمعة، أذهل نائب الرئيس الغرفة بإلقاء ما يعادل خطاب حملة ضد الحكومة الألمانية الحالية قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات التي من المقرر أن يحتل فيها حزب البديل لألمانيا المناهض للهجرة والمعادي للمسلمين المركز الثاني. وبينما اتهم فانس الزعماء الأجانب بقمع حرية التعبير، والفشل في وقف الهجرة غير الشرعية والهرب خوفًا من معتقدات الناخبين الحقيقية، التقى بعدها بساعات أليس فايدل، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، كاسرا بذلك أحد المحرمات في السياسة الألمانية التي يطلق عليها "جدار الحماية ضد أقصى اليمين"، والذي كان من المفترض أن يُبقي الحزب المناهض للهجرة المرتبط بالمتطرفين بعيدًا عن التيار الرئيسي وأي ائتلاف حاكم. وقالت كريستين بيرزينا، المديرة الإدارية لمؤسسة جيوستراتيجي نورث التابعة لصندوق مارشال الألماني، والتي كانت حاضرة في مؤتمر ميونيخ للأمن: "إنه أمر مثير للجدل بشكل لا يصدق". وقالت بيرزينا إن دعم فانس - أو الملياردير الأمريكى، إيلون ماسك، الذي ألقى مؤخرًا خطابًا بالفيديو في قمة حزب البديل من أجل ألمانيا - من غير المرجح أن يميل نتيجة الانتخابات الألمانية. ومن غير المرجح أن يفرض على الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم، الذي من المفترض أن يفوز في تصويت الأسبوع المقبل، السماح لحزب البديل من أجل ألمانيا بالدخول في أي ائتلاف. واعتبرت بيرزينا أن اليمين الأمريكي تحت قيادة ترامب يركز أنظاره على تحول أوسع نطاقا في أوروبا: صعود الأحزاب الشعبوية التي تتقاسم نظرة عالمية معادية للهجرة وانعزالية، والتي ستنضم إلى الولاياتالمتحدة في هجومها على العولمة والقيم الليبرالية. وهم يرون هؤلاء القادة في فيكتور أوربان في المجر، وجورجيا ميلوني في إيطاليا، فضلا عن حزب الإصلاح في المملكة المتحدة ومارين لوبان في فرنسا. وقالت بيرزينا: "إنه أمر شخصي وسياسي من حيث الانحياز السياسي اليميني المتطرف. كما أنه يفتح الباب أمام أشياء غير مسبوقة أخرى سنراها من حيث يد الولاياتالمتحدة في السياسة الأوروبية".