سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صرخة فى وجه التهجير "فلسطين لأهلها ولن تُمحى هويتها".. الأزهر الشريف: تخلى المجتمع الدولى عن نصرة المظلومين سيدفع العالم لعدم الاستقرار وسيتحول إلى غابة.. ويؤكد: كل الأديان ترفض طرد الفلسطينيين من أرضهم
الأزهر يوجه دعوة للمؤسسات الدينية حول العالم للدفاع عن المستضعفين على مرّ التاريخ، يظلّ الوطن أغلى ما يمتلكه الإنسان، فهو الهوية والكرامة والجذور التى تربطه بأرضه، ومن أجل الحفاظ عليه، تُبذل الأرواح وتُقدم التضحيات، فالوطن ليس مجرد رقعة جغرافية تُرسم على الخرائط، بل هو القلب الذي ينبض بالانتماء، والذاكرة التي تحتضن حكايات الأجداد وذكريات الطفولة. والوطن هو الأرض التي يشبّ عليها الإنسان، فيستنشق هواءها، ويكبر بين دروبها، وينسج أحلامه بين جدرانها، فكيف يمكن لإنسان أن يُجبر على اقتلاع جذوره، ومغادرة أرضه التي رواها بعرقه ودمائه، إلى مصير مجهول لا يحمل له سوى التيه والتشريد ؟، ولذلك جاء بيان الأزهر الشريف ليُطلق صرخة ضمير، وليؤكد أن العدل لا يسقط بالتقادم، وأن الأرض التي عاشت في وجدان أصحابها لآلاف السنين لا يمكن أن تُختزل في صفقات سياسية أو حلول غير عادلة. ومن هذا المنطلق، رفع الأزهر الشريف صوته عاليًا، داعيًا القادة العرب، وشرفاء العالم، وأصحاب الضمائر الحية، إلى التصدي لهذه المخططات التي تهدد الوجود الفلسطيني، وتنسف أسس العدالة الإنسانية. فالقضية الفلسطينية ليست مجرد شأن محلي، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تقع على عاتق كل من يؤمن بالحق والعدل. ودعا الأزهر الشريف لدعم الموقف المصري والعربي في إعادة إعمار قطاع غزة شريطة بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وممارسة أقصى درجات الضغط لتنفيذ اتفاق وقف العدوان على غزة، وتحلي مسؤولي العالم بالحكمة في إصدار التصريحات التي تمس الأوطان، مؤكدًا أنه لا حق لأحد في إجبار الشعب الفلسطيني وإرغامه على قبول مقترحات غير قابلة للتطبيق، وعلى العالم كله احترام حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وطالب الأزهر قادة العرب والمسلمين، وشرفاء العالم وحكماءه، وحراس العدالة، وشعوب الأرض كافة، أن يرفضوا مخططات التهجير التي تستهدف طمس القضية الفلسطينية ومحوها للأبد بإجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم، والتخلي عن أرضهم التي عاشوا فيها لآلاف السنين، دون مراعاة لحرمة الوطن وأمومة الأرض، مؤكدًا أن تخلي المجتمع الدولي عن نصرة المظلومين والمقهورين، سيدفع العالم كله -من شرقه إلى غربه- إلى عدم الاستقرار، وسيتحول إلى غابة حقيقية يأكل فيها الأقوياء حقوق الضعفاء والمستضعفين. ودعا الأزهر المؤسسات الدينية حول العالم، لتوجيه صوت الدين للدفاع عن المستضعفين في فلسطين، محذرًا من أن إقصاء هذا الصوت العالمي، وتعمد إسكاته؛ مسؤولية أمام الله -جل وعلا- وسيحاسبنا الله عليها، وأن رسالة الأديان الأولى هي نصرة الضعيف وحمايته؛ فكل الأديان ترفض طرد الفلسطينيين من أرضهم، وإجبارهم على تركها للآخرين، ونحن في عالم من المفترض أن تحكمه القوانين والأعراف الدولية، مشددًا على أن ما يحدث اليوم على أرض فلسطين سابقة تعيدنا إلى عصور ما قبل التاريخ!.