تامر أمين: هناك إعلاميون يخلطون بين المسائل الشخصية والقضايا المهنية وهو أمر غير مقبول وحين تمر الأزمات تبقى الأخطاء صفوت العالم: العلاقات المصرية السعودية أقوى من أن تشوه بسبب حلقة تليفزيونية يبدو أن أزمة المحامى المصرى أحمد الجيزاوى مازالت مستمرة رغم محاولات التهدئة بين البلدين ورغم مساعى كبار الإعلاميين المصريين لحل الأزمة من خلال سفر بعضهم ضمن الوفد المصرى للسعودية مؤخرا، ومنهم الإعلاميون خيرى رمضان وجمال عنايت ومحمود مسلم، فإن بعض الإعلاميين السعوديين مازالوا يصرون على تصعيد الأمر، وهذا ما فعله الإعلامى السعودى داود شريان الذى شن حملة شرسة على الإعلاميين المصريين نعتهم فيها ب«الإعلاميين الغوغائيين» واتهمهم بأنهم السبب فى إشعال الأزمة بين البلدين، وأنهم أساءوا لأنفسهم أكثر بحالة الهياج الإعلامى التى صنعوها. ووجه داود فى حلقة برنامجه «الثامنة مع داود»، والتى أذيعت مؤخرا على mbc رسالة واضحة وشديدة اللهجة بضرورة استبعاد جميع الإعلاميين والفنيين المصريين من العمل فى المؤسسات الإعلامية السعودية وعمل قائمة سوداء بأسمائهم. وأثارت هذه التصريحات جدلا واسعا وتباينت آراء الإعلاميين المصريين تجاه تلك الحلقة، حيث قال الإعلامى تامر أمين ل«اليوم السابع» إن الإعلام فى مصر يعانى فى الفترة الحالية من عشوائية وفوضوية شديدة فى التناول الإعلامى لأى قضية، وكأننا نقترف الأخطاء وننتظرها من الأطراف الأخرى لنتصيدها، فالإعلاميون يخلطون بين المسائل الشخصية والقضايا المهنية، وهو أمر غير مقبول، وأضاف أمين أن داود أخذته الحمية السعودية وحاول كسعودى أن يدافع عن بلاده فى حين أن الإعلامى الموضوعى لابد أن يبرز الحقيقة، وكذلك السلبيات دون التجاوز فى حق أى شخص، فالمعروف أن الأزمات تمر، ولكن تبقى الأخطاء مذكورة، فالإعلامى لابد أن يضبط نفسه وأن يلتزم بالمهنية والاحترام. وعلق أمين فى نهاية حديثه قائلا: بالفعل هناك بعض الإعلاميين المصريين أخطأوا، وكذلك بعض ممن تظاهروا أمام السفارة السعودية، ونظرا للوعى بأهمية العلاقات بين البلدين حرصت بالنيابة عن المصريين على تقديم الاعتذار للسفير السعودى فى أولى حلقات برنامجى «تحيا مصر» على المحور. من جانبه، قال دكتور صفوت العالم إنه لابد من التريث والتعامل بهدوء مع الأزمة لأن العلاقات المصرية السعودية أقوى من أن تشوه بسبب حلقة تليفزيونية، فمعاقبة المخطئ ضرورية، وإذا كان بعض الإعلاميين هنا أو هناك قد تجاوزوا فيجب ألا نعمم المشكلة. وأضاف «العالم» أن الإعلامى لابد أن يكون مسؤولا عما يقوله، فالسفير السعودى قال إن 7 أو 9 من السعوديين الموجودين فى مصر محتجزون فى قضايا ولم يتكلم أحد عنهم، وكذلك الأمر فى السعودية، فهناك الكثير من المصريين يقترفون الأخطاء القانونية والاجتماعية وغيرها، وهو أمر طبيعى. وعلق الإعلامى جابر القرموطى على مطالبة داود الشريان بطرد الإعلاميين المصريين من المؤسسات السعودية بأن المصريين العاملين فى هذه المؤسسات أضافوا لها أكثر مما أضافت لهم، وعملوا بها لكفاءتهم وليس لاستلطافهم، وأضاف أن البعض يعتقد أنه بفلوسه يستطيع أن يهين الآخرين، ولكن هذا غير صحيح، فأى إعلامى مصرى عمل فى مؤسسة إعلامية سعودية أضاف لها، ومنهم الإعلامى محمود سعد ومعتز الدمرداش، ومن المؤكد أنهم لن يبقوا عليه إلا إذا كان مميزا، وليس لأنه مجرد مصرى، وقال إن الشريان كان يجب عليه التريث قبل إدلاء هذه التصريحات، خصوصا أن الأجواء هدأت.