كَثُرت البيانات التى تتلى علينا ونظل لها خاشعين منصتين كما لو كانت أقداراً تقرر مصيرنا، فمن مُمجد لأفعاله مُمتن علينا بمواقفه ومن واعظ ومن مُهدد ومن ناصح ومن ومن ... ، ولم يستمع أحد لبيان الوطن الذى يصرخ ولا يُنصت إليه أحد، ربما لأنه لا يمتلك قناةً يذيع منها بيانه أو صحيفة يخط فيها بنانه، فهل يجد الوطن أذناً واعية لبيانه إذا قال لنا أبنائى : رفقا بى، أصغوا إلى ألا ترون أن كل فريق منكم يفرح لغلبته على منافسه ويرفع رايات نصره أما أنا فأظلُ حزيناً أتدرون لماذا لأنى وقتها أكون أنا المغلوب والغالب، عندما يظلم أحدكم أخاه أكون أنا المظلوم والظالم، كم شيعت من أبنائى شهداءً أبكانى فراقهم ربما شفى غليلكم القصاص من قاتليهم، لكن هل فكرتم فى وكلاهما ولدى؟ كلكم يدعى البر والإحسان إلى وأنا أشعر بما فى ضمائركم كما يشعر الأب بأبنائه، فأرى فى بعضها نورًا يهديها وأجد على بعضها غشاوةً تطغيها وطمعاً يزرى بها بين العالمين. أبنائى لن أمتن عليكم بعطية ولن أذكركم بمعروف فليس ذلك من شيم الآباء لكن أتمنى أن تنحوا خلافاتكم جانبا، دعوا للرحمة فى قلوبكم مكانا حتى تستحقوا رحمات السماء، لا يتاجرن أحدكم بقوت أخيه أو بمظلمته، وارفعوا الظلم ما استطعتم فإن بغى باغ فخذوا على يديه وامنعوه من ظلمه حتى يفئ، وُلدتم أحراراً فلا يسلبنكم أحد هذا الحق ولأن تموتوا فى سبيل حريتكم خير من أن تظلوا عبيدا لبشر . أبنائى أنتم إخوة فلا ينسينكم الشيطان ذلك، والحياة فانية فلا تغتروا بها والآخرة خير وأبقى،أبنائى حنانيكم .