يعد إتين هنرى جلسون - وهو فيلسوف فرنسى ولد فى باريس منتصف عام 1884 وتوفى فى منتصف عام 1978 -يعد من أكبر المتخصصين فى فلسفة العصر الوسيط فى أوروبا، وله العديد من الدراسات عن الفكر الفلسفى فى تلك الفترة ، من بينها كتاب "روح الفلسفة المسيحية فى العصر الوسيط" الذى صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى 462 صفحة من القطع الكبير والذى ترجمه الأستاذ الدكتور إمام عبد الفتاح إمام. يشمل الكتاب أهم المشكلات التى شغلت أذهان المفكرين فى العصر الوسيط، ويبدأ بإثارة مشكلة الفلسفة المسيحية فى العصر الوسيط " القرون الوسطى " ثم بتحديد معنى هذه الفلسفة ، وأخيرا يعرض للمشكلات الفلسفية اللاهوتية التى أهتم بها فلاسفة ذلك العصر . والكتاب فى مجمله ، هو عشرون محاضرة ألقاها المؤلف فى جامعة أبردين بين عامى 1931 و 1932 لتحديد " روح الفلسفة فى العصر الوسيط " التى قال عنها المؤلف إنها مهمة بالغة الصعوبة فى ظل انتشار فكرة تقول : "إنه بالغا ما بلغت عظمة ما أنجزته العصور الوسطى فى ميدان الأدب والفن ، فإنها لم تفعل شيئا قط فى ميدان الفلسفة بمعنى انه ليس ثمة ما يمكن أن نسميه " فلسفة العصر الوسيط " ومن ثم فإن محاولة تحديد " روح " هذه الفلسفة لابد أن تعنى أولا أن يبدأ المرء بتقديم البراهين على وجود مثل هذه الفلسفة ، أو التسليم بأنها لم توجد قط " . ويوضح المؤلف فى كتابه تميز الفلسفة المسيحية فى العصر الوسيط عن فلسفة اليونان التى سبقتها لا سيما أفلاطون وأرسطو فيعرض الأفكار المسيحية الجديدة الأصلية التى تميزت بها هذه الفلسفة والتى لا توجد عند فلاسفة اليونان فى مشكلة الألوهية ، يقول "إن الفلسفة المسيحية شددت على وحدانية الله ، وهو امر لم يعرفه فلاسفة اليونان الذين كانوا يؤمنون بتعدد الألهه ، مثل زينوفون وفيلولاوس و أنبا ذو قليس ". ويستعرض جلسون فى كتابه موضوعات الفلسفة المسيحية المختلفة كالغائية والمماثلة والعناية الإلهية والتفاؤل المسيحى والضمير والإخلاق ومعرفة الذات والشخصية المسيحية .