شروط التقديم للتدريب الصيفي لطلبة هندسة وعلوم بمركز بحوث الفلزات    لا يقتصر على السيدات.. عرض أزياء مميز ل «التلي» برعاية القومي للمرأة| صور    ألمانيا تخطط لشراء صواريخ باتريوت الأمريكية بعد استنفاد مخزوناتها    عدوان إسرائيلي جديد علي سوريا .. وبيان هام لخارجية دمشق    غيابات بالجملة في صفوف الزمالك قبل لقاء دريمز بالكونفدرالية    مرموش يقود آينتراخت أمام أوجسبورج بالدوري الألماني    بينهم 8 من أسرة واحدة.. مصرع وإصابة 16 شخصاً بحادث مروع بطريق بنها الحر    عمارة : مدارس التعليم الفني مسؤولة عن تأهيل الخريج بجدارة لسوق العمل    عمرو يوسف ناعيًا صلاح السعدني: جعلنا نحب التمثيل    أحمد صيام: صلاح السعدنى فنان كبير وأخ عزيز وصديق ومعلم    الهدوء يخيم بالصاغة.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19 أبريل 2024 وعيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    ولاية ألمانية تلغي دعوة القنصل الإيراني إلى حفل بسبب الهجوم على إسرائيل    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بمحافظة الأقصر    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    أخبار الأهلي : حقيقة مفاوضات الأهلي للتعاقد مع لاعب البنك فى الصيف    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    محافظ أسيوط يوجه الشكر لاعضاء اللجنة النقابية الفرعية للصحفيين بالمحافظة    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    محافظ الإسكندرية يدعو ضيوف مؤتمر الصحة لزيارة المعالم السياحية    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    متحف مفتوح بقلب القاهرة التاريخية| شارع الأشراف «بقيع مصر» مسار جديد لجذب محبى «آل البيت»    سقوط عاطل متهم بسرقة أموالا من صيدلية في القليوبية    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    من بينهم السراب وأهل الكهف..قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    رجال يد الأهلي يلتقي عين التوتة الجزائري في بطولة كأس الكؤوس    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    وفاة رئيس أرسنال السابق    شرب وصرف صحي الأقصر تنفى انقطاع المياه .. اليوم    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد إبراهيم الشوش .. رحيل مفكر سوادني كبير
نشر في اليوم السابع يوم 22 - 10 - 2021

رحل عن عالمنا قبل أيام الدكتور محمد إبراهيم الشوش، ذلك أكاديمي والناقد والأديب والصحافي العظيم الذي كان معروفا سودانيا وعربيا، وله إسهامات توزعت بين النقد الأكاديمي والكتابة الصحافية من خلال عمله عميدا لكلية الآداب بجامعة الخرطوم وزاويته النقدية بجريدة الصحافة السودانية في الستينيات، وتتلمذ علي يديه أجيال من الأدباء والشعراء والمثقفين العرب والسودانيين البارزين.. غاب الشوش عن الحياة بكاملها بعدما غاب عن البلاد طويلا وأمضي في مغتربه أكثر من ثلاثين عاما، ولا يعد الشوش الناقد والكاتب السوداني البارز فحسب، بل هو أحد أهم رموز الحداثة النقدية في الوطن العربي.

وقد عرفت الدكتور الشوش من مقالاته ومساهمته الفكرية والأدبية من خلال مجلة (الدوحة) التي تربى وعينا عليها في مرحلتي الثانوي والجامعة، فقد تولى الراحل رئاسة تحرير مجلة (الدوحة) القطرية في فترة صدورها الأولى، ومع ذلك ظل وفيا لمساره النقدي وقدم العديد من المبدعين، وقرأ عشرات النصوص الشعرية والقصصية، وكان عذبا قل مثله يعلم العربية بمعرفة وثقى بآداب غيرها مثل الإنجليزية، وكان - على سمرته الشديدة - مشرق الوجه تضيء شلوخه من بلل بسمته، وكانت بسمته دسمة بطفولة محببة وعميقة ومكر وذكاء، كما لاحظت ذلك في أثناء لقائي به على نيل القاهرة قبل عشرين عاما تقريبا، في صحبة شاعر أفريقيا الكبرى الراحل الفذ (محمد الفيتوري).

ظهر الشوش في اللقاء غير المرتقب بعمامة بيضاء وجلباب ناصع البياض وشلوخ مطارق، رجل يفيض رقة حينما يتحدث عن الذكريات، ولمست رقته وعذوبته عبر حواره معنا، حيث كان يداري دموعه بطرف عمامته ثم يمسحها بسرعة.. كما بدأ لي في البداية وهو يختار مواصفات فنجان القهوة مثل إنجليزي يستمتع بمرحلة التقاعد، وحينما غرقنا في التفاصيل وجدت الشوش رغم الغربة والترحال وكيد السياسة يحتفظ بروح ابن البلد الأصيل.. فتعابير الشوش وصراحته لا تقبل التدخل الجراحي، ومن الصعب على التلميذ أن يدقق في أوراق أستاذ بقامة محمد إبراهيم الشوش، وفي حضرة شاعر أفريقيا (الفيتوري) بمشاغباته المحببة إلى القلب.

أذكر في تلك الليلة أن حديثا عذبا جرى على لسانه، رغم أن غصة أو مرارة ما كانت في حلقه عندما قال: جامعة الدول العربية التي ما قفزت حائطاً من قبل قد قفزت حائطنا وأرسلت بعثة الى دارفور برئاسة السيد سمير حسني مدير إدارة أفريقيا: (أمال ما هو السودان أصبح خلاص أفريقي مائة في المائة) ويا حسرة أجدادي في مورة وعطبرة وأم بكول الذين ماتوا وهم يرددون (نحن شايقية وعبابيس نقرأ في كتب الاحاديث)، ولا يحسبني أنصار الأفرقة الذين يحيطون بنا الآن من كل جانب ويحصون علينا أنفاسنا أننا نستهين بهذا الشرف الذي اسبغته علىنا الجامعة العربية، حاشا لله فالأفارقة على العين والرأس فهذا عصر الأمركة والأفرقة، وبلدنا في قلب القارة الافريقية والحمد لله.

في حديثه هذا كنت ألمح نبرة حزن وأسى لما آلت إليه أوضاع السودان كبلد أفريقي استكثر عليه العرب ضمه للجامعة العربية، وكأن جرحا ظل عالقا في قلبه - رحمه الله - رغم مرور السنوات، وفي تلك اللحظة تدخل الفيتوري (الذي كان يحمل الجنسية الليبية، ويعمل وزيرا مفوضا بسفارتها بالقاهرة حيث قال: قد يكون ما حدث للسودان هذا تعبير عن فشلنا كجيل، في عدم حفظ ماء وجوهنا ككتاب عن السودان في التعبير عن همومه الكبرى، طالما ضاع قسط من حيلتهم وحياتهم لرفعة ما يسمي بالوطن .. حقيقة لم أعد أدري، أي من الأشمئزازين ، أتخذ ؟، من الواقع ومما آل إليه مثقفينا؟، أم من عجزنا على رد جمائلهم كأحتضار يتمنوه علي أرض السودان ووسط أحفادهم؟.

قضايا شتى تحدثنا عنها في أثناء لقاء مع هذا المثقف السوداني والعربي الكبير استمر أكثر من 3 ساعات، ورغم مرور السنوات الطويلة التي تربو على عقدين إلا أنني أذكر تفاصيله حتى الآن، خاصة حديثه عن رحلته الغربة والترحال في قطر، وكانت قصصه طبعا من أغرب قصص حياة أديب ومفكر وكاتب سوداني، رغم أنه اختصرها في عجالة قائلا: حقيقة أنا نادم على قبولي لمنصب الملحق الثقافي ،لم أكن أعلم بأنني سوف أكون موظفا بالدرجة الخامسة، والوزير تحدث لي بأنني ستتم معاملتي بطريقة خاصة، وهو حقيقة لم يكن يدري أن الوظيفة تتبع لوزارة الخارجية.. وأن وزارة الخارجية لم تكن مرحبة بفكرة المستشارين الإعلاميين، ولهذا اسمتهم بالملحقين، وجعلت من فوقهم كادر الدبلوماسيين، ولذلك أنا بعدم معرفتي بالخارجية وعدم معرفتي بالمستوى وطريقة عملها قبلت الوظيفة، وافتكرت أن الشوش بتاع هذا العهد والسنوات، هو نفسه الشوش بتاع السبعينيات.. فاكتشفت أنني مجرد كاتب تقارير، وراصد صحفي وأصبت بالإحباط.

وسألته عن بعد روايته المختصرة عن فترة وجوده ملحقا إعلاميا ،عن علاقة المثقف بالسلطة؟، احتسى فنجان القهوة على دفعة واحدة وانتبه لي قائلا: ليس مطلوباً من المثقف إعلان انتماء سياسي، ولكن المشكلة في البلاد المتخلفة أن الفرص كلها لدى السلطة.. وهذه البلاد تفتقر الى المؤسسية، وصعب جداً للمثقف أن يكسب عيشه، فإما أن يتوه في الشارع أو يهاجر أو عندما يتحدث عليه أن يأطر كلامه (قالها وهو يضحك)، ولهذا نجد أن الأغلبية هاجرت وبعضهم تأطر، وعلاقة المثقف بالسلطة وطرحها كما لو كانت خياراً هو منطق خطأ فهي مشكلة.

واستطرد الشوش قائلا: أنا لم أكتب كلمة واحدة تزلفا لحاكم أو نظام ..أنا نظرتي كانت نحو بلد مظلوم إعلامياً، ولديه قدرات هائلة وكامنة، ونحن كإعلاميين لنا دور مهم في نشر ذلك، وموقعي الدبلوماسي أيضا ما كان يتطلب مني الدفاع عن الحكومة، والحكومة نفسها لم تكن لها ممارسات واضحة في أي اتجاه، وهناك بعض الأشياء أقولها عن الحرية الموجودة في السودان التي لم أشاهدها لا في أمريكا ولا بريطانيا، وفي نفس الوقت هناك ممارسات ، لم تحدث لا في أمريكا ولا بريطانيا، لهذا ليس هناك سياسة واضحة تستطيع أن تدافع عنها، والمشكلة هنا ، أنه ليس هناك تخطيط واستراتيجية واضحة.

الخيارات صعبة جدا في بلدي - يضيف الشوش - ولهذا كان أول خياراتي السكوت، والمشكلة أن الحاصل يصعب معه السكوت، هذه هى المشكلة والتفكير في الهجرة مرة أخرى كخيار أيضا، فالحالة العامة البلاد، وما هو حادث بين الحكومة والمعارضة والضغط المتواصل.. وحالة الشد والجذب الحاصلة، وعلى مستوى الإعلام، فمثلاً حالة الأستاذ الطيب مصطفى والذي لديه رأي مختلف، فيهاجم بأنه خال الرئيس.. السؤال ما ذنبه إذا كان خال الرئيس، وله رأي مختلف؟، هذه حالة مختلفة في الاختلاف، كذلك ما واجهه الآن قطبي المهدي من ردود أفعال لمجرد الافصاح عن رأيه، وقس على ذلك من حالات في قبول الآخر وحالة الحوار السياسي والاجتماعي، نحن نحتاج الى الكثير في كل هذا .

وكان لابد لي من أن أسأله عن رؤيته للمشهد الثقافي وتعدد الكيانات الثقافية وهل هى ظاهرة إيجابية أم سلبية؟، فقال لي هذا سؤال صعب والإجابة عليه تتوقف على ما سوف يحدث من حراك ثقافي، أما مايحدث من مشاهد ثقافية هو حالة استقطاب حادة جدا فى مختلف النشاطات السياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الرياضية من جانب السلطة وتعاملها بردود الأفعال وليس لديها تخطيط وأنها حالة أدلجة فكرية، سياسة الإنقاذ هى سياسة من ناحية ميكافيلية صحيحة، وهى أن تجعل الشعب يواجه نفسه وليس الحكومة، بمعنى أي كيان يواجه كيانا آخر مماثل له.. يعني هذه المقابلة تكون موجودة.. بعيدا عن الحكومة المنشغلة بأمور أخرى.

ومع جرأته الشديدة في تشريح الأوضاع ، باغته بالسؤال: هل الانفصال أدى الى خلق تماسك أو تمزق جديد.. إذن برأيك هل الانفصال كان صحيحا أم خطأ؟
هذا الذي حدث كان لابد أن يحدث لمرارات طويلة عند الجنوبيين.. والقوي الأوربية أدركت أن خطتها فشلت في التغيير الشامل للسودان عبر مراكز الدراسات، التى كانت تحشد لفكرة ثورة المهمشين، ضد الشمال، ورغم أن (جون قرنق) رفع شعار سودان جديد وفقا لخطة أوربا للتغيير، ورغم أحلام الشماليين بالوحدة الجاذبة، إلا أن الأمور سارت نحو انفصال الجنوب، لذلك اعتقد أن النهاية منطقية لصراع طويل، وكذلك نحن كمتعلمين لم يكن لنا دور بارز، وضيعنا البلد ولو كنت أمتلك بطاقة اقتراع في الاستفتاء - وأنا جنوبي- لاخترت الانفصال لأنه خيار وحيد وسط ظروف صعبه .

وكنت شغوفا بمعرفة رأيه في الروائي الكبير الطيب صالح الذي رشحه لتولى رئاسة تحرير الدوحة فسألته عن ذلك عن البعض يقولون أنه لا نظير له في ساحة الأدب السوداني بل والعربي أيضا فقال: ليس هناك مبدع يطفئ ألق الآخرين في كل العالم، في كل الفنون والآداب ففي العالم برزت اسماء كبيرة، شكسبير، فولتير، العقاد، طه حسين ورغم أنهم منارات لكنهم لم يحجبوا الضوء عن من تلوهم، والقول أن هناك كاتبا معينا يمكن أن يطفئ نور الآخرين قول مردود، والكاتب القادر يستطيع النفاذ، وما حدث أن الاهتمام انصب علي الطيب صالح لأنه أصبح منارة كبيرة، ولو كان هناك واحد لبرز فالشهرة وحدها لا تصنع أديبا في قامة الطيب صالح، ولخص رأيه في قوله (أما اعتبار الطيب صالح شجرة لا ينبت تحتها شيء فهذا فيه شيء من المبالغة).

رحم الله المفكر والأديب والصحفي الكبير الدكتور محمد إبراهيم الشوش، الذي مثل ضمير أمته السودانية في تعاطيه مع أحواله ومنغصاته، وظل متعلقا بتراب هذا الوطن حتى النفس الأخير، فلم تنسه سنوات الغربة والترحال ملامح هذا الإنسان السوداني الأفريقي الذي عاش المرارة من جانب بعض أبنائه ومؤامرات الخارج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.