استجاب سوق كرة القدم المصري للضغوط التى يعيشها ويعانيها جراء جائحة كورونا التى أثرت بشكل سلبى على كافة مناحى الحياة، وكتبت الساعات الأخيرة عقود أول صفقة فى الميركاتو المحلى بنكهة كورونا، بانضمام طاهر محمد طاهر نجم المنتخب الأولمبى من المقاولون العرب إلى الأهلى. حسنا فعلت إدارة المقاولون العرب، عندما تنازلت عن شروطها ببيع طاهر طاهر للنادى الأهلى ب40 مليون جنيه، وخفضت المبلغ إلى 22 مليون جنيه مع الحصول على نسبة 20% من قيمة بيع اللاعب لأى ناد آخر.. وهذا ما سبق أن أشرت إلى أهمية حدوثه فى مقال سابق بعنوان "الأهلى وطاهر طاهر.. والفشل".. والذى تناول ردا على اتهام الأهلى بالفشل فى الصفقة لعدم قدرته على سداد المبلغ المطلوب، ولكن الأيام أثبتت أنها عدم قدرة مالية وإنما قدرة تفاوضية جديرة بالاحترام مواكبة للأحداث والظروف الحالية، فى ظل صعوبة تحقيق مطالب ذئاب الجبل.
وإذا ما اضطرت الأندية إلى تخفيض مطالبها فى الصفقات، بسبب الجائحة والدليل صفقة طاهر.. أتوقع أن تكون هناك مظاهر أخرى فى الميركاتو الحالى اضطرارية أيضا لحين تجاوز الأزمة وعودة الأمور لطبيعتها بمشيئة الله.
سيكون من الأفضل والأصح أن تلجأ الأندية أكثر إلى الصفقات الحرة – لاعبين منتهية عقودهم مع أنديتهم- حتى لا تتكلف مبالغ طائلة فى تدعيمها صفوفها، وذلك حل أكثر مرونة واستفادة، إلا فى حالة الضرورة القصوى التى تحتم على النادى شراء لاعب بعينه من أجل سد نقصا ما فى صفوفه أو تلبيه لرغبة مدرب.
وقد نشهد أيضا فى الميركاتو الصيفى لجوء الأندية إلى فكرة إعارة لاعبيها أكثر من بيعها بشكل مباشر، خصوصا مع انخفاض الطلب على الشراء بالقيمة التسويقية المتداولة سابقا قبل الجائحة ما قد يعرض الأندية للخسارة، وبالتالى سيكون اللجوء إلى الإعارة قرارا مناسبا ولو مؤقتا، لكنه قد يحمل سلبيات مستقبلية تتمثل فى إمكانية انخفاض قيمة أى لاعب معار حال انخفاض مستواه أو تعرضه لاقدر الله لإصابة ، وهذا وارد بشكل كبير فى كرة القدم.
وهناك أيضا حل قد يساهم فى إنقاذ السوق الكروى المصري، يتمثل فى التنقيب عن المواهب فى قطاع الناشئين استغلالا لانخفاض العرض والطلب فى الوقت الحالى، نظرا للضائقة المالية لأغلب الأندية، وقد ينتج هذا عن ظهور كنوز جديدة مدفونة تفيد المنتخبات المختلفة وتنعش الدورى الممتاز، ولكن هذا يحتاج شجاعة وثقة من الأندية.. فهل من مستجيب!.
