قال الناقد الدكتور صلاح فضل رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للنقد الأدبى، إن بشار الأسد أفقد العيد الأول للثورات العربية مذاقه، بما يرتكبه من جرائم ومجازر وحشية تدينها كل الشرائع والدينات. وأوضح د.صلاح فضل فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أنه على المستوى الشخصى لا يختلف هذا العيد عن قبل الثورة وما بعدها، مضيفًا: "ولكن هناك فى أعماق الروح مناطق تكمن فيها مشاعر مختلفة تمامًا، أذكر منها على وجه التحديد أمرين، الأول أننى عندما أشاهد الجرائم البشعة التى يرتكبها نظام الأسد فى سوريا ليلة العيد، والحناجر التى ما زالت تنطلق هاتفة بسقوط النظام الديكتاتورى الإجرامى وأتذكر ما فعلته كتائب القذافى أشعر فى أعماقى بالامتنان الهائل للجيش المصرى المتحضر الذى جنبنا هذه الفواجع كلها، وبرهن على أنه سليل حضارة راقية فعلاً، وأشعر أيضًا بأنه سيخطئ خطأ فادحًا لو ساورته بعض قيادته وأقحم نفسه فى السلطة، وبدد أملنا فى التحول الديمقراطى أو لو زين لبعض الفاشيين الدينين القفز على الثورة واختطاف ثمرتها وأعادتنا للعهود الاستبدادية الظلامية هذه المرة باسم الدين، وما زالت مسئولية الجيش فى رعاية تاريخ مصر وضمان تحولها الديمقراطى المستنير مسئولية عظيمة فى المرحلة القادمة. وأضاف، أما الأمر الثانى، فهو أن الثقافة العربية التى كنا نحسبها مستسلمة للظلم راضية بالهوان بعيدة عن أحلام الحرية قد انفجرت فى وجوهنا جميعًا، بما حملته من تحريضات ودعوات فى الشعر والرواية والكتابات النقدية على دخول العصر الحديث، وتحطيم حاجز الخوف، وإسقاط النظم بطرق سلمية مشروعة غير عابئةً بأنيابها المسنونة، ومقدمة دمائها الذكية فى سبيل تحقيق القفزة إلى مستقبل الحرية والديمقراطية، فلا يمتلك وجدان هؤلاء الشباب الذين يتدافعون أمام العسكر ويتساقطون فى شوارع دمشق وحمص وحماة إلا بمعنى واحد هو عشق الحرية، والتطلع للمستقبل، وبناء أمل ديمقراطى. وقال فضل "نشعر بأننا مدينون لهم ولشهدائهم ولمناضلتهم بهذا المستقبل الذى يصنعونه، وأن ثقافتنا العربية لم تقصر فى تعبئتهم وإهدائهم لهذا الربيع، وصيفه الحارق الثورى الذى ظهر وما زال يبهر العالم ورد الاعتبار للإنسان العربى، الذى كانوا يعايرونه بأنه خانع لا يثور مستسلم ومتواكل لا يملك زمام المبادرة، الإنسان العربى يتألق وهو يستشهد فى سبيل الحرية يغير صورته أمام العالم على مشهد منه، يبرز أنبل وأجمل مكان فى الإنسانية فى الثورات التى جعلت للأعياد طعمًا مختلفًا وللأحلام لونًا مميزًا".