التموين تزف بشرى سارة إلى المخابز غير المرخصة    الإسكان: جار تنفيذ وطرح مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل    وزير الخارجية الإيراني: وجهنا رسائل للأمريكيين قبل وبعد عملية الوعد الصادق    عاجل...تحديد موعد مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    إجراءات صارمة من التعليم لضبط الغش الالكتروني بامتحانات الثانوية العامة 2024    تنبيه مهم بشأن حجز قطارات النوم.. اعرف الجديد قبل ما تحجز    دفاع حسين الشحات يطلب استدعاء علام وقفشة وطاقم الحكام في واقعة الشيبي    إيرادات الأربعاء.. فيلم شقو يواصل صدارة شباك التذاكر وفاصل من اللحظات اللذيذة بالمركز الثاني    دعاء الشفاء الذاتي: فن الاتصال بالروح لتحقيق الشفاء الداخلي    "كنترول إس"، مشروع تخرج لطلاب إعلام حلوان يستهدف الحفاظ على الممتلكات العامة    ليفربول يواجه أتالانتا في الدوري الأوروبي    عاجل...غياب حسين الشحات بدء محاكمة لاعب الأهلي في قضية التعدي على الشيبي    بعد تراجع الحديد أمس.. تعرف على أسعار الحديد اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)    وزير المالية: نعمل وفقًا استراتيجية لإدارة الدين والنزول بمعدلاته لأقل من 80٪ في 2027    جداول امتحانات صفوف النقل لمدارس التعليم الفني الزراعي التيرم الثاني بالفيوم    3 مصابين في حريق مخبز بقنا    بعد 5 أيام من البحث.. انتشال جثمان غريق الساحل الشمالي بعد ظهوره على سطح المياه    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة بالقاهرة والجيزة    عضها حصان.. إصابة سائحة سورية في الأهرامات    عالم هولندي يثير الرعب مجددا، تحذير من زلزال مدمر خلال أيام    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع منظمة "الألكسو"    الجيش السوداني عن احتجاز مصر سفينة متجهة للسودان: معلومات مضللة    احذروا الذباب الصحراوي، ضيف ثقيل على مصر يسبب لدغات مؤلمة وحكة شديدة    إبراهيم صلاح: الزمالك لا يحتاج ل لاعب في مركز 6 بعد تواجد شحاتة ودونجا    مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 18 أبريل.. عز عامل عمايله    "ريمونتادا" ومفاجآت فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا    الرياضية المغربية: كاف لا ينوي إقامة نسخة جديدة من الدوري الأفريقي في 2024    الرعاية الصحية: 10 مستشفيات جديدة ومجمع الفيروز الطبي يدخلون الخدمة 30 يونيو المقبل    8 علامات قد تشير إلى تدهور البصر    مجموعة السبع: الإفراط فى تداول العملات الأجنبية له آثار سلبية على الاقتصاد العالمى    بعد ثوران بركان روانج.. إندونيسيا تصدر تحذيرا من تسونامي    جامعة أسيوط تشارك في مسابقة دولية للبرمجة.. منافسة مع طلاب 111 دولة    مستشارة وزيرة الثقافة: مصر لديها بصمة تراثية تختلف عن الآخرين.. فيديو    بالتواريخ| عدد إجازات الموظفين في عيد العمال وشم النسيم    مجلس النواب يكشف عن مواعيد عقد الجلسات العامة    وزير النقل يشهد توقيع مذكرة تفاهم بشأن بناء وتطوير البنية الفوقية لميناء برنيس البحري    هولندا تعرض على الاتحاد الأوروبي شراء "باتريوت" لمنحها إلى أوكرانيا    «الرقابة الصحية»: وضع ضوابط ومعايير وطنية لتدعيم أخلاقيات البحوث الطبية    وزير الري: تحديد مواقع ورسم خرائط مآخذ المياه ومراجعة منحنيات التصرفات    ‫وزارة الزراعة تطلق 10 منافذ متحركة لبيع كرتونة بيض المائدة ب140 جنيها    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    قصف إسرائيلي شمالي مخيم النصيرات وسط غزة    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية لقرية سيدى شبيب الأسبوع المقبل    طارق الشناوي: «العوضي نجح بدون ياسمين.. وعليه الخروج من البطل الشعبي»    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    أحمد عبد الله محمود يكشف كواليس تعاونه مع أحمد العوضي ومصطفى شعبان    وزارة الطيران المدني توضح حقيقة انتظار إحدى الطائرات لمدة 6 ساعات    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    الصين قادمة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    إبراهيم نور الدين: كنت أخشى من رحيل لجنة الحكام حال إخفاقي في مباراة القمة (فيديو)    الجزائر تقدم مساهمة استثنائية ب15 مليون دولار للأونروا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«ذكريات صحفية»: علاقتى بأسامة أنور عكاشة تبدأ من لقاء رتبه سيد عبدالكريم فى مطعم على كورنيش النيل.. وتحت شجر البرتقال فى قريتى تولدت فكرة فيلمه «كتيبة إعدام» وشجعه عليها الدكتور عزازى على عزازى
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 05 - 2020

ذهبت فى الموعد الذى حدده لى الفنان الدكتور سيد عبدالكريم للقاء الكاتب والسيناريست الفذ أسامة أنور عكاشة، كنت فى بداياتى الصحفية عام 1985، وكان مسلسل «الشهد والدموع» حديث الناس بعد عرض الجزء الثانى له، الذى لعب فيه سيد عبد الكريم دور «عبودة أفندى»، وكانت هناك صداقة تربطنى به بدأت بذهابى إليه فى كلية الزراعة بمشتهر القريبة من قريتى «كوم الآطرون، طوخ، قليوبية»، وإجراء حوار معه نشرته فى جريدة «الخليج، الإماراتية».

كانت مناقشاتى دائمة وثرية مع سيد عبدالكريم فى الفن والسياسة، وكان رحمه الله شخصا جميلا ومثقفا وحنونا ووطنيا ولديه شهامة أبناء البلد، كما ظهر فى شخصية «زينهم السماحى» فى مسلسل «ليالى الحلمية»، وبعد حوارى معه لجريدة «الخليج» أتاح لى لقاء المخرج فخر الدين صلاح الذى أخرج لأسامة أنور عكاشة أعماله الأولى وأشهرها «أبواب المدينة» بجزأيه عامى 1981 و1983، بطولة صلاح السعدنى ونسرين وعبدالله محمود ومحمود التوني، ومات فى حادث اختطاف طائرة واحتراقها وهى متجهة إلى أثينا من القاهرة عام 1985.

رتب لى سيد عبدالكريم أول لقاء لى مع أسامة عام 1985، واصطحبنى فى سيارته «مازدا» من مكان عمله بكلية الزراعة فى «مشتهر» إلى مكان اللقاء بمطعم «بابريكا» المجاور للتليفزيون المصرى، كان عمر أسامة وقتئذ 44 عاما، كان متدفقا متوهجا فى كلامه وأفكاره، يدخن «البايب»، ونقطع الحديث بقفشات عن فريق الزمالك، فهو كان زملكاويا غاضبا من مستوى الفريق، وكان سيد عبد الكريم وأنا أهلاويين، تحدث عن بداياته من كفر الشيخ التى ولد فيها عام 1941 لأب كان يعمل فى التجارة، والتحق بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية وتخرج منها عام 1962، وفى هذه الفترة كتب القصص القصيرة، وبعد تخرجه عمل اخصائيا اجتماعيا فى مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم انتقل إلى العمل فى إدارة رعاية الشباب بجامعة الأزهر حتى استقال عام 1982 للتفرغ من أجل الأدب.

قال عن بدايته مع الدراما التليفزيونية: «بداية تجربتى كانت أدبية، فأنا كاتب قصة، وظللت أنشر لفترة حتى جاءت نكسة 5 يونيو 1967، وتلاها فترة إحباط عام ومعها كان لى إحباط خاص من عدم وجود مواكبة نقدية تتابع وتناقش ما أكتبه، وبالطبع فإن الكاتب لا يحس بقيمة ما يكتبه إلا إذا كان هناك قارئ وناقد، وكان الحل فى الدراما التليفزيونية التى أتاحت لى فرصة الوصول إلى القارئ بوسيلة مختلفة عن الكتاب المطبوع»، أضاف: «أنا أدين بالفضل فى ذلك إلى صديق عمرى الراحل العظيم المخرج التليفزيونى فخر الدين صلاح، هو الذى عرض علىَّ الكتابة للتليفزيون، ولما قلت له: لا أعرف، أحضر ورقا وقلما وشرح لى الطريقة بتفاصيلها الفنية التى كنت أجهلها، وأخرج لى سباعية «الإنسان والحقيقة» سنة 1976، ثم مسلسل «الحصار» ثم «المشربية»، و«أبواب المدينة».
فى هذا اللقاء أطلق مصطلحه «أدب التليفزيون» قال: بانتشار التليفزيون فى أعماق الريف تمكنت من التواصل مع شرائح واسعة فى المجتمع لم أكن سأصل إليها أبدا، والنتيجة أننى هاجرت أرض الأدب وبدأت بإعداد قصص منشورة لى، ثم تلاها كتابة المسلسلات مباشرة وبدأتها مع «الإنسان والحقيقة» عام 1976، ورغم الشهرة التى تحققت بفضل اللجوء إلى الدراما التليفزيونية، إلا أن الأدب لم يفارقنى، وطموحى أن أصل إلى ما يمكن أن نسميه ب«أدب التليفزيون».

تشعب الحوار إلى قضايا كثيرة وتناولنا فيه مسلسلى «أبواب المدينة» ثم مسلسله «وقال البحر» و«الشهد والدموع»، وتحدث عن مسلسل لم يعرض فى مصر اسمه «سلمى» وتعرض لفترة مبكرة من الحرب الأهلية اللبنانية التى تفجرت فى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى، شرت الحوار فى مجلة «الموقف العربى» التى كانت تصدر فى قبرص، وكانت ضمن مطبوعات يراسلها مركز إعلام الوطنى العربى «صاعد» الذى شهد بداية احترافى العمل الصحفى فيه.
فى شقته التى كانت تقع فى أول كوبرى الهرم بعد ميدان الجيزة تواصلت لقاءاتى به قبل أن ينتقل منها، وتخطت اللقاءات علاقة الصحفى بالمصدر إلى علاقة إنسانية يقدم لى فيها كثيرا من النصح، وأنا أزداد انبهارا به كمبدع وإنسان، لم تكن شقته كبيرة، وفى إحدى حجراتها الصغيرة كانت صومعته التى تحتوى على كتب فى التاريخ والأدب، وترك هذه الشقة للإقامة مؤقتا بفندق فى بداية شارع الهرم وقت كتابة الجزئين الأولين من «ليالى الحلمية»، وكان غير مسموح إطلاع أى أحد يتصل به فى المنزل بوجوده فيه، إلا بعد العودة إليه، وكنت أنا أحد المسموح لهم، وزرته بالفندق، واصطحبت معى فى إحداها الفنان أحمد إسماعيل الذى كان يشق طريقه وسط الناس والمثقفين وخارج أى مؤسسات رسمية.

كان ممن يحبون الإطلاع عن قرب برأى الناس العاديين فى أعماله والنقاش معهم، وشهد مسلسل «ليالى الحلمية» بعد الجزء الثانى ندوات عديدة له رافقته فيها مع بعض أبطال المسلسل، حضرت معه ندوة حاشدة فى كلية زراعة مشتهر وحضرها، عبد العزيز مخيون، وسيد عبدالكريم وسيد عزمى، ومحمود الشاذلى، كما اصطحبته فى ندوة بمعهد الكفاية الإنتاجية بالزقازيق، ولبى دعوتى لندوة فى قريتى حضرها سيد عبدالكريم، وسيد عزمى، عام 1988 ووسط حفاوة بالغة فى الاستقبال وحضور حاشد بمركز الشباب دارت مناقشات ثرية، أصر فى نهايتها أن يحتفظ بالأسئلة التى كتبها البعض ودارت حول المسلسل.

كان الصديقان المرحومان الدكتور عزازى على عزازى محافظ الشرقية الأسبق، والكاتب الصحفى سيد زهران ضمن الذين شاركوا فى الندوة، وقبلها تناول الجميع غذاء فطير مشلتت فى حديقة البرتقال التى يمتلكها المرحوم العم أحمد الطوخى والد الصديقان الطوخى والسيد، وتحت شجر البرتقال وشمس الشتاء كان الجميع يتبادل القفشات والنكات، وتدور المناقشات بمشاركة عدد من الأصدقاء، وإذا بالصديق عبد الحليم يحيى يطرح قضية «ثورة مصر» وهى القضية التى كان الدكتور خالد جمال عبد الناصر ومحمود نور الدين وآخرين متهمين فيها بتكوين تنظيم سرى مسلح قام باغتيال عناصر من السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، وخرج بسببها خالد عبد الناصر إلى يوغسلافيا «قبل تفكيكها»، وظل فى عاصمتها بلجراد حتى عاد عام 1990، وحصل على حكم بالبراءة.

تحدث البعض عن القضية، وبدا النقاش وكأنه يتجه إلى حبكة درامية، وبالفعل التقط سيد عبد الكريم الخيط موجها كلامه إلى أسامة: إيه رأيك يا عبقرى.. موضوع كله دراما، وأثنى الدكتور عزازى على الاقتراح محمسا أسامة الذى ضحك باقتضاب: الموضوع محتاج تفكير، وانصرف الجميع بعد الندوة، ودارت العجلة ليكتب أسامة فيلم «كتيبة إعدام» بإلهام من قضية «ثورة مصر»، ولعب بطولته نور الشريف وممدوح عبد العليم ومعالى زايد، وإخراج عاطف الطيب، وقال لى سيد عبدالكريم أثناء عرض الفيلم فى السينما، واشتداد الجدل حوله: الفيلم ده مولود على حجرى.. كنت كل يوم أسأل أسامة عليه واستعجله، والأصل من أكلة الفطير والبرتقال فى بلدكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.