حماة الوطن يُهنئ الرئيس والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    الإعلان عن المرشحين من جامعة عين شمس لمنح المبادرة المصرية اليابانية للتعليم    وزير التعليم: القيادة السياسية تدعم "التعليم المنتج للإبداع والابتكار"    إنفوجراف| أسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات الأربعاء 24 أبريل    بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي بالعاصمة الإدارية الجديدة    «الغرف التجارية»: 9.9 مليار دولار صادرات مصر من مواد البناء خلال 5 سنوات    ؤالبنك المركزي: سداد مستحقات ديون خارجية ب8.16 مليار دولار خلال الربع الأول من 2023- 2024    نائب وزير الإسكان يفتتح معرض إدارة الأصول    «النقل» تتعاقد على بناء سفينتين جديدتين مع ترسانة هانتونج الصينية    وكيل «خطة النواب»: 90 مليار جنيه لدعم الخبز في موازنة 2024/ 2025    مقتل فلسطينية برصاص القوات الإسرائيلية قرب الخليل    تقرير: ضباط إسرائيليون كبار يعتزمون الاستقالة    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    الأمم المتحدة تدعو لإجراء تحقيق بشأن مقابر جماعية بغزة داهمها الاحتلال    صور الأقمار الصناعية تكشف الاستعدادات لعملية رفح    موعد مباراة الأهلي ومازيمبي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا    محمد الشناوي يدخل قائمة الأهلي أمام مازيمبي    مفاجأة تنتظر المصريين بعد انتهاء الموجة الحارة.. أمطار لمدة 5 أيام    ننشر محظورات امتحانات الثانوية العامة 2024 وعقوباتها    «الشيوخ الأمريكي» يوافق على مشروع قانون لفرض قيود على «تيك توك»    قصة حب انتهت بالزواج ثم القتل لسبب صادم.. جريمة تهز المحلة    DMC تعرض تقريرا عن الفنان الراحل محمود مرسي في ذكرى رحيله    مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الإفريقية    مستشفيات جامعة المنيا تستقبل الدفعة الأولى من مصابى غزة (صور)    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    رئيس جامعة القاهرة يشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي التوليدي وأثره على حقوق الملكية الفكرية    تفاصيل الحالة المرورية بالمحاور والميادين صباح الأربعاء 24 أبريل    اليوم.. استكمال محاكمة المتهمين باستدراج طبيب وقتله بالتجمع الخامس    بسبب الحرب على غزة.. كل ما تحتاج معرفته عن احتجاجات الجامعات الأمريكية    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    طرح فيلم ANYONE BUT YOU على منصة نتفليكس    بعد عودة الشناوي.. تعرف على الحارس الأقرب لعرين الأهلي الفترة المقبلة    دعاء الحر الشديد.. 5 كلمات تعتقك من نار جهنم وتدخلك الجنة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24-4-2024 والقنوات الناقلة    "لا يرتقي للحدث".. أحمد حسام ميدو ينتقد حكام نهائي دوري أبطال آسيا    تقديم خدمات طبية لأكثر من 600 مواطن بمختلف التخصصات خلال قافلتين بالبحيرة    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    8 مليارات دولار قيمة سلع مفرج عنها في 3 أسابيع من أبريل 2024.. رئيس الوزراء يؤكد العمل لاحتياط استراتيجي سلعي يسمح بتدخل الدولة في أي وقت    تاريخ مميز 24-4-2024.. تعرف على حظك اليوم والأبراج الأكثر ربحًا للمال    متحدث "البنتاجون": سنباشر قريبا بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    بايدن يعتزم إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا اعتبارا من "هذا الأسبوع"    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارك التنوير..هيئة العلماء برئاسة شيخ الأزهر تحاكم الشيخ علي عبد الرازق بسبب كتابه "الإسلام وأصول الحكم"..وترفض الرد علي سلامه وتقرر طرده من زمرة العلماء
نشر في اليوم السابع يوم 12 - 05 - 2020

دخل الأستاذ الشيخ علي عبد الرازق إلي اجتماع هيئة كبار العلماء، وحيا الجالسين :"السلام عليكم"، فلم يسمع لتحيته ردا أحسن منها ولا مماثلا"، هكذا يصف أحمد شفيق باشا فى "حوليات مصر السياسية الحولية الثانية"، بداية الحالة التي كانت عليها المحاكمة التى انعقدت يوم 12 أغسطس عام 1925 لعلى عبد الرازق بسبب كتابه"الإسلام وأصول الحكم".

أثار الكتاب ضجة كبيرة فور صدوره، لأنه وحسب "شفيق باشا" :"تعرض للخلافة الإسلامية ودلل علي أنها ليست من أصول الإسلام في شئ، وكانت مسألة الخلافة محل اهتمام الشعوب الإسلامية ومطمح أنظار بعض الملوك والسلاطين الراغبين في توسيع نفوذهم".

ويؤكد الكاتب الصحفي محمود عوض في كتابه "أفكار ضد الرصاص" :"هناك ارتباطا بين صدور الكتاب بما جاء فيه، وبين الجدل الذي ساد في مصر وقتئذ، حول أن الملك فؤاد ملك مصر أحق بأن يكون خليفة للمسلمين بعد أن ألغي مصطفي كمال أتاتورك الخلافة في تركيا يوم 3 مارس 1924".

ويضيف عوض :"بينما كان "فؤاد" يشجع هذا الجدل سرا فاجأ عبد الرازق الجميع بكتابه الذي يقول فيه :"ليس بنا من حاجة إلي تلك الخلافة لأمور دنيانا ولو شئنا الدقة لقلنا أكثر من ذلك، فإنما كانت الخلافة ولم تزل نكبة علي الإسلام والمسلمين"، ويؤكد عوض :"عقب صدور الكتاب الذي انتهي المؤلف منه أول إبريل 1925 بدأت عاصفة الاحتجاجات وتنوعت أساليبها، من مؤلفات مضادة لشيوخ تتهمه بالكفر ومن أشهرها كتاب "حقيقة الإسلام وأصول الحكم" للشيخ محمد نجيب المطيعي مفتي الديار المصرية سابقا، إلي مظاهرات غاضبة في الجامع الأزهر".

انتقلت العاصفة إلي الأزهر ممثلا في "هيئة كبار العلماء" ويذكر شفيق باشا :"رأت محاكمة الأستاذ الشيخ علي عبد الرازق وفقا لقانون صدر ولم يستعمل، وجاء عليه الدستور فلم يجعل له أثرا"، ويؤكد شفيق :"كانت أشد دهشة المنصفين في أنهم رأوا أن خصوم عبد الرازق هم قضاته "، وعقدت "الهيئة" محاكماتها للرجل الذي هو من أعضائها ويعمل قاضيا شرعيا في محكمة المنصورة، لكنه وفقا لشفيق باشا :"معروف منذ نشأته بحرية الفكر وسعة أفق العقل".

وينقل "شفيق" أجواء المحاكمة، مشيرا إلي عدم رد الأعضاء وعددهم 25 للسلام الذي ألقاه"عبد الرازق"، ويضيف :"أمره شيخ الجامع الأزهر(محمد أبو الفضل)بالجلوس، فجلس في المقعد المواجه لمقعد حضرة صاحب الفضيلة الشيخ الأكبر، فسأله :"الكتاب ده كتابك؟

،أجابه إيجابا ، فسأله: وهل أنت مصمم علي كل ما فيه؟،أجابه :"نعم ".
ألقي شيخ الأزهر، الشيخ محمد أبو الفضل الكتاب أمامه علي المنضدة وصاح :"هذا الكتاب كله ضلال وخطأ، ولكننا نحن كتبنا لك عن سبع فقط فيه، ولو أن فيه غيرها كثير كلها ضلال أيضا، وسأقرأ لك هذه النقاط السبع التي تضمنها كتابك"، وهي حسب شفيق :"الكتاب جعل الشريعة الإسلامية شريعة روحية محضة لاعلاقة لها بالحكم والتنفيذ بأمور الدنيا، وإن الدين لا يمنع من أن جهاد النبي صلي الله عليه وسلم في سبيل الملك لا في سبيل الدين ولا لإبلاغ الدعوة إلي العالمين، وإن نظام الحكم في عهد النبي كان موضوع غموض وإيهام أواضطراب وموجبا للحيرة، وأن مهمة النبي كانت بلاغا للشريعة مجردا عن الحكم والتنفيذ، وإنكار اجتماع الصحابة علي وجوب نصب الإمام، وعلي أنه لابد للأمة ممن يقوم بأمرها في الدين والدنيا، وإنكار أن القضاء وظيفة شرعية، وإن حكومة أبي بكر والخلفاء الراشدين من بعده رضي الله عنه كانت لا دينية ".

وبعد أن أتم شيخ الأزهر تلاوة الاتهامات وجه لعبد الرازق سؤاله :"هل عندك ما تقوله ؟ "فأجاب عبد الرازق في هدوء وابتسام طبقا لوصف شفيق باشا، "نعم إني كتبت مذكرة، وإذا كنتم تسمحون لي أن أقرأها، وأما إذا أردتم شفهيا فأنا مستعد للمناقشة"، وطلب تسجيل احتجاجه علي الهيئة، ثم أذن له شيخ الأزهر بقراءة مذكرته، وانصرف ".
في الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا، نطقت الهيئة حكمها :"حكمنا نحن شيخ الجامع الأزهر وبإجماع آراء أربعة وعشرين عالما معنا من هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ علي عبد الرازق أحد علماء الجامع الأزهر والقاضي الشرعي بمحكمة المنصورة الابتدائية الشرعية ومؤلف كتاب (الإسلام وأصول الحكم)من زمرة العلماء، وتعلن الأسباب بعد إعدادها فيما بعد".

(2)

علي عبد الرازق يرد علي ملاحظات هيئة العلماء: لاتوجد بعد النبي زعامة دينية ..ولم ينعقد بين المسلمين، صحابة أو غيرهم، إجماع على وجوب نصب الإمام، بالمعنى الذى اصطلح الفقهاء على تسميته بالخليفة

فى يوم 13 أغسطس 1925 نشرت جريدة «السياسة» لسان حال حزب الأحرار الدستوريين مذكرة الشيخ علي عبدالرازق التي تقدم بها إلي هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الأزهر الشيخ محمد أبو الفضل، أثناء محاكمته في اليوم السابق "12 أغسطس 1925 " وقررت طرده منها، ردت المذكرة علي الملاحظات السبع التي استندت عليها الهيئة في قرارها، مؤكدا أنه يرجو بها التفاهم مع علماء المسلمين، ومع المسلمين كافة على ما يجلو حقيقة مسألة بحثتها، مضيفا: «لم أكن فى ذلك إلا قائما ببعض ما يجب على كل عالم من البحث والتماس الحقائق، وما العالمية إلا صفة توجب على صاحبها البحث والتماس الحقائق، وهو على كل حال مأجور إن أخطأ أو أصاب، وإنا لنعتقد أن الوسيلة الوحيدة التى يمكن الاعتراض بها على أى بحث علمى، إنما هو المنافسة فيه والمجادلة بالحسنى، ولا تبيح سماحة الدين ولاعدالة القوانين أكثر من هذا الحق".

كان المثير فى رد «عبد الرازق»، حديثه عن الملاحظات الخامسة والسادسة والسابعة.

اتهمته الملاحظة الخامسة بأنه «ينكر فى كتابه إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام، وعلى أنه لابد للأمة ممن يقوم بأمرها فى الدين والدنيا».. ورد علي هذا الاتهام قائلا : «نحن نرى ما قررناه فى الكتاب، من أنه لم ينعقد بين المسلمين، صحابة أو غيرهم، إجماع على وجوب نصب الإمام، بالمعنى الذى اصطلح الفقهاء على تسميته بالخليفة، ونحن نعتقد أننا فى ذلك نقف فى صف جماعة غير قليلة من أهل القبلة، ومن سلف هذه الأمة وعلمائها الصالحين الذى لايمكن الطعن فى دينهم ولافى علمهم.. وليس صحيحا أننا ننكر إجماع الصحابة على أنه لابد للأمة ممن يقوم بأمرها فى الدين والدنيا، بل الذى قررناه فى الكتاب صفحة 33 وما بعدها «أنه لابد للأمة منظمة مهما كان معتقدها، ومهما كان جنسها ولونها ولسانها، من حكومة تدير شؤونها، وتقوم بضبط الأمر فيها، ولعل أبابكر، رضى الله عنه، إنما كان يشير إلى ذلك الرأى حين قال فى خطبته، لابد لهذا الدين ممن يقوم به، ولعل الكتاب الكريم ينحو ذلك المنحى أحيانا.

يضيف عبد الرازق: «قلنا فى صفحة 35: «إن المسلمين إذا اعتبرناهم جماعة منفصلين وحدهم، كانوا كغيرهم من أمم العالم كله، محتاجين إلى حكومة تضبط أمورهم وترعى شؤونهم، إن يكن الفقهاء أرادوا بالإمامة أو الخلافة ذلك المعنى الذى يريده علماء السياسة بالحكومة كان صحيحا ما يقولون أن إقامة الشعائر الدينية، وصلاح الرعية يتوقفان على الخلافة بمعنى الحكومة فى أى صورة كانت الحكومة، أما إذا أرادوا بالخلافة ذلك النوع الخاص من الحكم الذى يعرفون، فدليلهم أقصر من دعواهم، وحجتهم غير ناهضة".

أما الملاحظة السادسة والتي اتهمته بإنكاره أن القضاء وظيفة شرعية، ورد عليها قائلا :"نحن قررنا في صفحة 39 أنه "لاشك في أن القضاء بمعني الحكم في المنازعات وفضها كان موجودا في زمن النبي صلي الله عليه وسلم، كما كان موجودا عند العرب وغيرهم قبل أن يجئ الإسلام، وقد رُفعت إلي النبي خصومات فقضي فيها، وقال صلي الله عليه وسلم :"إنكم تختصمون إليٍ ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت إليه بحق أخيه شيئا بقوله فأنا أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها"، وفي التاريخ الصحيح شيء من قضائه عليه السلام فيما كان يرفع إليه..إلخ ، فأما جعل القضاء وظيفة معينة من وظائف الحكم ومراكز الدولة واتخذه مقاما ذا أنظمة معينة وأساليب خاصة فذلك هو الذي نعتقد كما قررنا في صفحة 103 أنه من الخطط السياسية الصرفة، ولا شأن للدين بها فهو لم يعرفها ، ولم ينكرها ولا أمر بها، ولانهي عنها وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلي أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة".

أما الملاحظة السابعة فكانت حول اتهامه بقوله: «إن حكومة أبى بكر والخلفاء كانت لا دينية».. ورد قائلا: «الذى قررناه فى أول صفحة 90 أن زعامة النبى صلى الله عليه وسلم، كانت كما قلنا زعامة دينية، وأردنا بكونها دينية أنها جاءت عن طريق الرسالة لاغير، فذلك صريح فى أن الزعامة الدينية التى تستند إلى الرسالة والوحى.. وتقابل الزعامة الدينية بهذا المعنى الزعامة اللادينية التى لا تستند إلى وحى ولا إلى رسالة.. يضيف: كذلك قلنا فى صفحة 90، طبيعى ومعقول إلى درجة البداهة ألا توجد بعد النبى زعامة دينية، وأما الذى يمكن أن يتصور وجوده، فإنما هو نوع من الزعامة جديد ليس متصلا بالرسالة ولا قائما على الدين، هو إذن نوع لا دينى، وإن كانت الزعامة لا دينية فهى ليست أقل ولا أكثر من الزعامة المدنية أو السياسية، زعامة الحكومة والسلطات، لا زعامة الدين، فأما إن أريد بكلمة لا دينية معنى آخر غير ما هو واضح فى الكتاب فذلك ما لا شأن لنا به".


(3)

الدكتور طه حسين لعلي عبد الرازق :" أيها الطريد من الأزهر تعالي إليٍ نتحدث ضاحكين عن هذه المضحكة ..السلطة التي أخرجتك ماسلطتها الدينية . وعلي أي آية من كتاب الله تستند؟

بعد أن أصدرت هيئة العلماء حكمها بطرد الشيخ علي عبد الرازق من عضويتها، قرأ آراء كثيرة تؤيد الحكم ضده، ووفقا لمحمود عوض في كتابه "أفكار ضد الرصاص" :"قرأ أيضا رأيا آخر يعارض الحكم، رأيا كتبه الدكتور طه حسين- بلا توقيع- ونشره في جريدة السياسة".

قال طه حسين مخاطبا علي عبد الرازق :"إيه أيها الطريد من الأزهر تعال إليِ نتحدث ضاحكين عن هذه المضحكة، قصة كتابك والحكم عليه وعليك وطردك من الأزهر..مابال رجال الأزهر لم يقضوا علي كتابك بالتمزيق ..فقد كان يلذنا أن نري نسخة في صحن الأزهر أمام "باب المزينين " أوفي ناحية من هذه الأنحاء التي لا يأتيها ولا يصل إليها المفكر ولا يسعي إليها إلا الأخبار والأبرار، ثم تضرم فيها النار.. دعنا نتحدث في حرية ولاتكن أزهريا.. فقد أخُرجت من الأزهر..ثم تعال نجد ، فقد آن الآوان أن نجد هذه الهيئة التي أخرجتك من الأزهر ؟..ما سلطتها الدينية ؟ علي أي آية من كتاب الله تستند ؟ أركن هي من أركان الإسلام كالإمامة ؟.كلا إنما هي بدعة لايعرفها القرآن الكريم ، ولاتعرفها السنة المطهرة ولا النظم الإسلامية ..هي بدعة فليس لحكمها صفة دينية ، ومن قال غير ذلك فهو آثم ..نعم آثم لأن هذا النظام يشبه أن يكون من نظم النصاري لا من نظم المسلمين ..لنصاري مجلس للأساقفة ومجلس الكرادلة ولهم البابا ، أما نحن فليس لنا من هذا كله شيء ..فسلام عليك أيها الطريد ..وإلي لقاء


(4)

عام 1966 .. محمود أمين العالم يطلب من علي عبدالرازق إعادة طبع الكتاب والشيخ يرد :" لا ..لا .. لست أتخلي عنه أبدا ولكنني لست مستعدا لأن ألاقي بسببه أي أذي جديد .. كادوا يطلقوني من زوجتي ولحسن الحظ لم أكن متزوجا.

قبل أن يتوفي الشيخ علي عبد الرازق، وحسبما يذكر محمود عوض في كتابه "أفكار ضد الرصاص ":" ذهب إليه أحد الكتاب (محمود أمين العالم ) يطلب منه موافقته علي طبع كتاب "الإسلام وأصول الحكم " من جديد ، وفي منزل علي عبد الرازق دار الحوار التالي بين الناشر والمؤلف :

- هل تسمح لنا بإعادة طبع كتابك العظيم "الإسلام وأصول الحكم "؟.

-عبد الرازق : لا ..لا ..ياسيدي.

- لماذا ..؟هل أنت تتخلي عن كتابك ورأيك؟.

-عبد الرازق ..لا لست أتخلي عنه أبدا ..ولكنني لست مستعدا لأن ألاقي بسببه أي أذي جديد ..إنني ماعدت أستطيع ذلك ..كفاني مالقيته .. هل تعرف أنهم كادوا يطلقوني من زوجتي؟.

لهذا الحد؟.

عبد الرازق ..نعم ..علي أنني لحسن الحظ لم أكن متزوجا حينذاك فضاعت عليهم الفرصة .

- لقد انتهي ذلك العهد البغيض ..ولن تلقي اليوم (1966 ) ولن يلقي كتابك غير التكرم والتقدير والإشادة من الفكرين ومن الدولة علي السواء .

عبد الرازق : من يدريني ...من يدريني ؟ أريد تأكيدا من الدولة ..أريد ضمانا.

- إن واقعنا الفكري والاجتماعي الجديد هو خير ضمان .

هز الشيخ علي عبدالرازق رأسه قائلا في مرارة :لم أعد أحتمل أي مظاهرة جديدة ..من يدري ؟ أطبعوا الكتاب علي مسئوليتكم ، لاتطلبوا مني إذنا بغير ضمان أكيد أطمئن إليه.

الدكتور طه حسين لعلي عبد الرازق :" أيها الطريد من الأزهر تعالي إليٍ نتحدث ضاحكين عن هذه المضحكة ..السلطة التي أخرجتك ماسلطتها الدينية . وعلي أي آية من كتاب الله تستند؟

بعد أن أصدرت هيئة العلماء حكمها بطرد الشيخ علي عبد الرازق من عضويتها، قرأ آراء كثيرة تؤيد الحكم ضده، ووفقا لمحمود عوض في كتابه "أفكار ضد الرصاص" :"قرأ أيضا رأيا آخر يعارض الحكم، رأيا كتبه الدكتور طه حسين- بلا توقيع- ونشره في جريدة السياسة".

قال طه حسين مخاطبا علي عبد الرازق :"إيه أيها الطريد من الأزهر تعال إليِ نتحدث ضاحكين عن هذه المضحكة، قصة كتابك والحكم عليه وعليك وطردك من الأزهر..مابال رجال الأزهر لم يقضوا علي كتابك بالتمزيق ..فقد كان يلذنا أن نري نسخة في صحن الأزهر أمام "باب المزينين " أوفي ناحية من هذه الأنحاء التي لا يأتيها ولا يصل إليها المفكر ولا يسعي إليها إلا الأخبار والأبرار، ثم تضرم فيها النار.. دعنا نتحدث في حرية ولاتكن أزهريا.. فقد أخُرجت من الأزهر..ثم تعال نجد ، فقد آن الآوان أن نجد هذه الهيئة التي أخرجتك من الأزهر ؟..ما سلطتها الدينية ؟ علي أي آية من كتاب الله تستند ؟

أركن هي من أركان الإسلام كالإمامة ؟.كلا إنما هي بدعة لايعرفها القرآن الكريم ، ولاتعرفها السنة المطهرة ولا النظم الإسلامية ..هي بدعة فليس لحكمها صفة دينية ، ومن قال غير ذلك فهو آثم ..نعم آثم لأن هذا النظام يشبه أن يكون من نظم النصاري لا من نظم المسلمين ..لنصاري مجلس للأساقفة ومجلس الكرادلة ولهم البابا ، أما نحن فليس لنا من هذا كله شيء ..فسلام عليك أيها الطريد ..وإلي لقاء

*عام 1966 .. محمود أمين العالم يطلب من علي عبدالرازق إعادة طبع الكتاب والشيخ يرد :" لا ..لا .. لست أتخلي عنه أبدا ولكنني لست مستعدا لأن ألاقي بسببه أي أذي جديد .. كادوا يطلقوني من زوجتي ولحسن الحظ لم أكن متزوجا.

قبل أن يتوفي الشيخ علي عبد الرازق ،وحسبما يذكر محمود عوض في كتابه "أفكار ضد الرصاص ":" ذهب إليه أحد الكتاب (محمود أمين العالم ) يطلب منه موافقته علي طبع كتاب "الإسلام وأصول الحكم " من جديد ، وفي منزل علي عبد الرازق دار الحوار التالي بين الناشر والمؤلف :

- هل تسمح لنا بإعادة طبع كتابك العظيم "الإسلام وأصول الحكم ".

-عبد الرازق : لا ..لا ..ياسيدي.

- لماذا ..؟هل أنت تتخلي عن كتابك ورأيك ؟
-عبد الرازق ..لا لست أتخلي عنه أبدا ..ولكنني لست مستعدا لأن ألاقي بسببه أي أذي جديد ..إنني ماعدت أستطيع ذلك ..كفاني مالقيته .. هل تعرف أنهم كادوا يطلقوني من زوجتي ؟

_ لهذا الحد ؟
_ عبد الرازق ..نعم ..علي أنني لحسن الحظ لم أكن متزوجا حينذاك فضاعت عليهم الفرصة .


- لقد انتهي ذلك العهد البغيض ..ولن تلقي اليوم (1966 ) ولن يلقي كتابك غير التكرم والتقدير والإشادة من الفكرين ومن الدولة علي السواء .

عبد الرازق : من يدريني ...من يدريني ؟ أريد تأكيدا من الدولة ..أريد ضمانا.

- إن واقعنا الفكري والاجتماعي الجديد هو خير ضمان .

- هز الشيخ علي عبدالرازق رأسه قائلا في مرارة :لم أعد أحتمل أي مظاهرة جديدة ..من يدري ؟ أطبعوا الكتاب علي مسئوليتكم ، لاتطلبوا مني إذنا بغير ضمان أكيد أطمئن إليه
الشيخ على عبد الرازق
سعيد الشحات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.