هل من اللائق أن أقول أننى كنت سعيداً بمشهد جنازة الرئيس حسنى مبارك . أرجوك لا تتعجل الحكم على ، فأنا أحترم مثلك جلال الموت وهيبته ، فالموت علينا حق ، وكل نفس ذائقة الموت وماكتبنا الخلد على أحد ، ومبارك مات وكلنا الى زوال ، ولكن المهم كيف نرحل ، ومتى وماذا نترك للتاريخ ، وكيف سينظر إلينا، وفى أى خانة يضعنا . مبعث راحتى من مشهد الجنازة ، إن شئنا الدقة ، عدة أسباب يأتى على رأسها أنه إذا كان مبارك قد ذهب ، واذا كان الآن هو فى ذمة التاريخ الذى سيقول : ماله وما عليه ، فان مصر باقية ، وسيقول التاريخ أيضا كلمته فى هذا الشعب المتحضر الذى يقف وراءه تاريخ طويل من الرقى ، والسلوك الحضارى ، سوف يكتب التاريخ فى صفحاته كيف تصرف المصريون مع مبارك بعد ان خلع عباءته كقائد عسكرى ، وكرئيس سابق كان ملء السمع والبصر ، ثم متهما خاض معركة شرسه وطويلة ومرهقة يدافع فيها عن نفسه ، وعن تاريخه بصبر وجلد وصبر .. سيقول التاريخ : هكذا تعامل المصريون مع مبارك ، وهكذا تعامل آخرون مع حكامهم .. هنا تعلو كلمة ميزان الحضارة . كانت فى نفسى غصة لم أتخلص منها الا باعلان مصر الحداد الرسمى على رحيل مبارك ، وباقامة جنازة عسكرية مهيبة يتقدمها رأس الدولة المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، مبعث هذه الغصة أننا كنا نقفز على أحد الصفحات الناصعة فى تاريخ العسكرية المصرية ، ونقدم لأولادنا شيئا منقوصا ، ونحن نحاول أن نقفز على ما فعله مبارك من دور رائع فى إعادة بناء القوات الجوية المصرية ، وفى الضربة الجوية التى مهدت لنصر أكتوبر ، كنت أرى دائما هذا الأمر بمثابة نقطة الحبر التى شوهت اللوحة الجميلة ناصعة البياض ، وآن الأوان أن يعود الحق لأصحابه . استرد الله سبحان وتعالى وديعته بعد ان برئت ساحة مبارك بشخصه وبأسرته ، وذهب الى الله من دون أن يكون هناك اتهام معلق فى رقبته . وكانت الجنازة العسكرية والرسمية المهيبة ، وحالة الحزن العام التى لفت مصر ، وكل العرب ، أقرب الى اعتذار لروح هذا القائد العسكرى ، عن ما ناله من سهام فى أعقاب ثورة يناير ، حيث طاشت سهامنا وطالت كل من كان فى المشهد، بالحق قليلا وبالباطل أكثر . كان احد أسباب حالة الراحة التى شعرت بها وأنا أتابع الجنازة هو إطمئنانى لأداء المؤسسة العسكرية المصرية التى تعرف أقدار رجالها ، وقادتها ، وتحترم القانون ، وتعزز مؤسسات الدولة وأركانها ، نحن أمام تقاليد راسخة لم تات من فراغ .. رحم الله مبارك ، وكما قال هو عما قدمه لبلاده أنه فى ذمة التاريخ ليقول قوله الفصل فيه بما له وما عليه .
حسنى مبارك الجنازة علاء عبد الهادى مقالات الموضوعات المتعلقة حصيلة زيادة السكان ..من "حسنين ومحمدين إلى " أبو شنب " السبت، 22 فبراير 2020 04:00 م الأهم : ماذا بعد حوار الطيب والخشت ؟ السبت، 01 فبراير 2020 06:00 م من برنيس : أبدا لن تستكينى الخميس، 16 يناير 2020 12:14 م أردوغان والحرب فى ليبيا الخميس، 09 يناير 2020 07:43 م