ليس هناك أصعب على أى أسرة من اختفاء أحد أبنائها بدون أن يترك أثر، وكأنه تبخر فى الهواء، هذا الاختفاء أحيانا يكون أصعب من الموت نفسه، فعلى الأقل المتوفى معروف مكانه وتحدد مصيره. والدة الشاب عمرو أحمد محمود الشافعى (26 سنة) والذى يعمل مراسلا لإحدى القنوات الفضائية، لم تتمالك نفسها وهى تحكى قصة نجلها الذى خرج فى مهمة عمل إلى ليبيا، وشاهدته بعينيها يتحرك بين الثوار ولم تره بعد ذلك. أوضحت الأم المكلومة على ابنها أنه يعمل فى القناة الفضائية منذ 3 سنوات، وأنه اعتاد السفر إلى ليبيا بعد الأحداث الأخيرة كمراسل للقناة، حيث سافر 5 مرات متتالية، وكان يظل بليبيا كل مرة ما بين 5 أيام إلى أسبوع على الأكثر، يهاتفها تليفونيا، يطمئن قلبها عليه، ويداعبه بكلمات جميلة لتختتم المكالمة بدعوات أن يعود الابن سالما ظافرا. وأضافت الأم أن ابنها خرج فى المرة الأخيرة دون أن تراه فقد كانت تعانى من بعض الألم، إلا أنها اطمأنت عليه عندما شاهدته يستقل السيارات بين صفوف الثوار فى ليبيا، وكانت شغوفة بمتابعة كافة تقاريره التى يتم بثها على القناة التى يعمل بها، ثم أخبرها أحد أصدقائه بأن نجلها سيعود فى اليوم التالى بعد مرور أسبوع من سفره، فبدأت الأم تستعد لعودة الابن الغائب، إلا أن الانتظار طال ولم يعد الابن، والنوم يخاصم جفون الأم حتى الصباح الباكر مع عودة الشمس الى الطلوع مرة أخرى، لعل ابنها يعود، لكن الوقت مر وأرخى الليل ستائره وحاولت الاتصال مرارا وتكرارا على هاتفه المحمول، لكنه كان دائما"مغلقا". بدأ الشك يتسرب إلى قلب الأبوين اللذين اتصلا بالقناة لعله يكون وصلهم جديد، فأكد لهم المسئولون بالقناة أن الاتصالات ب"عمرو" انقطعت تماما من خلال الهاتف المحمول أو الإنترنت، ومن ثم لجأت الأسرة إلى الجهات المعنية من خلال وزارة الخارجية المصرية وبعض الجهات السيادية لتحديد مكان وجود ابنهم، خاصة بعد مرور شهر على اختفائه دون أن يصل إليهم نبأ أكيد عن اختطافه واحتجازه فى مكان ما بليبيا. وأضافت الأم أن دموعها لا تتوقف وأن حالتها الصحية ساءت منذ اختفاء نجلها، ومصيره المجهول، فى حين ظل الأب يتحرك هنا وهناك يطرق كل الأبواب يبحث عن إجابة تشفى قلبه عن مصير نجله دون جدوى.