شن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، هجوما جديدا ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (بريكست) متهما البلاد بالعودة إلى النزعة القومية. وقال ماكرون فى مقال نشر بصحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، إنه حان الوقت لإقامة نهضة أوروبية، مشيرا إلى أن القارة تشهد الآن مرحلة محورية حيث تحتاج الدول الأوروبية إلى إعادة تشكيل حضارتها سياسيا وثقافيا فى ظل عالم متغير.
وتابع ماكرون "لم تحظ أوروبا بهذا القدر من الأهمية منذ الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك لم تتعرض أوروبا لمثل هذا الخطر من قبل".
ووصف ماكرون انتخابات البرلمان الأوروبى والتى بأنها ستكون "حاسمة لمستقبل القارة".
واعتبر الرئيس الفرنسى، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أكبر مؤشر على المخاطر التى تواجه أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث اعتبر أنه فخ أوروبى، يرمز إلى أزمة أوروبا التى فشلت فى الاستجابة لحاجة شعوبها للحماية من الصدمات الكبرى التى يواجهها العالم الحديث.
وأضاف أن الفخ هو فى الكذب وعدم المسئولية متسائلا من قال للشعب البريطانى الحقيقة حول مستقبل ما بعد خروج بريطانيا؟ من تحدث إليهم عن فقدان إمكانية الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبى؟ من ذكر المخاطر على السلام فى ايرلندا من استعادة الحدود؟.
وأجاب أن اللجوء إلى القومية لن يجدى نفعا "وهذا هو الفخ الذى يهدد أوروبا بأسرها: فالمروجون للغضب ، المدعومون بأخبار زائفة ، يعدون بأى شيء وكل شيء."
وكان ماكرون دعا فى مقال نشرتها عدة وسائل إعلام أوروبية الاثنين، إلى إعادة نظر شاملة بفضاء شينجن، وإلى إنشاء "شرطة حدود مشتركة ومكتب أوروبى للجوء، وفرض قيود مراقبة إجبارية". كما دعا إلى اتباع نفس سياسة اللجوء فى كل دول الاتحاد الأوروبى تحكمها نفس ضوابط القبول والرفض.
وقال ماكرون أيضا فى مقالته التى نشرت فى وسائل إعلام فى 28 دولة بينها صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية مع 28 صحيفة إقليمية فرنسية "لا يمكن لأى مجموعة أن يكون لديها شعور بالانتماء ما لم يكن لديها حدود تقوم بحمايتها".
وتابع ماكرون "الحدود هى الحرية فى جو آمن علينا أن نعيد النظر بشكل شامل بفضاء شينجن: على كل الذين يرغبون بالمشاركة فيه أن يكونوا مجبرين (على تحمل مسؤوليات إجراءات مراقبة صارمة على الحدود) وعلى إبداء حس تضامن "سياسة لجوء واحدة مع نفس شروط القبول والرفض".
