صور.. الشهرة بعد الموت.. كيف قضى الفن على بول جوجان

تمر اليوم ذكرى ميلاد أحد أهم الفنانيين التشكيليين فى العالم، بول جوجان الذى عانى كثيرا فى حياته بسبب حبه وتفانيه ل الفن التشكيلى.


ولد بول جوجان فى باريس عام 1858 من أب فرنسى وأم من بيرو، ثم رحل والداه إلى بيرو بسبب المناخ السياسى فى تلك الفترة وهناك توفى والده وهو ابن ثلاث أعوام فعاش هو ووالدته وأخته لمدة أربع سنوات فى بيت خاله، ثم عاد إلى فرنسا فى عمر السبع سنوات هذه الفترة التى عاشها فى البيرو أثرت فى فنه فيما بعد.

بعد ذلك عمل جوجان بحارا حتى سن ال 23، ثم عاد ليعمل فى البورصة لكن بعد انهيار البورصة فى باريس، وكان جوجان وقتها فى الرابعة والثلاثين قرر أن يترك التجارة ليتفرغ للفن وسافر لبلاد كثيرة منها جزر الكاريبى وتاهيتى ومنطق كثيرة من المحيط الأطلنطى وقد ظهرت تأثيرات هذه المناطق الاستوائية فى لوحاته.


كان بول جوجان، مهتما بالرسم وبدأ بزيارة المعارض باستمرار وكون صداقة مع الرسام كاميل بيسارو الذى عرفه على عدد من الرسامين ومع تقدمه فى الرسم أستأجر مرسما وبدأ يعرض لوحاته الانطباعية فى المعارض من سنة 1881 و1882 وقضى صيفين متتاليين يرسم مع بيسارو وأحيانا مع بول سيزان.
بعد عام من تفرغه للرسم أصبح مفلسا تماما فباع منزل الأسرة وعادت زوجته إلى الدنمارك وعاد هو معها لتجد ما يكفى لإطعام عائلتها كانت زوجته ترى مغامرته غير مبررة وأنانية منه فانفصل عن زوجته وعاد وحيدا إلى باريس بعد أن فقد اثنين من أبنائه.

فى سنة 1887 انتقال جوجان إلى باناما فى أمريكا الجنوبية واشتغل كعامل فى إحدى القطاعات.

قرر غوغان سنة 1888 الذهاب إلى آرلى بجنوب فرنسا وهو لا يزال مفلسا ليلتقى بالرسام فان جوخ، كان جوجان يطهوا الطعام ويساعد جوخ فى رسوماته لكن أمزجة الصديقين وآراءهما كانت متعارضة بالرغم من أن كل منهما تعلم من الآخر وأنتجا فى تلك الفترة أعظم لوحاتهما.

وفى يناير من عام 1898 فشل جوجان فى محاولة انتحاره، وذلك بعد الانتهاء من لوحاته الأخيرة.. " من أين أتينا؟ ، ماذا نحن، إلى أين نحن ذاهبون؟"، ومات فى سنة 1903 ومن بعدها بدأ الناس ينتبهون أكثر إلى لوحاته وبدأت تقام له المعارض ويأخذ المكانة التى يستحقها فى عالم الفن.