مصر حبيبتى الغالية..أحب أعرفك عزيزى القارئ أن مصر هى البلد الوحيد اللى لما تيجى تتكلم فيه عن حقوقك يبقى كده حضرتك بتكلم فى السياسة.. يعنى لما تقول إن المرتبات ضعيفة بالنسبة لغلاء الأسعار المتزايد كل ساعة، ولما تقول إن مرتب العامل المفترض إنه يكون كحد أدنى 1200جنيه ترد الحكومة العزيزة عليك وتقولك هما 400جنيه فقط لا غير ولو اتكلمت تبقى أنت كده بتتكلم فى السياسة وتجاوزت كل الخطوط الحمراء والزرقاء والسوداء كمان، دى سياسة بلد يا حبيبى. وبما أن الفكر السياسى بين الشباب مش موجود دلوقتى، وده بيرجع سببه إلى أن حكومتنا تنصح بزيادة عرض الفيلم العظيم "الكرنك" وخصوصًا مشهد سعاد حسنى أثناء التعذيب، وعلشان تعرف أكتر اتفرج على فيلم السهرة "إحنا بتوع الأتوبيس" وده فى حالة لو فكرت تتكلم، أما لو تقمصت دور المشاهد الصامت هيكون من نصيبك فيلم " إحنا بتوع رغيف العيش المدعم" اللى حاله لا يسر عدوًا ولا حبيبًا. ومن الأسباب المؤثرة أيضًا أن الفكر السياسى مش بيأكل عيش زى التجارة والخصخصة والبيع بحق الانتفاع والاهتمام بالمستثمرين الأجانب يعنى الرأسمالية المتفتحة، وعلى رأى الحكومة كل ما تبيع أكتر فرصتك فى الضرائب بتكتر، وده غير إننا أو أغلبنا نحن الشباب اللى ضاق بيهم الحال بنفكر بطريق مختلفة شوية عن بعض فأنا مثلا عايز أسافر وعبده صديقى عايز يسافر وسيلمان صاحبنا برضه عايز يسافر، وهنا الاختلاف فى الأسماء بس لكن الهدف واحد وبكده نكون وفرنا على البلد وعلى نفسنا التفكير فى مدى موضوعية بيع الغاز الطبيعى لإسرائيل على أنها سياسة دولة. فكرة المظاهرات واللافتات والصراع الدائم مع الأمن المركزى فكرة شبيهة بفيلم كرتون بين القط والفأر طول الحلقات بنجرى ورا بعض، لا الفأر بيتمسك ولا القط بيتعب من الجرى، والحقيقة لما نيجى نقول إن الدولة أعطتنا الحق فى ممارسة التفكير السياسى فى نشأة الأحزاب وده أساسا حقن دستورى، وحق الانتخاب وحرية الرأى لكن كل فرد يتحمل مسئولية رأيه الشخصى ومدى فهم الآخرين لرأيك.. حتى لو فهموا غلط مسئوليتك برضه. وما بين كل الزحمة دى ييجى المواطن المصرى البسيط ويقولك" اوعى تتكلم فى السياسة.. أنت مش خايف على نفسك". والحقيقة أننا فى حياتنا اليومية بنتكلم دايمًا فى السياسة وكأنها جزء من شخصيتنا.. أيها الساسة.. إنها السياسة.