منذ أن اهتزت مدرجات استاد القاهرة عام 1989م عندما أحرز حسام حسن هدفه الحاسم فى مرمى المنتخب الجزائرى الشقيق _ لم نذق فرحة الوصول للعرس المونديالى الكبير لمدة طويلة للغاية فى الوقت الذى أصبحت فيه منتخبات مثل غانا ونيجيريا وكوت ديفوار والجزائر ضيوفاً دائمين على كأس العالم بينما نحن لم نراوح مكاننا بعد. إن مشكلتنا الكبرى التى تواجهنا أننا لا نتعلم من دروس الماضى القريب؛ بل نكرر أخطاءنا بنفس الطريقة دون أن نحاول حتى تغيير الخطأ. إن المتابع لمسيرتنا الكروية الفاشلة فى سبيل الوصول لكأس العالم يجد أننا نضع نصب أعيننا المنتخبات الكبرى فقط فتأتى المصيبة من المنتخبات الصغرى، ففى عام 1994 خرجنا من التصفيات على يد منتخب زيمبابوى الضعيف ثم كررنا الأمر عام 1998 وانهزمنا من ليبيريا بهدف جورج وايا الشهير لأننا كنا نهتم فقط بمنتخب تونس وفى عام 2002 أضعنا التأهل بأيدينا عندما أهدر محمد عمارة فرصة العمر لتسجيل هدف حاسم فى الجزائر لأننا نفتقد ثقافة الفوز خارج الديار، وفى عام 2006 خسرنا نفسيًا من بريق أسماء بعض المنافسين ليصبح طريقهم أيسر للوصول لكأس العالم (كانت مجموعتنا بالتصفيات تضم الكاميرون وكوت ديفوار). ويبقى السؤال الذى يطرح نفسه بعيدًا عن نواحى الفشل سابقة الذكر هو : كيف نصل لمونديال روسيا 2018؟. إن الإجابة على هذا السؤال ليست بالصعوبة التى يعتقدها البعض، لكنها تحتاج منا جميعًا إلى التكاتف للوصول لهذا الهدف لكن يحتاج ذلك أولاً للنوايا الصادقة من الجميع. وفى هذا الإطار أعرض لبعض النقاط الجوهرية أراها تمهد لوصولنا لكأس العالم وهى : أولاً : وضع مصلحة المنتخب القومى فوق مصالح جميع الفرق مهما كانت درجة شعبيتها. ثانياً : انتظام المسابقات المحلية وعدم تأجيل أى مباراة لأى فريق بما فيها الأهلى والزمالك وذلك لإشراك أكبر قدر من اللاعبين بما من شأنه توسيع قاعدة اختيار اللاعبين للمنتخب. ثالثاً : يجب الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة فى المسابقات المحلية فيجب أن يتم تحديد كرة محددة موحدة لمسابقة الدورى ومسابقة الكأس، لكننا للأسف الشديد نجد أن كرة المباراة تكون حسب اختيار النادى المضيف وهو ما يسئ للشكل العام أولاً فضلاً عن إهدار قواعد العدالة بين جميع الفرق. رابعاً : إدخال التقنيات الحديثة كتكنولوجيا خط المرمى وغيرها من التقنيات الحديثة. خامساً : إقامة أكبر عدد من المباريات الودية مع مدارس إفريقية متنوعة كشرق أفريقيا ووسط أفريقيا وجنوب أفريقيا وشمال أفريقيا مع انتظام المسابقة المحلية دون تأجيل. سادساً : وضع نظام صارم لمعاقبة اللاعبين الذين يقومون بالتوقيع لأكثر من نادٍ فى وقت واحد وكذا معاقبة الأندية التى تحصل على توقيعات اللاعبين قبل انتهاء تعاقداتهم مع أنديتهم وذلك بحرمانها من القيد لفترات محددة. سابعاً : تجنيس بعض اللاعبين الأجانب المميزين الذين يصنعون الفارق للمنتخب المصرى، وهذا أمر اعتيادى تقوم به المنتخبات الكبرى مثل منتخب فرنسا الذى حصل على كأس العالم 1998 بفضل لاعبين من جنسيات متعددة أبرزهم اللاعب الجزائرى الفذ زين الدين زيدان. ثامناً : الاهتمام بتدعيم الجهاز الفنى بخبراء متخصصين فى النواحى النفسية ونواحى التغذية السليمة والصحية لتوفير منظومة متكاملة للجهاز الفنى للمنتخب القومى. تاسعاً : إبعاد لاعبى المنتخب عن أى ظهور إعلامى أثناء المباريات والبطولات الهامة لتوفير أكبر قدر من التركيز للاعبين وإسناد الأمر لمتحدث إعلامى من اللاعبين الدوليين القدامى للتواصل مع الإعلام. عاشراً : الاعتناء بتوفير زى لائق للمنتخب القومى يليق بمنتخب مصر. إن مصر بها العديد من الكفاءات فى كافة المجالات وبخاصة كرة القدم، لكن ما نحتاجه الآن وبشدة أن نخطط لكل الأمور بطريقة علمية منظمة والاستفادة من أخطاء الماضى للوصول بمصرنا الحبيبة إلى المكانة التى تستحقها بإذن الله.