ورم فى دماغ الوطن

الفساد فى الهيكل الإدارى لو تعلمون سرطان ينهش فى جسد الوطن الهزيل، لا استطيع تحديد عمره هل هو ثلاثون عاماً أم أربعون أم خمسون ! ولكن الورم كبير وطول مدته جعله يستوحش وصار صعب الاستئصال لن يغير منه شيئا ولو قامت عشرات الثورات وأتى العديد من الرؤساء لأنه بحق صعب ويحتاج لجرأة محارب.
هيكل حكومى إدارى اعتاد سنين طوال على الفساد والمحسوبية والرشاوى تتغير مهما تتغير مصر يظل كما هو القاعدة هى الفساد والتطهير هو الاستثناء.
سيدى الرئيس كنت أعلم وعلى يقين تام أنه من الصعب التطهير بين ليلةٍ وضحاها، ولكن افتتاح قناة السويس الجديدة فى وقت قياسى جعل المستحيل ممكن التحقيق لو أردت وأردنا ذلك، فمصر لن تفرح حقاً إلا عندما يتم التطهير الإدارى وعندما سيختفى الفساد ستفرح مصر بحق.
لم أجد شخصية أكثر تحدياً منك لتتولى هذا الأمر وتفاجئنا بالنتائج، هذه الخطوة تحديداً سيتلمسها كل مواطن مصرى على حدٍّ سواء فى كل القطاعات التعليمى والصحى والمحليات والمحافظات والوزارات والمصالح الحكومية، كل الهيكل الإدارى ينهش فيه الفساد بمنتهى الوحشية، وهذا لما علمناه عنك من شخصية عسكرية حاسمة فذلك الفساد الممتد منذ سنين طوال توغل وأصبح من الصعب السيطرة عليه ولكن أن أردت بقراراتك الحاسمة الصارمة الصادمة أن تفتح الجرح وتستأصل الورم ستفعل ولن تكون الأمور سهلة طبعاً فى البداية ليس كمن وضع يده فى عش الدبابير بل قل عش العقارب والثعابين لذلك هذه الخطوة تحديداً تحتاج إلى الجرأة الشديدة وهو ما عهدناه منك فى السابق، وأظنك تعلم أنه وباء لا يقل خطراً عن خطر الأعداء فى الخارج ونجاح نتائجه لن تقل أهمية عن افتتاح قناة السويس الجديدة ولا عن محاربة الإرهاب.
أصعب عدو هو العدو المتخفى بيننا أن تخلصنا منه سيتقدم الوطن خطى سريعة نحو المستقبل بل على العكس أخشى على الإنجازات السابقة والقادمة أن يفسدها ذلك الوباء.
لن نوصيك بالجرأة فهى لديك ولن نوصيك بالأمانة فمشهود لديك بطهر اليدين منذ أن كنت بالقوات المسلحة، ولن نوصيك بالحماس فجميعنا متحمسين ونريد مصلحة هذا الوطن كما نحب أن نراه ونتركه لأبنائنا وأجيالنا القادمة وكما يحلو لى الختام دائماً.. هذا الوطن باقٍ وجميعنا راحلون .