لم تعد تكف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى عن الإعلان عن ضحايا جدد يوميا.. ولم نعد نحتمل. كثرت دماء المصريين الأبرياء المغدورة من شتى دروب الإرهاب، داخليا أو خارجيا، فالإرهاب واحد فى كل مكان وزمان، هو معنى واحد مهما تعددت الأسماء هو الغدر، الخيانة، الجبن، اللاإنسانية وانعدام الضمير، كان آخر المصائب وأكثرها ألماً لوحشية القتل فى طريقته ذبح 21 مصرياً قبطياً بريئاً فى ليبيا بعد عدة أسابيع من الأسر قتلوا على يد من لا يستحقون الحياة، من لا دين ولا خلاق لهم.. تنظيم داعش الإرهابى. إهانة ووجع بل مصيبة أن ترى ابنك أو أخاك أو أباك أو عمَّك أو خالك أو جارك، أن ترى إنسانا بريئا لا ذنب له يذبح وما بالك عندما يكونون 21 إنسانا، بخالص الحزن والأسى والأسف أدعو لأهاليهم بالصبر والسلوان فقد أدمى المشهد قلوب كل المصريين بل كل من لايزال يحتفظ بالضمير فى العالم أجمع. علمت بتلك المأساة من أحد مواقع التواصل الاجتماعى فاجتاحتنى عواصف هزت كل مشاعرى وأفكارى، بكيت وبكيت جُرِح قلبى، ضاعت كرامتى وثارت إنسانيتى، كفانا صمتا كفانا خضوعا كفانا ذلا لم نعد نحتمل، لابد من الغضب لابد من الثأر.. وصمة عار على جبين مصر لآخر الزمان، عار من الصمت، لا شىء يساوى نقطة دم من برىء لا ذنب له سوى الضعف والحاجة، لا شىء يداوى جرحا غائرا فى قلوب البشرية عندما ترى المهانة فى الموت، لا شىء يمحو صورة مياه البحر الأبيض المتوسط وقد اختلطت بالدماء، أهانوا الدماء، أهانوا البحر، أهانوا مصر، أهانوا البشرية. وكان الثأر وكان الدواء بعد أن قامت المقاتلات الجوية المصرية بقصف مواقع داعش الإرهابية، فكانت كالماء الذى انصبَّ على النار المشتعلة فى القلوب، فحمداً لله لقد غضبت مصر وغضب الرئيس واسترد المصريون كرامتهم، فتلك الخطوة الجريئة طالما انتظرناها، نعم لقد غضبت مصر. وبعدما قال من هم (يصطادون فى المياه العكرة) لابد أن يرد السيسى ولا مجال لكلمات المواساة المعتادة، فإما أن يفعل أو يصمت، قد تبدل بهم الحال وقالوا لقد قصفت قوات مصر المدنيين فى ليبيا ومات أبرياء ونشروا صورا للدمار لا نعلم مصدرها بعد. فأنا على يقين أن جيش بلادى الذى هو أبناؤنا وأخواتنا وآباؤنا لن يرضى بإراقة دماء الأبرياء ابدا وتحت أى مسمى فهم منَّا قادةً وضباطا وجنودا. فلكم خالص الشكر والاحترام والتقدير يا جنود جيش مصر وقادته ونحن معكم قلباً وقالباً يا حصن مصر وآمانها فأنتم خير أجناد الأرض.