سؤال صعب على المتشائم وسهل وهين جدًا على المتفائل فكل شىء فى مصر موجود ومتيسر ومُتاح ولكن ينقصه أشياء بسيطة وسهلة المنال وتعالوا نسأل أنفسنا عن الفارق بين المستشفيات العامة ونظيرتها الخاصة وهذا السؤال كُلنا يعرف إجابته فالمستشفى الخاص نظيف ومنظم وبه مكان لاستقبال الضيوف ومقاعد فى كل مكان وعامل للآسانسير يصعد ويهبط بك ومكان يسموه الاستقبال يخبرك بكل ما تريده من معلومات عن مريضك ومواعيد زيارته سواء فى غرفة الرعايا الفائقة أو فى غرفة المريض الخاصة بعد خروجه من العناية والأهم من ذلك أنه بمجرد وصوله للمستشفى فى الحالة التى عليها المريض يجد الممرض فى انتظاره ومعه الكرسى المتحرك وبسرعة البرق يكون المريض فى غرفة الكشف لتحديد الحالة وبنفس السرعة إلى مكان العلاج وعندما تصعد لغرفتك تجد كل المستلزمات التى طلبها الطبيب وطبعًا على النقيض ما يحدث فى المستشفيات العامة إهمال كامل لا تجد من يقابلك فى المستشفى ويتم النقل بمعرفة أهل المريض وعندما يسألون عن الطبيب لا يجدوه فيحدث هرج ومرج وخلافات واختلافات وخناقات وعندما يصل الطبيب يُشارك فى الخناقة ويترك المريض وبعد فض المعركة يبدأ الطبيب مرحلة الكشف وبعد التشخيص يكتب ورقة بيضاء دون اسم أو عنوان وينظر فى استغراب فين أهل المريض وبسرعة يقذف له بالورقة هات الدواء ده من الأجزخانة اللى جنب المستشفى وتعالى بسرعة ويقف باقى الأهل ولاكرسى ولامروحة ولامكان انتظار ومن يأتى للسؤال عليه لا يجد من يوجهه ويبدأ الأهالى فى البحث بمعرفتهم وسط المرضى والباقى جايبين بطاطين ونايميين جنب الحيطة منتظرين الشفاء هذا عرض ليس لحالة المستشفيات بل ترجم كل هذا لماديات من حق المستشفى الخاص أن تطالب بالمقابل والمستشفى العام تخسر كل شىء. الطبيب فى المستشفى الخاص يقف ويتحدث مع أهل المريض ومع المريض نفسه ويقوم بتوجيه طاقم التمريض وفى المستشفى العام بيتكلم بالعافية، ولا يهتم بأى شىء رغم أنه يتقاضى مرتبه فى الحالتين ولكنه فى الخاص يخاف من الشكوى وفى العام لا يهمه الشكوى. أما عن التمريض فحدث ولا حرج رغم أن نصفهم يعمل فى المستشفى الخاص والمستشفى العام ولكن فارق كبير فتجد الممرضة فى المستشفى الخاص ترتدى الزى الأبيض الناصع وتضع علامات التمييز واسمها وشعرها مصفف وتلبس حذاء أبيض خفيفا وهى نفسها تذهب للعام لترتدى أقذر شىء عندها، وتربط رأسها بإيشارب وتلبس جزمه فى رجليها وكعب يدق فى الأرض، وتضع رغيفا فيه فول وطعمية فى جيوبها، ثم نسأل ونتساءل لماذا تخسر المستشفيات العامة، فلماذا لايشترى المريض الدواء من المستشفى، ولماذا لا يجد كافيتريا بها مقاعد ويطلب ما يريده ؟ لماذا لا يتحدث الطبيب مع المريض وتقوم الممرضة بواجبها وكل هذا بمقابل مادى أقل وطبعًا الطبيب والممرض والممرضة والأمن كله يتقاضى مرتبات من الدولة فيكون العائد البسيط للنهوض بالمستشفى ويكون هناك طبيب إدارى يكون مسئولا عن تنمية الموارد فى المستشفى. والمؤكد أن شركات الأدوية سيكون لها دور كبير فى النهوض بهذه المستشفيات لأنها ستضخ كثيراً من منتجاتها فى هذه المستشفيات ونجاح مدير المستشفى واستمراره فى العمل الإدارى يتوقف على نجاحه فى إدارة المكان ويارب تنجح التجربة فى نصف المستشفيات نكون قد نجحنا تمامًا.