أدان المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ما أسماه بالحملة الممنهجة ضد مؤسسة الأزهر الشريف وقياداته وعلمائه. وقال المجلس الأعلى للطرق الصوفية فى بيانه، إن المشيخة العامة للطرق الصوفية وهى تتابع هذه الحملات المنظمة ضد الأزهر وقياداته ورموزه ومناهجه، فضلا عن تراث الأمة وتاريخها لا يسعها، إلا أن تؤكد على الحقائق التالية: إن مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر وشيوخه وعلماءه منطبعة فى أعماق الشخصية الإسلامية فى العالم كله وليس المصرية فحسب، ومن ثم فإن محاولات النيل منه ومن رموزه على هذه الصورة من الفجاجة والابتذال التى يراها الناس فى وسائل الإعلام اعتداء سافرا على كل مصرى وكل مسلم فى أعماقه وضميره وتاريخه وثقافته وخلقه ودينه. وأضاف بيان المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن مواقف الإمام الأكبر الوطنية والعلمية وقياداته مشهورة ومشهودة للكافة بما ليس فى حاجة إلى مزيد بيان، ومن ثم فإن المزايدة عليها تدليس وتلفيق وبهتان يأباه الضمير الخلقى والدينى والإعلامى، وهى مزايدات مكشوفة العورات مهما حاول أصحابها التفنن فى إلباسها ثياب الحق بمكر وخبث ودهاء. ولقد بات واضحاً من سياق هذه الحملات وتتابعها وتنوعها أن الأمر لا يتعلق بنقد بناء أو جهود إصلاح بل بمحاولات لهدم تراث الأمة وتاريخها وقيمها ومبادئها من خلال قنوات ووسائل إعلامية معينة تخصصت فى هدم التراث بوسائل خبيثة ماكرة، وليس الأزهر إلا الرمز الذى توجه إليه معاول الهدم توصلا إلى التراث ذاته حتى تولد فى قناعات العامة أن المقصود هو الإسلام، الأمر الذى يشكل خطرا على الأمن الداخلى واستقرار الوطن. وتابع البيان: ولم يكن للأزهر الشريف الذى آلت إليه مواريث الوسطية والتسامح والعلم أن يتعصب أو يتطرف مع رأى مخالف أو موقف معارض مهما بلغت حدته طالما كان فى إطار القانون والثوابت الوطنية، ومن ثم فإن التشهير بالناس لآرائهم أو مواقفهم التى خالفوا فيها لتلبيس وتدليس وخسة وإرهاب لا تعرفها مواثيق الشرف الإعلامى، ولا مسئولية الكلمة ولا شرف الوطنية، ويبرأ منها الإعلام الوطنى الشريف. وذكر البيان أن المشيخة العامة للطرق الصوفية ترى هذه الحملات إرهابا فكريا ومعنويا لإجبار الأزهر الشريف على الانصياع لسياسات وتوجهات أيديولوجية معينة يربأ الأزهر بنفسه عن الانزلاق إليها بما ترسخ لديه من قناعات علمية أصيلة، وتراث تاريخى عميق، ووسطية إسلامية هو رائدها ومؤسسها فى العالم كله. واختتم البيان إن ملايين الصوفية الذين يشكلون القاعدة الشعبية التاريخية العريقة للأزهر الشريف، والتعبير الحقيقى لمنهجه الوسطى ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم أجمع ليؤكدون للإمام الأكبر أنهم جند الأزهر وسلاحه الحاسم فى مواجهة التطرف فى الدين أو ضد الدين بالسماحة والمحبة والسلام واللين والرفق وسعة الأفق، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.