من أهم سمات حكم محمد مرسى ظهور آلة للتبرير داخل أى إخوانى، أو متعاطف مع الإخوان أو مؤيد لأفكار الجماعة أو من أصحاب مقولة "أنا مش إخوان"، ومن أهم مميزات الآلة الإخوانية القدرة على إخراج الجملة وعكسها فى نفس الوقت وبنفس الثقة والاقتناع الداخى وعند أى محاولة للسؤال أو الاعتراض والمناقشة، فالتهمة عند الإخوانى جاهزة بتصيد الأخطاء وعدم رؤية الحقيقة والنظر للسلبيات وترك الإيجابيات وغيرها من التهم ذات التغليف الإخوانى الجاهزة، وساعد على ظهور الآلة قناعة الإخوانى بأنه وحده يملك الحقيقة كاملة بلا شريك وأنه دائما ضحية لمؤامرات كونية لا تريد له النجاح وبين الإحساس بامتلاك الحقيقة وخطر المؤامرات أصبح الإخوانى له القدرة على تقبل أى فكرة وعكسها فى نفس الوقت بل والدفاع عن الفكرتين بمنتهى الحماس. وللحق والأمانة فقد أثبتت الآلة القدرة على التبرير فى العديد من المواقف على سبيل المثال وليس الحصر خطاب مرسى لبيريز الشهير (بعزيزى بيريز) فبمجرد ظهور الخطاب سارعت الآلة بداخل كل إخوانى إلى العمل ونفى الخطاب وادعاء أنه مزور، وكيف أن مرسى يهاجم إسرائيل دائما فكيف يرسل خطابا كهذا لهم وأن الهدف من الخطاب هو إسقاط مرسى لأن إسرائيل تخافه ولا تنام الليل، ثم تم الكشف أن الخطاب حقيقى فتجد نفس الشخص يبرر أن مرسى محكوم ببروتوكلات وأن تلك الخطابات مجرد شكليات كما أن مرسى بهذا يخدع إسرائيل وأن هذا ذكاء خارق من مرسى لا يفهمه إلا سياسى محنك مثل مرسى. ويوم أقال مرسى المجلس العسكرى فبدأ الإخوان بالتغنى بشجاعة مرسى وأن مرسى انتصر للثورة، وأن المجلس سيحاكم على الفترة الانتقالية وما جرى فيها ويمر الوقت ولا يحاكم أحد بل يستعين مرسى بطنطاوى وعنان كمستشارين فتجد الإخوانى يبرر بأنهم من أبطال القوات المسلحة، ولا يصح أن يحاكموا كما أن مرسى بذكائه المعتاد خدعهم. ويوم الإعلان الدستورى الكارثى أثبتت الآلة القدرة على العمل بمهارة وتحت أى ظرف وبمنتهى السرعة فى ابتكار تبريرات لا تخطر ببال أعظم مؤلفى الروايات ولنفهم قدرة الآلة استعنت بحديث مع أحد الإخوان وقد تكرر هذا الحديث مع مئات غيره ودائما نفس المبررات مع اختلاف المفردات: إيه الإعلان الدستورى الى مرسى طلعه ده؟ - الإخوانى لا بس مرسى اجتمع بكل القوى السياسية واجتمع بحمدين والبرادعى طبعا إعلان زى ده لازم يشرك فيه القوى السياسية. القوى السياسية والبرادعى وحمدين أعلنوا أن الإعلان الدستورى مفاجأة وأن مرسى لم يخبرهم عنه. - الإخوانى - أه مهو مرسى مش لازم ياخد رأيهم أمال المجلس الاستشارى بيعمل إيه. أغلب أعضاء المجلس الاستشارى تقدموا باستقالتهم اعتراضًا على الإعلان غير الدستورى. - الإخوانى طبعا مش هياخد رأيهم كلهم دى حاجة قانونية هو استشار محمود مكى ولعلمك محمود مكى هو الى كتب الإعلان بنفسه. (محمود مكى يعلن أنه لايعلم شيئا عن الإعلان الدستورى) - الإخوانى اليوم طبعا القرارات المهمة الى زى دى مش لازم ياخد رأى حد خالص المهم أنه بينفذ طلبات الثورة اليوم بس ده جاب نائب علم من عنده - الإخوانى أه عشان يحاكم النظام القديم كله أه بس ده بيحاكم الثوار والسياسيين وسايب الفلول - الإخوانى دول مش ثوار دول عملاء وخونة طب يحاكم معاهم النظام القديم على الأقل - الإخوانى أنت بتتلكك لمرسى وبكرة الأيام هتثبت إن مرسى معاه حق وإن الإعلان ده ليه هدف مهم لأن مرسى مش بيعمل حاجة إلا لو مدروسة كويس جدا. (تمر الأيام ويظهر أن الإعلان الدستورى ليس له هدف ويعترف بعض قيادات الإخوان بأنه خطأ) - الإخوانى يا سلام عليك ياريس هوا ده الرئيس الى احنا عايزينه من زمان بيعترف بخطئه الله عليك يامرسى! وهكذا فى مختلف المواقف يستطيع الإخوانى أن يجد المبرر حتى لو اضطر للكذب أو للتناقض مع نفسه المهم أن يجد مخرجًا لأى موقف ، أو أزمة، وحتى الآن تعمل آلة التبرير بلا توقف لتجارى كم التناقضات والعنف الذى وقع به الإخوان.